أوضحت المجلة الفرنسية "أفريك أسي" في مقال لها تحت عنوان "تركيا: الفشل المدمر في سياستها تجاه سوريا" أن رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان يتصرف على طريقة اضرام النار في منزل الجوار حتى يظل هو الرجل القوي.

وأشارت إلى أنه على الرغم من ذلك فلم يتوقع أردوغان أنه من الممكن أن يزداد الخطر وتنتقل النيران إلى منزله هو.

وبينت المجلة أن رجب طيب أردوغان الذي يسعى للترشح للرئاسة في بلاده يعتبر نفسه حاكمًا ديمقراطيًّا استطاع أن يضع اقتصاد بلاده على الطريق الصحيح، كما أنه يرى أن بلاده تمثل "نموذجًا للديمقراطية" التي أصبحت مثالًا يلهم باقي الدول الإسلامية، إلَّا أنه فشل في سياسته الخارجية خاصة فيما يتعلق بملف سوريا وكذلك ملف الأكراد، بل لم يلتزم الديمقراطية التي يصف بها حكمه دائمًا.

ونقلت المجلة الفرنسية عن صحيفة "حريات" التركية أن أردوغان الذي يعتبر نفسه حامي اللاجئين السوريين في بلاده، يمارس أعمال عنف ضدهم، حيث يطلق الجنود الأتراك قنابل المسيلة للدموع على اللاجئين السوريين على الحدود التركية السورية منعًا لانتقالهم إلى تركيا هربًا من الحرب الأهلية، مشيرة إلى أن مسألة اللاجئين والحدود مع سوريا أصبحت من أكبر المشكلات التي تواجهها الحكومة التركية الحالية، حيث عقد أردوغان اجتماعًا طارئًا منذ يومين لمناقشة الحدود الجنوب شرقية مع سوريا والتي فقدت القوات التركية السيطرة عليها، حيث أصبح الوضع كارثيًّا وربما يدخل تركيا في أزمة جديدة.

وبينت "أفريك آسيا" أنه كان على أردوغان قبل أن يتحالف مع فرنسا وبريطانيا ضد سوريا أن يفكر في عواقب هذا القرار، حيث إن أصدقاءه الغرب لم يحموه من نتائج الأزمة السورية التي أصبحت مشكلة لبلاده.

وتابعت أن الموقف التركي الذي زاد من اشعال الأزمة السورية بدأ تنتقل عواقبها غلى دول الجور خاصة مع تصاعد قوى حزب العمال الكردستاني الذي أصبح مسلحًا بدرجة عالية بسبب الحدود السورية المفتوحة، والذي يشكل أكبر خطر تواجهه تركيا منذ ثمانينات القرن الماضي.

وتلتفت المجلة الفرنسية إلى أن المجاهدين والمتمردين السوريون  يشكلون خطرًا على تركيا، فهؤلاء المقاتلين لا يعترفون بشيء اسمه حدود فهم يتنقلون هنا وهناك دون الالتزام بالقوانين وهذا نتيجة سياستها المدعمة للمعارضة.

وتشير "أفريك أسي" إلى أنه في حالة انهزام المتمردين السوريين فإنهم سيلجأون إلى الإنحسار الشامل بالقرب من الحدود التركية وبذلك لن يجدوا ملجأً غير الأراضي التركية، وبالتالي ربما يشنون حرب عصابات ضد الحكومة التركية لضمان بقائهم أو سيطرتهم على منطقة تكون قاعدة لهم.