رأى باحثون أمريكيون فى مجال الإرهاب أن حجم التهديد الإرهابى الذى تواجهه الولايات المتحدة بحسب إحصائياتها المحلية مختزل أو ربما يتم تصويره على نحو غير دقيق، وذلك لاستبعاد المخططات التى تم إحباطها من قواعد بيانات الإرهاب المحلى.

ونقلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى مساء أمس السبت، عن هؤلاء الباحثين القول، إن ضمن المخططات الإرهابية المحبطة إلى قاعدة بيانات الإرهاب الأمريكية من شأنه إكمال صورة التهديد الإرهابى فى أمريكا، والتزويد بمعلومات مهمة قد تساعد فى تطبيق القانون.

ورصد أحدهم، وهو باحث بكلية "مونتيريه" البحرية للدراسات العليا بولاية كاليفورنيا، استبعاد نحو 109 مخططات إرهابية محلية تم إحباطها بين عامى 2001 و2012 من قواعد بيانات الإرهاب المحلى، بما يعادل نسبة 50 بالمائة من عدد العمليات.

فيما رصد د. إريك داهل، مدرس مساعد بكلية "مونتيريه" 227 مخططا إرهابيا محليا ودوليا من كافة الأنواع: جهادية ويمينية متطرفة وغيرها تم إحباطها ضد أمريكا منذ عام 1987، مشيرا إلى أن معظم هذه المخططات تم استبعادها من الإحصائيات المحلية.

ويرى بعض هؤلاء الباحثين أن هذه المخططات المحبطة ربما كانت بنفس قدر أهمية المخططات الناجحة، فإذا ما تم وضع هذه إلى جوار تلك، قد تكتمل صورة التهديد على نحو أكثر وضوحا بما يلقى مزيدا من الضوء على اتجاهات الإرهابيين وأهدافهم وطرقهم، وربما ساعد ذلك فى الكشف عن تهديد آخر أو ربما أكبر.

وبحسب د. داهل، فإن الفهم الدقيق لأسباب فشل هذه المخططات الإرهابية قبل تنفيذها ورصد المراحل التى وصلت إليها قبل إخفاقها، أمر مهم للغاية إذ قد يساعد فى التمكن من الحيلولة دون تنفيذ مخططات إرهابية مستقبلية، كما قد يساعد فى تطبيق القانون.

ويرى هذا الباحث أن حادث "ماراثون بوسطن" الأخير ربما كان متعلقا بتلك القضية، فلو كان مكتب التحقيقات الفيدرالى "إف بى آى" قرر التحرى عن تيمورلنك تسارنايف، فلربما حال ذلك دون نجاح مخططه الإرهابى وسقوط ثلاثة قتلى وجرح المئات.