رفضت إدارة
الرئيس الأمريكي باراك أوباما خفض المساعدات العسكرية لكل من مصر وإسرائيل والأردن
التي تبلغ47 مليار دولار سنويا علي الرغم من خفض ميزانية الإنفاق الحكومي خلال
العام المقبل.
وبحسب بيانات
الميزانية التي كشف عنها البيت الأبيض قبل عرضها علي الكونجرس الأمريكي للسنة
المالية المقبلة2014- والتي تبدأ في أكتوبر المقبل- فإنه تم الإبقاء علي المساعدات
العسكرية للدول الثلاث كما هي بنحو31 مليار دولار لإسرائيل و13 مليار دولار لمصر و300
مليون دولار للأردن, وأشار خبراء أمريكيون إلي أن حجم المساعدات العسكرية لا يمثل
نسبة مهمة من إجمالي الميزانية التي تبلغ377 تريليون دولار سنويا, ولكنها في
المقابل تمثل نسبة كبيرة من الميزانية العسكرية لهذه الدول الحليفة لواشنطن بنحو20%
من ميزانية إسرائيل العسكرية و33% بالنسبة لمصر و23% للأردن. وأشار مشروع
الميزانية الأمريكية إلي أن تداعيات الربيع العربي تمثل السبب الرئيسي وراء عدم
خفض المساعدات العسكرية للدول الحليفة لواشنطن. وبحسب المشروع فإن الربيع العربي
فتح الباب أمام إجراء انتخابات حرة في مصر وليبيا وتونس لكنه في نفس الوقت أظهر
قوي غير موثوق فيها. وأضاف أن هناك دور حيويا يجب أن تلعبه الولايات المتحدة في ظل
مواجهة مصر تحديات اقتصادية بالإضافة إلي دعم العلاقات مع الحكومة المنتخبة
الجديدة وإيحاد مشاركة مع المواطنين الذين سيشكلون مستقبل بلادهم, وتظل الميزانية-
التي اقتراحها البيت الأبيض- رهن موافقة الكونجرس الأمريكي بمجلسيه( النواب والشيوخ),
حيث يحتدم النقاش بين النواب الأمريكيين بشأن أولويات الميزانية ومنسوب الخفض في
الانفاق بين الرعايا الصحية والدفاع وغيرها.
علي صعيد آخر, أعلن
مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أن القيادة المركزية أصدرت أوامر
للاستعداد لخفض عدد القوات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. وأوضح المسئولون
أن خفض ميزانية الدفاع بنحو80 مليار دولار خلال العام المقبل تفرض تحديات علي
الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
وقال الجنرال
جيميس ماتيس, قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط, إن وجود القوات في
الشرق الأوسط سيستمر, ولكنه سيميل إلي أن يكون مرتكزا علي القوات البحرية, بالإضافة
إلي دعم من القوات البرية ووجود طيران عسكري قوي. ولم يوضح ماتيس تفاصيل خفض
الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط, وكان خلال شهادة ماتيس أمام الكونجرس في5
مارس الماضي, أشار عدد من أعضاء الكونجرس إلي قرار البنتاجون بإلغاء خطة إرسال
حاملة طائرات ثانية للخليج العربي بسبب خفض الميزانية.
وأوضح ماتيس أن
خفض الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط يتطلب بالتوازي زيادة المصادر
والقدرات المخابراتية للولايات المتحدة لمواجهة التحديات في المنطقة خاصة التي
تمثلها إيران وحلفاؤها. وأوضح أن القيادة المركزية ستستثمر المزيد في توفير مصادر
التخابر البشرية.