قضت
محكمة بريطانية أمس الخميس بسجن رجل إيطالى 14 عاما لانتحاله لسنوات طويلة صفة
محام ترافع خلالها عن شخصيات عدة أبرزها الرئيس العراقى الراحل صدام حسين.
والمحامى
المزعوم جيوفانى دى ستيفانو (57 عاما) الملقب فى الصحافة البريطانية بـ"محامى
الشيطان" تمت أدانته بـ25 تهمة أبرزها الاحتيال والتزوير وتبييض الأموال فى
وقائع تعود إلى الفترة بين 2001 و2011.
واتهم
دى ستيفانو بأنه احتال على زبائنه من خلال إيهامهم أنه محام على الرغم من أنه لا
يحمل أى شهادة على الإطلاق من أى جامعة تجيز له مزاولة هذه المهنة وليس مسجلا فى سجلات
المحامين لا فى بلده إيطاليا ولا فى بريطانيا.
وبحسب
الاتهام فإن هذه الصفة التى انتحلها "استغلها على مدى ثمانية أعوام لملء
جيوبه".
ودى
ستيفانو مولود فى إيطاليا غير أنه نشأ فى بريطانيا، وعلى بطاقات التعريف الخاصة به
كان يكتب تحت اسمه "محام".
وفى
البدء أكد المتهم أنه يحمل إجازة فى الحقوق إلا أنه عاد واعترف أنه تعلم مبادئ
المحاماة لوحده وأنه كان يقدم نفسه زورا على أنه محام.
وكان
دى ستيفانو يرأس أيضا نادى دوندى لكرة القدم فى اسكوتلندا حين اعتقل فى شباط/فبراير
2011 فى أسبانيا، بموجب مذكرة توقيف أوروبية.
وخلال
محاكمته أقر بأنه قبض تعويضا ماليا بقيمة 150 ألف جنيه إسترلينى (177 ألف يورو) كان
يفترض أن يحصل عليه "موكله" وهو رجل فقد ذراعه فى حادث سيارة، ولكنه
استولى على هذا المبلغ.
وقال
القاضى إن الضرر المالى الذى ألحقه المدان بضحاياه كان "كبيرا جدا" إلا
أن الأخطر من هذا كان "الضرر النفسى الذى سببه لهم" من "آمال كاذبة"
سرعان ما تلاشت و"تلتها سنوات من الغضب" خلال محاولتهم تحصيل أموالهم من
الرجل الذى خدعهم.
كما
نددت المحكمة فى خلاصة حكمها بالطريقة "المبتذلة" التى حاول بها المتهم
تبرير أفعاله أمامها.
وكان
المتهم قال خلال محاكمته إنه قرر أن يصبح محاميا بعدما دين فى السبعينيات بسرقة
بطاقة الائتمان المصرفية العائدة لوالده، مؤكدا أن إدانته تمت لأن وكيل الدفاع عنه
"لم يكن كفؤا".
وكان
المحامى المزعوم عضوا فى فريق الدفاع عن الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، كما أقر
بوجود صلات له بكل من رئيس زيمبابوى روبرت موغابى والزعيم الصربى السابق سلوبودان
ميلوسيفيتش، مؤكدا أن الأخير استقبله فى 1993 ومنحه دكتوراه فخرية فى القانون من
جامعة بلغراد.
وقال
المدان أيضا إنه كان على اتصال بزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.