"إقلع غماك يا تور وارفض تلف"، شعار اقتبسه فريق "كروما" من إحدى رباعيات الشاعر الراحل صلاح جاهين، ليجسدوه في أعمالهم الفنية التي ينشرونها على قناتهم على "يوتيوب".

نادر شعبان، أحد أعضاء الفريق، يبرر اختيار اسم "كروما" بأنها تقنية شائعة في أعمالهم الفنية، حيث أنها خلفية غالبا ما تكون باللون الأخضر أو الأزرق، يتم إزالتها بعد تصوير المشاهد المراد لها أن تكون في مكان من المستحيل التصوير فيه لضيق الوقت وقلة التكلفة، على أن يوضع مكانها صورا أو مقاطع فيديو.

"المشهد الذي أبكى الرئيس"، كان أول أعمالهم الفنية الساخرة، لانتقاد تصريحات الرئيس خلال حواره مع الإعلامى عمرو الليثي، وقوله إن المشهد الوحيد الذي أثار بكائه، ما سمعه عن الطفل الذي تقاضى 600 جنيه من أجل إثارة الشغب أثناء التظاهرات الأخيرة، وعندها وضعت أمه شهادة ميلاده في جيبه للتعرف عليه إذا قتل، متناسيا وقائع السحل في محيط قصر الاتحادية.

ويتابع شعبان "إذاعة فيلمنا القصير عبر قناة القاهرة والناس، كانت خطوة مهمة لتحقيق نسبة مشاهدة عالية، مقارنة بقناة الفيديو الخاصة بنا على يوتيوب، التي أغلقها لنا ميليشيات جماعة الإخوان بعد إذاعة الفيلم، بعد افتتاحها بأربعة أشهر تقريبا، وتحقيقها نحو 70 ألف مشاهدة". وبإصرار، يقول شعبان "أعدنا افتتاح القناة مجددا، برغم تهديدنا المتكرر بالريبورت".

وبرغم قصر مدة أفلامهم، إلا أنها تمكنت من وصف الوضع السياسي الحالي بدقة، وهو ما ظهر في أفلامهم الثلاثة التي أنتجوها حتى الآن، بأسماء "المشهد الذي أبكى الرئيس" و"حافظ مش فاهم" و"بالعكس"، إلى جانب أربعة اسكتشات تمثيلية كوميدية، كان آخرها "الطريق إلى الكابلات" الذي ينتقد تكرار حوادث انقطاع كابل الإنترنت الخاص بالمصرية للاتصالات.

"بالعكس".. هو الفيلم الأكثر تأثيرا في نفس "نادر شعبان" وزملائه في الفريق "محمد بهنس وسامح التوني وأحمد هيكل وأحمد حمدي"، حيث يقول عنه نادر "الفيلم بيوصف حال البلد اللى محدش فيها بقى فاهم مين الجانى ومين المجنى عليه، وهو فيلم صامت علشان المشاهد هو اللى يحكم بنفسه على المحتوى الذي لا يزيد عن 6 دقائق تجسد حالة الانقسام في الشارع المصري والخلط بين الثوار والبلطجية".

ويتابع نادر "فكرة الفيلم تبلورت منذ أيام اللجان الشعبية في بداية الثورة، لما كنا بنقعد كلنا سوا ومحدش فاهم مين الثائر ومين البلطجي، فقررت أكتب السيناريو وصحابي يمثلوا بارتجال لحد ما نوصل للشكل النهائى لفيلم بالعكس"، مشيرا إلى أغنية "لسه جوا البيت أفاعى" التي تعرض في نهاية الفيلم القصير، وعنها يقول "حاولنا نوصل لأصحاب الأغنية دي بلا جدوى، لأنها كانت الأصلح والأنسب لأحداث الفيلم".

بلا تعقيدات كثيرة، وخلال أربعة أيام على الأكثر، يتمكن أعضاء فريق "كروما" من تصوير فلمهم القصير، في استديو مصر أو ستوديو عماد الدين أو ميديا بلدي بمنطقة وسط البلد، خصوصا وأن الأعمال كلها تعتمد على مجهودهم الذاتي فقط، "الفريق يضم أعمار مختلة تتراوح بين 16 سنة حتى 31 سنة، جمعهم حبهم للتمثيل الهادف الذي ينتقد كل كبيرة وصغيرة في البلد".

وعن "سلاح التلميذ"، بداية أعمال الفريق الارتجالية، يقول نادر: "قررنا نعمل حاجة ارتجالية عن الفتنة الطائفية بكاميرا موبيل رديئة، وأنا كتبت السيناريو، وزمايلي مثلوا قدامى وحاولنا نطلعه في صورة فنية مناسبة للإمكانيات المحدودة".

"نهايتك قربت يا مرسي لإنك مش عاوز ترجع عن اللى أنت فيه"، هكذا يلخص نادر فكرة العمل الجديد للفريق، وهو بعنوان "مصر تتحدث عن نفسها" ويحكى قصة وصول الرئيس مرسي للحكم ونهايته التي اقتربت بسبب سكوته على الأعمال التخريبية التي تحدث في البلاد والأرواح التي تم إزهاقها منذ توليه السلطة، حسب قوله، ويحاول الفريق من خلاله تقديم رسالة للرئيس مفادها أن "شرعيته سقطت مع أول نقطة دم سالت في الميادين". وللإسلاميين الذين كانوا سببا في إغلاق قناتهم على يوتيوب: يقولون "هنعمل غير القناة اتنين وتلاتة ومية.. ومش هتقدروا تحرمونا من التعبير عن رأينا".