قال
مصرفيون اليوم إن البنوك العاملة في السوق رفعت معدلات السيولة النقدية في
الصرافات الآلية لمواجهة عمليات السحب، التي تزايدت بشكل كبير نهاية الأسبوع
الماضى، ومن المتوقع زيادتها غدا خلال التظاهرات التي دعت إليها المعارضة لإسقاط
الرئيس محمد مرسي.
وقال
عبدالحميد أبوموسى محافظ بنك فيصل الإسلامي: "سنستمر في تغذية ماكينات الصرف
الآلي بشكل أكبر من المعتاد، ولن نتوقف عن ذلك في 30 يونيو"، مشيرا إلى أن
كافة البنوك العاملة بالسوق لديها زيادة في السيولة ولا توجد أزمة في الكاش، ومن
ثم فإنها قادرة على توفير النقد اللازم للمواطنين دون تأخر.
وأتاح
البنك المركزي في الأسبوع الماضي من خلال عمليات "الريبو" (اتفاقات
إعادة شراء أذون الخزانة) سيولة للبنوك تقدر بـ16 مليار جنيه لأجل أسبوع بفائدة 10.25%.
وعمليات "الريبو" تتيح للبنوك سيولة قصيرة الأجل بموجب بيع أذون الخزانة
للبنك المركزي، مع التعهد باستردادها خلال أسبوع ودفع الفائدة المقررة، وهذه
السيولة تمكن البنوك من الوفاء باحتياجاتها العاجلة.
وأشار
أبوموسى إلى أن إقبال موظفي الحكومة والقطاع العام على السحب في هذه الأيام بصفة
خاصة أمر طبيعي، فالموظف الحكومي في الغالب يسحب مرتبه كاملا فور علمه بإتاحته من
خلال البنك، موضحا أن عمليات السحب ارتفعت كإجراء احترازي من المواطنين حتى يكون
لديهم النقد الذي يمكنهم من توفير احتياجاتهم المعيشية في حال حدوث اضطرابات.
وطبقا
لأرقام يتحيها "المركزي"، فإن عدد ماكينات الصراف الآلي ارتفعت في السوق
لتسجل 5999 ماكينة تابعة لـ39 بنكا بنهاية 2012، مقارنة بنحو 5258 ماكينة بنهاية 2011،
بزيادة 741 ماكينة صرف خلال عام.
وأضاف
أبوموسى أن "البنك المركزي شدد على البنوك بضرورة الاستمرار في تغذية ماكينات
الصرف الآلي دون توقف، وكذا تغذية الفروع بما يلزمها من سيولة".
وشدد
البنك المركزي منذ أيام على البنوك العاملة في السوق المصري بضرورة وضع خطة طوارئ
للاحتفاظ بأرصدة نقدية تمكنها من الاستمرار في عمليات الصرف والإيداع لمدة لا تقل
عن خمسة أيام عمل، كما طالب بضرورة توفير الحد الأدنى للمبالغ الاحتياطية، التي
يجب أن تتوفر على الدوام في كل فرع من فروع البنوك العاملة، مع مراعاة تلبية
احتياجات فروع البنوك في المحافظات لتفادي التمركز في القاهرة الكبرى.
وأكدت
نيفين المسيري رئيس البنك الأهلي المتحد، أن البنوك في مصر لن تتوقف عن تغذية
ماكينات الصرف الآلي، مضيفة أنه "لا مخاوف على القطاع المصرفي، فنسبة السيولة
بكافة البنوك مرتفعة للغاية، وحجم الودائع مطمئن ويزيد على تريليون جنيه".
وكان
عدد من ماكينات الصرف الآلي تعرض لسلب ونهب في أعقاب ثورة 25 يناير بسبب الانفلات
الأمني، كما عانى المواطنون وقتها من تراجع قيمة الكاش في الماكينات بعد إغلاق
البنوك لعدة أيام، وهو ما خلق أزمة لدى البعض، لاسيما أنه لم يكن هناك إعداد مسبق
أو توقعات بامتداد التظاهرات من أجل اسقاط نظام مبارك.
وأكد
محمد محسن رئيس قسم التجزئة المصرفية ببنك الشركة المصرفية العربية، أن البنك لن
يتوقف عن تغذية ماكينات الصرف التابعة له،ب ل سيزيد من الكاش في كل ماكينة لمواجهة
زيادة الطلب، موضحا أن كافة البنوك أصبح لديها خطط واجراءات واضحة لتأمين ماكينات
الصرف، على رأسها التوسع في الماكينات داخل الفروع على حساب الموجودة في الشوارع.