كشف مسئولون أمريكيون أمس أن الولايات المتحدة تعرفت بالفعل علي خمسة أشخاص يشتبه في تورطهم في الهجوم علي البعثة الدبلوماسية الأمريكية ببنغازي العام الماضي‏,‏ والتي اسفرت عن مقتل السفير الامريكي بليبيا وثلاثة دبلوماسيين أمريكيين آخرين‏.‏

وأوضح مسئول بارز في الإدراة الامريكية ـ رفض ذكر اسمه ـ أن مكتب التحقيقات الفيدرالية اف. بي. اي تعرف علي خمسة مشتبه بهم ربما يملكون معلومات عن الحادث أو متورطين به, مؤكدا أن الأدلة التي تمتلكها واشنطن الآن تكفي فقط لإلقاء القبض عليهم كإرهابيين في إطار عملية عسكرية وليس محاكتهم أمام المحاكم المدنية الأمريكية. وتابع الولايات المتحدة مازالت تدرس كل الخيارات, مشيرا إلي أن العلاقات الأمريكية ـ الليبية ستحدد بناء علي القرار الذي ستتخذه واشنطن. وفي الوقت ذاته, أكد مسئولون في الإدارة الأمريكية ـ رفضوا الكشف عن اسمائهم أيضا ـ أن إف بي آي مازال في مرحلة جمع الأدلة لكن الاشخاص الخمسة مازالوا في صدارة المشتبه بهم, مؤكدا أن البطء في كشف الحقائق يعود لتراجع نشاط المخابرات الامريكية في المنطقة بعد هجوم العام الماضي, ولضعف التعاون الليبي بعد الثورة. وأوضحت المصادر نفسها أن مراقبة اتصالات المشتبه بهم وعلاقاتهم ـ خاصة عبر الوسائل الالكترونية ـ انهم اعضاء في جماعة انصار الشريعة الليبية المسلحة التي وجد افرادها بالقرب من السفارة الامريكية قبل الحادث مباشرة. وأضافوا أن ادلة إف. بي. آي تشير الي وجود اتصالات بين احد المشتبه بهم والجماعات الجهادية في المنطقة كقاعدة المغرب الإسلامي. وتخشي واشنطن ان تؤدي اي عمليه عسكرية لها علي الأراضي الليبية الي الإضرار بعلاقاتها مع النظام الوليد هناك,فضلا عن كون الخيار العسكري يتناقض مع توجهها الجديد الذي يرفض القبض علي الارهابيين بالطريقة التي يتم بها اعتقال افراد العدو والزج بهم في معتقل جوانتانامو بكوبا, ويرجح في المقابل محاكمة المتورطين في المحاكم الجنائية المدنية أو القبض عليهم في عملية ليبية أمريكية مشتركة.