وسط ترقب وقلق عالميين من اندلاع حرب كورية جديدة‏,‏ صعدت كوريا الشمالية نبرة التحدي والتهديد ضد جارتها الجنوبية وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة منتقلة إلي مرحلة جديدة من الاستفزازات‏,‏ في الوقت الذي بدأت فيه الاستعدادات الميدانية من الجانبين لمواجهة عنيفة‏.‏

 فقد أعلنت بيونج يانج أمس انها صدقت علي هجوم لا رحمة فيه علي الولايات المتحدة وقد يشمل ضربة نووية متنوعةمحذرة من أن الحرب قد تندلع اليوم أو غدا. ونقل التلفزيون الحكومي الشمالي أمس عن متحدث باسم القيادة العامة لجيش الشعب الكوري قوله نبلغ البيت الأبيض والبنتاجون رسميا أن سياسة العداء الأمريكي المتصاعد دوما لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية( كوريا الشمالية) سيسحقان بالإرادة القوية لكل أفراد القوات المسلحة والشعب المتحدين, وما تملكه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من وسائل متطورة أصغر حجما وأخف وزنا لتوجيه ضربة نووية متنوعة وأن العملية التي لا رحمة فيها التي أعدتها قواتها المسلحة الثورية في هذا الصدد تمت دراستها والتصديق عليها نهائيا.

وتابع البيان أنه يجدر بالولايات المتحدة أن تتأمل في الوضع الخطير الحالي معتبرا أن تحليق قاذفات أمريكية من طراز بي-52, وطائرات الشبح بي-2 فوق كوريا الشمالية هو الذي تسبب في التصعيد الحالي للأزمة. من جانبها,أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الولايات المتحدة تعمل علي تسريع نشر نظام الدفاع الصاروخي ثاد في جزيرة جوام خلال الأسابيع القليلة المقبلة, قبل عامين من الموعد المحدد وهي الخطوة التي وصفتها وزارة الدفاع الأمريكية بأنها اجراء احترازي لحماية القوات الأمريكية من صواريخ كوريا الشمالية.وتهدف هذه الاستعدادات لتوسيع نطاق الخيارات أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حالة إطلاق كوريا الشمالية صواريخها كتجربة أو كهجوم عسكري. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وكالة يونهاب الكورية الجنوبية وصحيفة أساهي شيمبون اليابانية أن الشمال نشر علي ما يبدو علي سواحله الشرقية بطارية صواريخ موسودان متوسطة المدي يصل مداها إلي ثلاثة آلاف كيلومتر, وإن كان لم يتضح ما إذا كانت بيونج يانج تخطط لإطلاق الصاروخ أو وضعته فقط لاستعراض قوتها. ونقلت يونهاب عن مصادر في المخابرات العسكرية أن الشمال قد يطلق صاروخا في15 ابريل الحالي ذكري ميلاد مؤسس النظام الشيوعي كيم إيل-سونج الذي توفي في.1994 وفي رد فعل فوري, أكدت كيتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أن كوريا الشمالية عليها ان تكف عن تهديداتها الاستفزازية وان تسعي عوضا عن ذلك للوفاء بالتزاماتها الدولية.

وفي الوقت ذاته, نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسئولين أمريكيين أن البيت الأبيض يسعي للتخفيف حاليا من حدة موقفه العدواني ضد كوريا الشمالية وسط مخاوف من أنه قد يشعل أزمة أعمق عن غير عمد.