وسط
أجواء مشابهة لميدان التحرير خلال الأيام الأولى من ثورة يناير 2011، واصل احتل
المتظاهرون الأتراك احتلالهم تقسيم فى قلب اسطنبول لليوم الثانى عشر على التوالى
فى تحدى متحدّين دعوة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان للهدوء والوقف الفورى
للاحتجاجات ، فى حين ترأس أردوغان أمس الأول اجتماع للهيئة التنفيذية لحزب العدالة
والتنمية الحاكم منذ عام 2002 حيث تصدرت أزمة ميدان تقسيم المباحثات الطارئة
لقيادات الحزب. وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع تراجع حاد فى حركة السياحة فى
تركيا خاصة مع بداية موسم الإجازات الصيفية، حيث ألغت مجموعة من الأفواج السياحية الثقافية و
التجارية برامجهما فى المدينة خشية تجدد الاشتباكات العنيفة.
فمن
جانبه، استبعد حزب العدالة والتنمية، الذى يتزعمه رئيس الوزراء التركى رجب طيب
أردوغان، أمس إجراء انتخابات مبكرة، حيث ذكر حسين جيليك، نائب رئيس حزب العدالة
والتنمية أن«الانتخابات المحلية والرئاسية ستجرى كما هو مقرر لها فى مارس من العام
المقبل، بينما ستجرى الانتخابات العامة فى يونيو عام 2015، مؤكدا أن تغيير تلك
المواعيد أمر غير مطروح للنقاش«. كما اعتبر جيليك أمس أن الوضع فى تركيا »تحت
السيطرة«، مشيرا إلى أن »عملية التظاهرات تحت سيطرة الحكومة.
وفى
غضون ذلك، أعرب كادير توباس، رئيس بلدية اسطنبول أمس عن استعداده للتخلى عن بعض
أجزاء مشروع تعديل ساحة تقسيم ، مؤكدا »لا نفكر إطلاقا فى بناء مركز تجارى هناك
ولا فندق أو مساكن«، لكنه أشار إلى احتمال تشييد »متحف بلدي« أو حتى »مركز عروض«مشيرا »سندرس كل هذه الأمور مع المهندسين المعماريين«.
كما أكد رئيس البلدية أيضا نية السلطات إعادة بناء الثكنة العثمانية السابقة التى
دمرت فى أربعينات القرن الماضى مكان حديقة جيزي، موضحا أن«عملية إعادة بناءها
يندرج فى إطار وعودنا الانتخابية، لقد أعطانا الشعب الأذن للقيام بذلك«.
وعلى
الجانب الآخر، شارك المئات من النساء التركيات فى مسيرة فى مدينة اسطنبول أمس
تضامنا مع آلاف المحتجين الآخرين المناهضين للحكومة. كما وحدت الأحداث الأخيرة فى
تركيا مشجعى نوادى كرة القدم، ممن كانوا يتبادلون مشاعر العداء لسنين طويلة ولا
يتوانون عن الاشتباك فى المدرجات، حيث
نزلوا إلى شوارع اسطنبول وإلى ساحة تقسيم بشكل خاص يوحدهم هذه المرة العداء
لرئيس الحكومة رجب طيب اردوغان الذى يطالبون باستقالته. وفى غضون ذلك، شهدت العديد
من مدن ولاية شمال الراين وستفاليا غربى ألمانيا أمس، حيث أكدت شرطة الولاية أن
الاحتجاجات والمسيرات التى شارك فيها أكثر من ألفى شخص اتسمت بالسلمية.
يأتى
ذلك فى الوقت الذى ترأس فيه أردوغان اجتماعا للهيئة التنفيذية لحزبه العدالة
والتنمية فى اسطنبول للمرة الأولى منذ تسلمه مقاليد السلطة بالبلاد فى عام 2002. وأشارت
وسائل الإعلام التركية إلى أن جدول أعمال الاجتماع يركز على أزمة ميدان تقسيم
والبحث عن سبل لحلها فى وقت وجهت فيه الأحزاب السياسية المعارضة انتقادات حادة
لرئيس الوزراء جراء تركه العاصمة أنقرة وقضاء أغلبية وقته باسطنبول، مؤكدين أنها
عملية تحريض متواصلة لأزمة ميدان تقسيم.
وعلى
صعيد متصل، شهد قطاع السياحة اضطرابا جراء
الاحتجاجات فى منتزه جيزى وبصفة خاصة فى اسطنبول، حيث أكد عدد من أصحاب الشركات
السياحية لصحيفة «حرييت» اليومية التركية
أنه تم إلغاء نحو 50? من الحجوزات فى اسطنبول
فى الأسبوع الأول من المظاهرات، بينما تم تأجيل بعض الحجوزات إلى شهر
نوفمبر «وهو مايعنى تقريبا الإلغاء بالمفهوم المالي».
ومن
ناحيته، اعرب زعيم حزب العمال الكردستانى عبد الله اوجلان عن تأييده المظاهرات
المناهضة للحكومة التى تشهدها تركيا منذ ثمانية أيام، وذلك على الرغم من مفاوضات
السلام التى يجريها مع السلطات التركية.
وقال
اوجلان فى رسالة من سجنه تلاها نائب رئيس حزب السلام والديموقراطية (مقرب من
الاكراد) بعد عودته من سجن ايمرالى (شمال غرب) حيث يقضى الزعيم الكردى عقوبة
بالسجن مدى الحياة «اجد حركة المقاومة ذات معنى واحييها».