فى ثالث أيام الانتخابات السودانية الشاملة واصل السودانيون التدفق على مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم فى أول انتخابات من نوعها تشهدها بلادهم منذ حوالى ربع قرن.
وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في اجواء هادئة بعد قرار السلطات السودانية بتمديد فترة الانتخابات ليومين اضافيين حتي الخميس بسبب مشكلات لوجيستية وقعت خلال اليومين الاولين.
وبدت شوارع العاصمة السودانية هادئة علي غير عادتها صباح أمس رغم عدم الاعلان عن اجازة رسمية خلال فترة الاقتراع التي بدأت الاحد وتستمر حتي غد الخميس. وقالت موظفة في مركز اقتراع في وسط الخرطوم إن حدة الضغط خفت مع التمديد,وإنه ليس علي الناس ان يسرعوا لأن الوضع الآن أصبح أهدأ بكثير.
ومن جانبه, أكد الفريق أول هاشم عثمان الحسين مدير عام الشرطة السودانية أنه ليس هناك ما يعكر صفوالأمن أوأي تهديد أوأي إخلال بالنظام العام علي مستوي السودان الشمالي.
وقال الحسين مساء أمس الأول بمقر الإدارة العامة للشرطة السودانية إن مهمة الأمن في الجنوب تتولاها شرطة الجنوب ونحن جاهزون لقرار تمديد فترة الانتخابات وحتي لفترة ثانية أخري. وأضاف ما يعنينا بصورة مباشرة هوتأمين المراكز الانتخابية والعملية الانتخابية منذ بدء عمليات التسجيل وحتي انتهاء الفرز وإعلان النتائج النهائية.
وأكد أن صناديق الاقتراع تظل في مواقعها باللجان الانتخابية وأن حراسة هذه الصناديق داخل المقار ليست للشرطة وحدها وإنما هي جزء من المراقبة فهناك المراقبون وموظفوالمفوضية القومية ووكلاء المرشحين من مختلف الأحزاب ووكلاء المستقلين. وقال: نحن لا ندخل المراكز الانتخابية ولا قاعات التصويت فنحن نقوم بعملية التأمين لهذه المقار من الخارج, مشيرا إلي أن أكثر من100 ألف شرطي وضابط ينتشرون في جميع أنحاء البلاد لتأمين سير العملية الانتخابية.
ورغم قرار التمديد ونفي السلطات السودانية لوجود أية مخالفات, تواصلت الانتقادات الحادة لسير الانتخابات واتهامات معارضي الحكومة السودانية بسيطرة النظام عليها.
فمن جانبه, أنذر لام أكول رئيس حزب الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي المفوضية العامة للانتخابات بأن حزبه لن يكون طرفا في انتخابات معيبة. وذلك احتجاجا علي ما يراه من تجاوزات عديدة تشكك في سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها في جنوب السودان.
وطالب المفوضية باتخاذ حزمة من القرارات الصارمة لوقف هذه التجاوزات التي تمثلت في عمليات اعتقال وإرهاب واستيلاء علي صناديق الاقتراع وقيام الجيش الشعبي بالتصويت نيابة عن الناخبين في عدد من الدوائر. ونفي أكول انسحابه من الانتخابات. وقال إنه بإمكان المفوضية تدارك أخطاء الماضي.
ونفي أكول نفيا قاطعا أن يكون هناك خلاف بين قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير وباقان أموم. وقال إن ما يجري حاليا هوتقسيم للأدوار لعقد صفقتين في آن واحد مع المؤتمر الوطني لأحزاب المعارضة, وقال من لا يستطيع تنظيم انتخابات سليمة لن يكون قادرا علي تنظيم استفتاء تقرير المصير في الجنوب بعد شهور. فيما رفع الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مذكرة للمفوضية بالمخالفات التي جرت في الانتخابات وهدد بمقاطعتها, بينما انسحب بونا ملوال رئيس حزب المنبر الديمقراطي من الترشيح في دائرة توج بواراب وحمل الجيش الشعبي لتحرير السودان مسئولية تزوير الانتخابات بالجنوب.
وحول تقييم المراقبين لسير العملية الانتخابية في السودان حتي الآن, أشاد المستشار عبد العاطي محمود الشافعي رئيس البعثة المصرية لمراقبة الانتخابات بمستوي تنظيمها والأجواء السلمية التي تسود عملية الاقتراع.
وقال الشافعي في تصريح من أم درمان إن الانتخابات التي يشهدها السودان حاليا هي انتخابات مشرفة للأمة العربية كلها, مؤكدا أن الانتخابات السودانية تسير بشفافية مطلقة وحيادية كاملة.
واعتبر رئيس البعثة المصرية أن قرار التمديد ليومين جاء بسبب الإقبال الكبير علي التصويت.
وقال رئيس البعثة المصرية لمراقبة الانتخابات السودانية إنه لا توجد أي عملية انتخابية بدون شكاوي.. وهذا أمر متوقع في أي مكان في العالم, مؤكدا أن البعثة المصرية لم تسجل أي مخالفات أوخروقات حتي الأن في هذه العملية الانتخابية.
كما أكد الســـفير صلاح حليمة مبعوث الجامعة العربية إلي الســـودان ورئيــس بعثة مراقبي الجامعــة في الانتخابات السودانية أن العملية الانتخابية تسير بشكل طيب.