اعتبرت
مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن الفظائع المروعة التى تشهدها الساحة
السورية تفضح حالة التردد الشديدة التى باتت تميز السياسة الخارجية الأمريكية.
وقالت
المجلة فى تعليق بثته عبر موقعها الإلكترونى مساء أمس السبت، إن تحذير الرئيس
الأمريكى باراك أوباما من الوقوع فى الخطأ جعله يفضل التقاعس على الإقدام الذى قد
يكون مكلفا، محملة إياه جزءا من المسئولية.
وأشارت
إلى تردد الإدارة الأمريكية وحلفائها حيال تسليح جماعات المعارضة السورية الأكثر
اعتدالا، أوفرض مناطق حظر جوى فى الوقت الذى يتنامى فيه نفوذ الميليشيات الأكثر
تشددا بما تضم من عناصر موالية لتنظيم القاعدة.
واتهمت
المجلة أوباما بفرط الثقة بالنفس والاعتقاد "غرورا" بأنه أذكى من سابقه
جورج دبليوبوش بحيث بات يظن أن فى استطاعته تفادى الوقوع فى أخطاء الأخير التى لا
تزال تبعاتها تخيم على اتخاذ القرار داخل الأروقة السياسية الأمريكية.
وذكرت
أن أمريكا تعلمت من التجربة العراقية أهمية التعاون مع الآخرين إبان مواجهة
الأزمات فيما يعرف فى علم السياسة العالمية بـ"الاعتماد المتبادل"، وهو
ما أكده أوباما فى خطابه بجامعة القاهرة بمصر غداة توليه منصب الرئاسة عام 2009.
وقالت
إنه بعد أربعة أعوام، تآمرت الأحداث على نحو غير عادى لتقويض ما أكده أوباما؛
بنشوب صراع طائفى بين نظام الأسد ومعارضته، خلف على مدار عامين نحو 70 ألف ضحية
بينهم أبرياء على نحو كفيل بإثارة الضمائر غير المتحجرة، لافتة إلى أن رد أوباما
لم يزد على إعرابه عن التخوف من أن يزيد التدخل القوى، المدفوع بالعديد من
المساعدات والحلفاء، الأمر سوءا.
ورأت
"الإيكونوميست" أن الأحداث الجارية فى سوريا تفرض على أوباما حتمية
الاختيار بين أسوأ الخيارات، إما غض الطرف عن المذابح والفظائع على الأرض أو
المخاطرة والتدخل للحد من نفوذ المتطرفين، موضحة أن محاولة أوباما التوفيق بين
المصالح الأمريكية والقيم، مسألة صعبة ربما تنتهى إلى خسارة الأمرين معا.