شنت الشرطة التركية في الساعات الاولي من صباح أمس حملة مداهمات واعتقالات لعدد من المنازل ومقرات الصحف في وسط العاصمة أنقرة و مناطق متفرقة أخري بالبلاد في محاولة لقمع الاحتجاجات المناهضة لها و التي تفجرت في عدد من المدن منذ نحو‏3‏ أسابيع‏.‏

واعتقلت الشرطة في اسطنبول, مهد الاحتجاجات, حوالي90 عضوا في الحزب الاشتراكي للمضطهدين, وهو تشكيل صغير نشط في الاحتجاجات الأخيرة, من داخل منازلهم, و30 شخصا في أنقرة و13 آخرين في مدينة اسكيشهر( شمال غرب البلاد), بالإضافة إلي حملة اعتقالات في18 محافظة أخري, حسبما أفادت النيابة العامة في اسطنبول.

كما داهمت الشرطة مقر صحيفة اتيليم ووكالة ايتكين للأنباء المقربتين من الحزب الاشتراكي, وفق ما أوردت قناتا ان تي في و سي ان ان تورك الإخباريتان. وأكد النائب سيري سوريا اوندر اعتقال نائب رئيس الحزب الاشتراكي للمضطهدين الب التينورس من داخل منزله, مشيرا الي أنه كان شاهدا علي هذا الاعتقال.

وكانت اشتباكات قد اندلعت بين قوات الشرطة التركية والمتظاهرين مساء أمس الأول في أنقرة بعد إصرار المتظاهرين علي الاستمرار في مسيرتهم الاحتجاجية من حديقة كوجولو بارك حتي ميدان كيزيلاي بوسط العاصمة. وذكرت شبكة إن.تي.في. الإخبارية التركية أن قوات الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ضد المتظاهرين المتجمعين في شارع كندي بوسط أنقرة ولازالت كافة الحواجز التي وضعها المتظاهرون وسط الشارع موضوعة لعرقلة تقدم قوات الشرطة واستمرت المطاردة حتي ساعة متأخرة من أمس الأول.كما أعلنت محافظة أنقرة في بيان لها أمس أن حصيلة الاحتجاجات التي شهدتها منذ اندلاع المظاهرات المرتبطة بمتنزه جيزي بلغت قتيلا و381 مصابا.

ومن جانبه, أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية أمس أن المؤامرة التي اعدت ضد حكومته الإسلامية من قبل المتظاهرين أحبطت بفضل تعبئة أنصاره. وقال إن الشعب احبط هذه المؤامرة عبر تجمعه بمئات الالاف خلال لقاءات نظمها الحزب الحاكم في نهاية الاسبوع في انقرة واسطنبول.

وأشار أردوغان إلي أن الشعب وحكومة حزب العدالة والتنمية أحبطا هذه المؤامرة, مشددا علي أن هذه التجمعات تشكل الصورة الحقيقيةلتركيا وليس تلك التظاهرات التي نظمها بحسب قوله خونة ومتآمرون معهم في الخارج. وأضاف أن هذه المؤامرة احبطت وهذا السيناريو اصبح في سلة المهملات قبل بدء تطبيقه. ودافع اردوغان مجددا عن قوات الشرطة التي تواجه انتقادات شديدة بسبب عنفها تجاه المتظاهرين, معتبرا انها نجحت في اختبار الديمقراطية.