رجح
تقرير لوكالة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون قيام كوريا الشمالية بتطوير
صاروخ بالستي قادر علي حمل رأس نووية,وهو التقرير الذي اثار جدلا واسعا وسارعت
كل من واشنطن وسول إلي نفيه.
,
في الوقت الذي بدأ فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جولته الآسيوية لطمأنة
الحلفاء في كوريا الجنوبية واليابان ولاقناع الصين بضرورة الضغط علي كوريا
الشمالية.
وقال
كيري إن كوريا الشمالية سترتكب خطأ فادحا إذا أطلقت أحد صواريخها متوسطة المدي. وأضاف
بلهجة تحذيرية يجب أن يفهم( الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونج أون وأعتقد أنه يفهم
علي الارجح ماذا ستكون نتيجة صراع كهذا.
وخلص
تقرير سري لوكالة استخبارات الدفاع التابعة لـ البنتاجون- كشف عنه عضو بالكونجرس- إلي
اقتراب بيونج يانج من امتلاك صواريخ نووية. وهو التقرير الذي رفع من حدة التوتر
والمخاوف في شبه الجزيرة الكورية. ودق النائب الامريكي دوج لامبرن ناقوس الخطر حين
قرأ جزءا صغيرا من التقرير في جلسة استماع بلجنة القوات المسلحة في مجلس النواب
امس الأول. ورد عليه الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الأمريكية المشتركة
في نفس الجلسة بأنه لم يقرأ التقييم. وقال لم أطلع عليه... وأنت قلت إنه لم ينشر
علنا لهذا أفضل عدم التعليق عليه.
وجاء
في الفقرة التي قرأها لامبرن أن الوكالة لديها قدر معقول من الثقة في أن كوريا
الشمالية لديها أسلحة نووية يمكن أن تحملها صواريخ باليستية. لكن التقرير الذي
يحمل اسم تقييم للتهديد الديناميكي8099: برنامج الاسلحة النووية لكوريا الشمالية( مارس2013)
ليس وثيقة رفيعة المستوي فيما يبدو.
وبعد
أقل من ساعتين من نشر التقرير سارعت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية للتشكيك فيه, مشيرة
إلي أن تقديرات الخبراء العسكريين تدلل علي أن كوريا الشمالية لم تتمكن بعد من
اتقان عملية تصنيع رأس حربي لصاروخ بالستي. وذكر بيان للوزارة أن كوريا الشمالية
أجرت ثلاث تجارب نووية لكن هناك شك في أنها اصبحت في المرحلة التي يمكنها فيها
تقليل وزن وحجم الشحنة النووية لوضعها علي صاروخ. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع
الكورية الجنوبية: أجرت كوريا الشمالية ثلاث تجارب نووية, لكن ما زال من المشكوك
فيه أن تكون بيونج يانج أنتجت رأسا حربية صغيرة وخفيفة الوزن يمكن أن يتم إطلاقها
علي صاروخ.
وفي
واشنطن, خرج المتحدث باسم البنتاجون ليقول إنه ليس من الدقة الإشارة إلي أن كوريا
الشمالية لديها قدرة مؤكدة علي اطلاق صاروخ نووي. وأضاف سيكون شيئا غير دقيق
الأشارة إلي أن النظام الكوري الشمالي أستوفي التجارب وعمليات التطوير أو برهن
بشكل كامل علي أن لديه أنواع القدرات النووية المشار إليها.
وفي
تأكيد للنفي, صرح جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية بأن مجتمع
المخابرات الأمريكي الأوسع نطاقا لا يتفق مع الرأي الذي خلصت إليه وكالة استخبارات
الدفاع. وأضاف أن ما قرأة العضو( لامبرن) ليس تقييما لمجتمع المخابرات. علاوة علي
ذلك لم تظهر كوريا الشمالية بعد النطاق الكامل للقدرات اللازمة لإطلاق صاروخ نووي.
وعلي
صعيد الاستعدادات العسكرية لإطلاق كوريا الشمالية صاروخ متوسط المدي خلال الأيام
المقبلة مع احتفال بيونج يانج بذكري ميلاد مؤسس الدولة الشيوعية كيم إيل سونج, تعتزم
الحكومة اليابانية نشر شبكة للدفاع الصاروخي في مقاطعة أوكيناوا بشكل دائم, بحسب
وكالة كيودو اليابانية للانباء. وقال وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا إن
قوات الدفاع الذاتي سوف تنشر صواريخ باتريوت الاعتراضية ذات الإمكانيات المتقدمة
في قاعدتين تابعتين لها في المقاطعة الواقعة أقصي جنوب البلاد خلال أبريل الجاري.
وردت
بيونج يانج علي هذا الإجراء بالتهديد بتوجيه ضربة إلي اليابان في حال تدخلت بأي
شكل من الاشكال في النزاع الذي يهدد شبه الجزيرة الكورية. ووصفت وكالة الانباء
الكورية الشمالية ان تصريحات طوكيو حول اعتراض اي صاروخ تطلقه بيونج يانج
استفزازية. وحذرت أن مثل هذا السلوك يمكن أن يغرق اليابان في نيران ضربة نووية.
من
جانبها, نفت وزارة الدفاع الصينية تقارير أجنبية قيامها بحشد قواتها علي الحدود مع
كوريا الشمالية, بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا. وقال متحدث باسم الوزارة
إن هذه التقارير غير صحيحة. فالصين تراقب عن كثب تطورات الوضع الحالي علي شبه
الجزيرة الكورية وتلتزم دائما بضمان السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا.
وعلي
صعيد الجهود الدبلوماسية لوقف تدحرج كرة النار في شبه الجزيرة الكورية, وصل جون
كيري أمس إلي سول في جولة تضم أيضا اليابان والصين. وذكر مسئول أمريكي أن وزير
الخارجية سيسعي إلي إقناع الحكومة الصينية بالضغط علي حليفتها كوريا الشمالية
لتوقف برنامجها النووي, مشددا علي أن بيونج يانج تضع المصالح الصينية في خطر. ونقل
المسئول الأمريكي عن كيري قوله إنالادارة الأمريكية تدعو الصين لاستغلال مكانتها
ونفوذها لدي كوريا الشمالية, وإلا فانهم يخاطرون بزعزعة استقرار المنطقة. وأوضح
المسئول أن للصين مصلحة كبري في الاستقرار واستمرار كوريا الشمالية في السعي
للحصول علي قدرات صاروخية نووية يعتبر عدوا للاستقرار. وأضاف أن ذلك يحدد لنا هدفا
مشتركا قويا مع الصين من أجل نزع السلاح النووي.
من
جانبه, دعا الرئيس الأمركي باراك أوباما بيونج يانج إلي تغيير لهجتها, خلال
استقباله بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة. وقال: نحن متفقان علي أن الوقت
حان لكي تضع كوريا الشمالية حدا لنمط السلوك العدائي الذي اعتمدته وأن تحاول خفض
مستوي التوتر. ودعا بان كي مون من جهته الدول المجاورة ومن بينها الصين التي قد
يكون لديها نفوذ علي كوريا الشمالية, إلي أن تمارس نفوذها من أجل حل هذا الوضع
بطريقة سلمية. وناشد بان كي مون زعيم كوريا الشمالية إنهاء التصرفات الاستفزازية
التي حدثت مؤخرا والعودة إلي الحوار, مؤكدا ضرورة إحلال السلام مجددا في شبه
الجزيرة الكورية.