تحت شعار لا للأجور المنخفضة ولا للتقشف خرج أمس مئات آلاف من العمال في مظاهرات حاشدة في العديد من الدول في آسيا وأوروبا بمناسبة عيد العمال‏,‏ حيث تركزت مطالب العمال في القارة الصفراء علي رفع الأجور وتحسين ظروف العمل خاصة بعد حادث انهيار مصنع في بنجلاديش والتي راح ضحيتها أكثر من‏400‏ شخص‏,‏ وذلك في الوقت الذي نظمت فيه النقابات العمالية الأوروبية احتجاجات واسعة في اليونان واسبانيا وقبرص وفرنسا تحت شعار رفض إجراءات التقشف ومكافحة البطالة التي بلغت معدلات قياسية في منطقة اليورو التي تعاني من أزمة مالية طاحنة منذ بضعة سنوات.

ففي اليونان, شهدت حركة المواصلات العامة اضطرابا كبيرا في أنحاء البلاد جراء إضراب عام لمدة24 ساعة دعت إليه أكبر نقابتين عماليتين احتجاجا علي إجراءات التقشف الحكومية. بينما تظاهر الآلاف من أبناء الشعب اليوناني سواء في العاصمة أثينا أو المدن اليونانية الكبري احتجاجا علي الرأسمالية والاحتكارات والتقشف. وظلت العبارات في مراسيها في أرجاء البلاد وتوقفت حركة وسائل النقل السكك الحديدية وانقطع الاتصال باي من الجزر عبر البحر بسبب اضراب نقابات البحارة, فيما اقتصر عمل المستشفيات علي قسم العظام.وفي بيان صادر عن اتحاد النقابات جاء فيه أن الاحتفال بعيد العمال هذا العام يكتسب ملامح خاصة بعد كفاح طويل مستمر ضد الحكومة, من جراء التدابير الصعبة الظالمة التي يعاني منها المجتمع وخصوصا الطبقات الوسطي والفقيرة. وفي أسبانيا حيث ارتفعت البطالة إلي27%, خرجت مظاهرات ضد السياسات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي في أكثر من80 مدينة, في حين نظمت اتحادات النقابات حفلا موسيقيا في وسط العاصمة الإيطالية روما.وعلي الرغم من الانقسام الذي تشهده فرنسا بين النقابتين الرئيسيتين حول تأييد أو رفض مشروع قانون ضمان الوظائف, إلا أن المظاهرات كانت أيضا العنوان الرئيسي في احتفالات عيد العمال في فرنسا حيث نظمت كبري نقابات العاملين تظاهرات منفصلة في أول عيد للعمل بعد تولي الاشتراكيين بزعامة الرئيس فرنسوا أولاند الحكم.

وقادت بنجلاديش مظاهرات الغضب العمالية في آسيا حيث كانت الأبرز والأكثر قوة, حيث تظاهر عشرات الآلاف من العمال الغاضبين مطالبين بشنق مالكي مصنع للملابس أدي انهياره إلي مقتل أكثر من400 عامل وفقدان اكثر من149 آخرين قبل اسبوع. ورفع المتظاهرون في شوارع دكا, لافتات واعلاما حمراء وهم يرددون اشنقوا القتلة اشنقوا مالكي المشاغل. كما نظمت احتجاجات أخري في المدن الكبري في البلاد.

ومن جانبه, أدان البابا فرانسيس بابا الفاتيكان ظروف العمل التي تعرض لها العمال ضحايا انهيار مصنع الملابس في بنجلاديش واصفا تلك الظروف بـ العمل بالسخرة. ونقل راديو الفاتيكان عن البابا قوله إن العنوان الذي ادهشني يوم وقوع مأساة مصنع بنجلاديش هو العيش بـ38 يورو شهريا وهو الرقم الذي كان يتقاضاه العمال الذي ماتوا جراء انهيار المصنع. هذا يسمي العمل بالسخرة. وفي تركيا, وقعت صدامات بين شرطة مكافحة الشغب وعشرات المتظاهرين الذين تجمعوا بدعوي من الأحزاب اليسارية والنقابات العمالية للاحتفال بعيد العمال في ساحة تقسيم بمدينة اسطنبول حيث منعت السلطات تجمع المتظاهرين في الساحة التي تكتسي أهمية رمزية بسبب أعمال ترميم.وبدأت قوات مكافحة الشغب استخدام خراطيم المياه وقنابل مسيلة للدموع لمنع التجمعات في حي بيشيكتاس الذي يبعد كيلومترين عن ساحة تقسيم, بينما رد المتظاهرون برشق الحجارة. وردد المحتجون الموت للفاشية ويحيا الأول من مايو. كما سجلت صدامات أخري في ثلاثة أحياء مؤدية إلي تقسيم أغلقت فيها الطرق المؤدية الي الساحة لمنع المتظاهرين من الوصول إليها. وكانت الحكومة التركية قد قررت منع التجمع في ساحة تقسيم في1 مايو معتبرة أن عمليات الترميم بها تمنع ضمان أمن عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين يتوقع حضورهم في هذا اليوم إلا أن اتحاد نقابات العمال ديسك قرر تجاوز هذا المنع. وطوق عشرات من رجال الشرطة تدعمهم مصفحة لمكافحة الشغب مقر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في اسطنبول, في حين جرت احتفالات بعيد العمال بدون حوادث في ساحتين اخريين علي الاقل في اسطنبول, كما ذكرت قنوات التليفزيون التركية.