في استعراض للقوة بعد أسبوع من احتجاجات عنيفة مناهضة للحكومة, طالب رئيس
الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمام آلاف من انصاره احتشدوا لاستقباله عند عودته
أمس الي تركيا بوضع حد فوري للتظاهرات التي تطالب باستقالته.
وندد أردوغان, الذي استقبل استقبال الابطال في مطار اسطنبول بعد عودته من
جولة استمرت ثلاثة أيام في المغرب العربي, مجددا بالفوضويين والمتطرفين الذين
يتظاهرون في شوارع المدن الرئيسية للبلاد متحدين سلطته, وطالبهم بوقف تحركهم. وقال
أردوغان اطالب بوقف فوري للتظاهرات التي فقدت طابعها الديموقراطي وتحولت الي اعمال
تخريب, فيما لوحت الحشود باعلام تركية ورددت مستعدون للموت من اجلك يا طيب
وفلنسحقهم جميعا.
وفي المقابل- لحظة وصول أردوغان الي مطار اسطنبول- وتحديدا من ميدان تقسيم
باسطنبول مركز الاحتجاجات الذي يعتصم به الالاف علي مدار الساعة ردد بعض المحتجين
طيب استقل, بينما أخذ آخرون يغنون ويرقصون. وفي متنزه كوجلو في انقرة ردد الالاف
شعارات مناهضة للحكومة وانشدوا اغاني وطنية.وتحدث أردوغان إلي انصاره لدي عودته
الي مطار اسطنبول من حافلة ذات سطح مفتوح وقد وقفت الي جواره زوجته وأقر بأن
الشرطة التركية ربما تكون استخدمت القوة المفرطة لفض مظاهرة صغيرة أمس. وأضاف أن
شرعيته جاءت من صناديق الانتخابات, وحث أنصاره علي عدم الانخراط في أعمال عنف, ودعا
مؤيدي الحزب الحاكم الي ضبط النفس والنأي بأنفسهم عن الالاعيب القذرة والاحتجاجات
غير القانونية. وأكد رئيس الوزراء أمام أنصاره, وقفنا أقوياء لكننا لم نكن قط
معاندين.. نحن متكاتفون ومتحدون وإخوة.
وفي غضون ذلك, طلبت وزارة الخارجية الأمريكية من القادة الأتراك الامتناع
عن الادلاء بتصريحات غير مفيدة بعد أن تحدث أردوغان عن ضلوع إرهابيين في حركة
الاحتجاج في بلاده. وهي المرة الخامسة خلال أسبوع التي تدلي واشنطن برأيها حول
المظاهرات في تركيا الحليفة للولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جينيفر بساكي ما زلنا ندعم بالتأكيد
الاشخاص الذين يتظاهرون سلميا ويمارسون حرية التعبير ونحن نشجع المسئولين هناك علي
تحاشي الادلاء باية تصريحات غير مفيدة وباي تعليق غير مفيد لا يساهم في تهدئة
الوضع في تركيا. ومن دون ان تذكر رئيس الوزراء التركي بالاسم, ردت بساكي بالقول ان
الاغلبية الساحقة من المتظاهرين هم مواطنون عاديون يمارسون حقهم في حرية التعبير.
ومن ناحية أخري, أعلنت مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني أمس أن الاحتجاجات
المناهضة للحكومة في تركيا لا تشكل تهديدا في الوقت الراهن لتصنيف الدين السيادي
للبلاد عند درجة الاستثمار لكن استمرار الاضطرابات إلي درجة تلحق ضررا ماديا
بالاقتصاد قد يؤثر علي التصنيف. وقالت فيتش في بيان إن المظاهرات ليست علي النطاق
الذي يمكن ان يحدث ضررا كبيرا بالاقتصاد لكن الوضع يمكن أن يصعد ليكون له تأثير
سلبي كبير إذا تعاملت السلطات مع الأمر بشكل سيء.