أشاد الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" بما يتمتع به الشباب فى مدينة "أتلانتا" بولاية "جورجيا"، من روح تؤكد أنهم يستطيعون التغلب على الصعاب ويقومون بالأشياء التى لم يحلم هو بأنه كان يمكنه القيام بها، مشيرًا إلى أن ذلك يجعله متفائلا بمستقبل أمريكا، ومستعدًا لخوص معركة جيدة، ونوه بأن هذه ليست هى الروح السائدة فى واشنطن، مما جعله يشعر فى بعض الأحيان بأن واشنطن هى التى تعوق إمكانيات هؤلاء الشباب، بدلا من النهوض بها.

جاء ذلك فى كلمة للرئيس "أوباما" ألقاها، مساء أمس الأحد، خلال حفل تخرج بكلية "مورهاوس" فى أتلانتا بولاية جورجيا التى تفخر بأن من بين خريجيها زعيم الحقوق المدنية "مارتن لوثر كينج" الابن والمخرج "سبايك لى"، وأول أفريقى - أمريكى يشغل منصب عمدة فى أتلانتا "ماينارد جاكسون".

وتوجه "أوباما" لطلبة الكلية بالقول إنه ليس هناك وقت للأعذار لهذا الجيل من الرجال الأمريكيين الأفارقة، وأن الوقت قد حان لجيلهم كى يرتقى مهنيا وفى حياته الشخصية.

وتأتى زيارة "أوباما" إلى جورجيا بعد ما يقرب من 50 عامًا من قيادة "مارتن لوثر كينج" لمسيرة الحرية والإصلاح فى واشنطن، وبعد إصدار "أبراهام لينكولن" إعلان التحرير منذ 150 عامًا.

وأمام حشد لجمع التبرعات بعد كلمته، تحدث أوباما لمدة تصل إلى 15 دقيقة عن عدد من الموضوعات، من بينها الاقتصاد وخلق فرص العمل وقانون الرعاية الصحية وقانون الهجرة والعقبات السياسية فى واشنطن.

وفيما يتعلق بالاقتصاد، قال "أوباما" إن عمل إدارته لم ينته بعد، والشباب الأمريكيون يدخلون إلى سوق عمل لا تزال صعبة، وهو ما يمكن أن يؤدى إلى تباطؤ النمو، وأشار إلى أن سوق العمل قد تعود مرة أخرى، لتواجه ظروفًا أصعب فيما يتعلق باستيعاب إمكانات الشباب.

وتحدث "أوباما" عما تحتاج الولايات المتحدة إلى القيام به بشأن التعليم والطاقة وقال: إننا نعرف أن لدينا الكثير من العمل عندما يتعلق الأمر بالطاقة.. والبلاد تتجه نحو ثورة فيما يتعلق بقطاع الطاقة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستصبح مصدرًا صافيا للغاز الطبيعى خلال 5 إلى 7 سنوات.

كما تحدث "أوباما" عن الرعاية الصحية، وقال "لا زال يتعين علينا تطبيق قانون الرعاية الصحية.. التى تزايدت تكاليفها بمعدل أبطأ مما رأيناه على مدى عقود".

ونوه بأن واشنطن ينقصها المنطق الصحيح، وأن البلاد بحاجة إلى انتخاب عدد أكبر من الناس، مثل السيناتور الديمقراطى "مايكل بينيت"، رجل الأعمال والمحامى والسياسى الذى لا تحكمه الأيديولجيات، مشيرًا إلى أنه إذا ضم مجلس الشيوخ ومجلس النواب عددا كبيرا من أمثاله فإنه لن يكون هناك حد للتطلعات.

كما تناول الرئيس، تقديم واشنطن للسياسة على السياسات بوضعها لاعتبارات الانتخابات قبل مصلحة الجيل القادم، ونوه بأن هذه العقلية تحتاج إلى التغيير.

ورغم أنه أعرب عن تفاؤله بشأن المستقبل، إلى أنه أوضح أن ذلك لا يعنى أن السياسة لن تلعب دورا فى المرحلة المقبلة، ومواجهة المشاكل والعقبات، ونوه بأنه إذا بذل الشباب جهودهم، فإنه بحكمة الشيب الذى بدأ يدب فى رأسه قادر على أن يثبت صحة تفاؤله بالمستقبل.. ونوه بأن هذه الأمور لا تزعجه ولا تزعج من يتولون المسئولية إذا تم القيام بما يجب القيام به.

وأعرب "أوباما" عن تفاؤله بشأن إمكانية تبنى قانون الهجرة، وخاطب الشباب قائلا إنه "رغم الأجواء الكئيبة إلا أنه يجب التفاؤل بشأن هذا البلد.. وأنا بالتأكيد متفائل".