قالت
عدة صحف عالمية فى متابعتها المستمرة لمذبحة «أبومسلم» التى راح ضحيتها 4 مصريين
شيعة، إن «مصر لم تعد مكاناً آمناً للأقليات الدينية»، وقالت صحيفة «وول ستريت
جورنال» الأمريكية إن «مصر انقلبت على الشيعة، وأحداث زاوية أبومسلم المأساوية
عودة للقرون الوسطى حيث كان يسود التعصب وقتل الأقليات». وأشارت الصحيفة إلى أن
مصر لم تكن أبداً بلداً آمناً للأقليات، فالمسيحيون يعانون من التعصب المتنامى فى
البلاد، لكن بوصلة التعصب تتجه الآن نحو الأقلية الشيعية مع تمتع العديد من
المتطرفين بحرية فى ظل نظام الحكم الجديد، علاوة على أن السلفيين يعتبرون الشيعة
ألد أعدائهم.
وتابعت
الصحيفة أن الرئيس محمد مرسى لم يبدِ اعتراضاً على ما حدث للشيعة، فقبل أسبوع كان
يبدى استحساناً لإهانة الشيعة والدعاء عليهم، خلال وجوده فى الصالة المغطاة باستاد
القاهرة، ولذلك اقتدى شيوخ «زاوية أبومسلم» بالرئيس وصعّدوا من لهجتهم المعادية
للشيعة مؤخراً. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان أن شيوخ القرية اتهموا الشيعة بإهانة
النبى ونشر الفجور وإقامة حفلات جنس جماعى، واستطردت أن المشكلة تكمن فى أن مَن
ارتكب هذه الجريمة ليسوا من المتطرفين وإنما هم مواطنون عاديون اعتقدوا أن ما
فعلوه هو الشىء الصحيح.
وقالت
صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن الهجوم على الشيعة فى مصر يأتى قبل أيام
من مظاهرات 30 يونيو الحاشدة احتجاجاً على نظام «مرسى». وأشارت فى تقريرها إلى أن
مذبحة «أبومسلم» تعد إحدى أسوأ حالات العنف الطائفى فى مصر منذ سنوات، ورغم ضبط
الشرطة لبعض المتورطين فى الحادث فإن العديد منهم تمكن من الفرار.
وأكدت
الصحيفة أن التطرف الدينى فى مصر يتصاعد، ورغم أن الرئاسة أصدرت بياناً على موقع «فيس
بوك» يدين عمليات القتل، فإن البيان زاد حدة الانتقادات للرئيس لإغفاله الإشارة
لدوافع المذبحة الطائفية، كما أن منظمة العفو الدولية وجماعات حقوقية أخرى أكدت أن
الشرطة اكتفت بمشاهدة المذبحة، دون تدخل.
ونقلت
الصحيفة عن حسيبة حاج صحراوى، نائب مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال
أفريقيا، أن عدم تدخل قوات الأمن أمر مقلق للغاية، وأن الإرادة السياسية فقط يمكن
أن توقف هذا النمط من التراخى تجاه العنف الطائفى، وطالبت «العفو الدولية» فى
بيانها الرئيس «مرسى» بالتصدى على وجه السرعة للعنف الطائفى ضد المسلمين الشيعة
وضمان حمايتهم.