شكك الرئيس
الأمريكي باراك أوباما في جدوي عمل عسكري تشنه الولايات المتحدة في سوريا, في
الوقت الذي أكد فيه أنه علي الرغم من انتخاب المعتدل حسن روحاني رئيسا لإيران إلا
أن آية الله علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الإيرانية مازال هو صاحب القرار.
وشكك أوباما, خلال
مقابلة أجراها معه الصحفي تشارلي روز وبثتها شبكة بي بي أس الأمريكية العامة, في
أن يؤدي أي تحرك عسكري أمريكي كبير في سوريا مثل إقامة منطقة حظر جوي إلي إنقاذ
أرواح أو تغيير مجري النزاع في هذا البلد. وردا علي منتقديه الذين يحضونه علي
التدخل في النزاع السوري, أكد أوباما أنه ليس هناك من حل سهل. وحذر من أنه إذا ما
أقمنا منطقة حظر جوي, فقد لا نكون نحل فعليا المشكلة.
وفي تصريحات
علنية غير معتادة للرئيس الأمريكي بخصوص الخيارات العسكرية في سوريا, قال أوباما
إن القصف سينطوي علي مخاطر بضرب موقع للأسلحة الكيميائية عن طريق الخطأ, مما يمكن
أن يؤدي الي انتشار عناصر كيميائية في الهواء.
ورفض أوباما
حجج بعض أعضاء الكونجرس والمعلقين حول أن إمداد المعارضة بالأسلحة يمكن أن يغير
مسار النزاع, مؤكدا هذا المنطق لا يتسم بالواقعية في تحليل الوضع. واعتبر أن
اقتراحات منتقديه حول التدخل بالقوة وإقامة مناطق حظر جوي وممرات انسانية مجرد
حلول تبسيطية.
وأضاف أن الوضع
في سوريا غاية في التعقيد, وأنه يجب عدم التسرع في الدخول في حرب أخري في الشرق
الأوسط, لكنه أوضح أنه لا يمكننا السماح بوضع حيث تستمر الفوضي في بلد كبير يقع
علي حدود دول مثل الأردن وإسرائيل.
وشدد أوباما
علي أنه يعارض الوقوف إلي جانب السنة في النزاع السوري كما تطالب بعض الأطراف في
المنطقة, معتبرا أن ذلك لن يخدم المصالح الأمريكية. وتابع أن الإدارة الأمريكية
تريد وجود حكومة متسامحة غير طائفية في سوريا.
وردا علي دعوات
لإغلاق المجال الجوي للطائرات الحربية السورية عبر القوة الجوية الأمريكية, قال
أوباما إن90 % من القتلي لم يسقطوا بسبب الضربات الجوية التي شنها سلاح الجو
السوري, مشيرا إلي أن معظم التحركات تتم علي الأرض.
وحول الملف
الإيراني, أوضح الرئيس الأمريكي أن نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران تظهر أن
الشعب الإيراني لم يعد يرغب في المواجهة مع العالم الخارجي, مستبعدا في الوقت نفسه
رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران.
وعلق علي
انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني رئيسا خلفا للمتشدد محمود أحمدي نجاد, قائلا
إنه علي الرغم من النهج الذي أبداه روحاني لتعديل الكثير من الأوضاع, إلا أن
المرشد الأعلي هو من سيتخذ الكثير من القرارات.
وقال أوباما في
المقابلة إنه من المحتمل ان تسعي القيادة الإيرانية لخوض محادثات دبلوماسية جدية
مع الولايات المتحدة, مؤكدا أن إدارته تبقي منفتحة علي محادثات مباشرة. وأكد استعداد
بلاده لخفض حدة التوتر مع إيران إذا ما أظهرت للمجتمع الدولي التزامها بالمعاهدات
والواجبات الدولية وأنهم لا يسعون لتطوير سلاح نووي.
وحول العلاقات
مع الصين, أعلن أوباما أن بكين في ظل رئاسة شي جينبينج تتجه إلي تبني موقف أكثر
تشددا حيال برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية وتحمل المزيد من المسئوليات في
العالم.