تعقيبا على الاستبيان الذي يجريه الموقع حول أداء مجلس الجالية المصرية في الكويت.. جاءنا الرد المنشور تاليا من الدكتور إيهاب عبدالغني عبدالله أمين سر مجلس الجالية.. وإيمانا منا بحق الرد المكفول في قوانين المطبوعات والنشر.. والذي نؤمن به أيضا.. فإننا ننشر رد الدكتور إيهاب كما هو تماما حتى بما فيه من أخطاء مطبعية ودون أي مساس.. وإن كنا نتفق مع الدكتور إيهاب في بعض ما جاء في رده.. إلا أننا نخالفه الرأي في البعض الآخر.. وهذا ولا شك لا يفسد للود قضية.. فقضيتنا جميعا هي المصلحة العامة وإن اختلفت أساليبنا.. وسوف ننشر بإذن الله تعالى رؤيتنا حول هذا الاستبيان بعد الانتهاء منه وتحليل نتائجه يوم الجمعة القادم.. وإليكم رد الدكتور إيهاب مع الوضع في الاعتبار أنه يقول في رده أن ما يطرحه هو وجهة نظر شخصية.

 

الأخ الفاضل الأستاذ/ أسامه جلال

بداية أتوجه إليكم بالتحية والاحترام علي نشاطكم الدائم وأحييكم علي هذا الموقع المتميز الذي نأمل أن يستمر كبوابة وعنوان دائم لتبادل وجهات النظر ومصدرا للخبر والمعلومة الصادقة وهو عهدنا بكم دائما منذ أن بادرتم بتدشين هذا الموقع من مالكم الخاص وبجهدكم وجهد المخلصين من أبناء مصر. هذا وقد طالعت الاستفتاء علي أداء مجلس الجالية خلال الدورة الحالية والتي تنتهي الشهر المقبل بإذن الله وقد قرأت التعليقات التي ظهرت علي الاستفتاء وكذلك علي النتيجة وقد رأيت أن أبادر بهذه الرسالة حيث لا يزال راسخا لدي الكثير منا عقيدة كاملة بأن المجلس هو جهاز رسمي للدولة للنظر في مشكلات المصريين بالخارج لذلك فإنني أردت أن أوضح بعض الأمور من دافع شخصي بحت واعبر عن وجهة نظر شخصية.

أولا: عضوية المجلس تأتي من رغبة أي شخص مصري مقيم علي أرض دولة الكويت ويرغب في العطاء لأبناء الجالية المصرية فيرشح نفسه ضمن فئة تخصصه وفي توقيت الانتخابات المحددة وإذا ما حالفه التوفيق فيصبح عضوا بالمجلس ويبدأ في الانضمام للجان التي يرغب فيها علي أن يسدد اشتراكاته الشهرية بشكل دوري ولا يمنع من وجوده مثلا في اللجنة الرياضية من انه إذا ما وجد مشكله لدي أحد المصريين من أصدقاؤه أو جيرانه من أن يرفعها للمختصين بالقنصلية العامة ولكنه بالتأكيد غير مكلف بذلك وتدخله بشكل غير صحيح في حل المشكلة قد يفاقمها لأنه لا يمثل الجهة المختصة وليس له سلطة التعامل مع أي جهة رسمية.

ثانيا: نعم مشكلات المصريين في الكويت كثيرة وهي تتوافق منطقيا مع عددهم الذي اعتقد انه يقارب النصف مليون والقنصلية تتعامل مع المشكلات التي ترد إليها بمنتهي الجدية فهذا ما رأيته وما لمسته في الكثير من المشكلات التي وجهنا أصحابها للمختصين بالقنصلية وهذا حق يجب ذكره أما دور أعضاء مجلس الجالية في حل المشكلات فلن يزيد عن التوجيه للطريق الصحيح والتوعية وكذلك في المعاونة الشخصية بالتبرعات وأكرر أن عضو مجلس الجالية ليس موظفا مسئولا عن حل المشكلات ولكن أعضاء مجلس الجالية يتدخلون يوميا في توجيه أصحاب المشاكل للمختصين بالقنصلية وهو مرحلة من مراحل حل المشاكل وليس من المنطق أن يخرج عضو المجلس يوميا ليتباهى علي صفحات الجرائد بأنه ساهم بالجهد أو المال في حل مشكلة مصري من نصف مليون مصري فالأمر في النهاية عمل تطوعي خيري مجلس الجالية هو أداه لتنظيمه تحت إشراف القنصلية العامة. إضافة إلي أن العمل الخيري يجب أن يغلب عليه طابع احترام الخصوصية وحفظ الأسرار الشخصية وهو ما يجعل لجنة المساعدات الإنسانية مثلا تتحفظ وبشكل صارم علي أي بيانات أو خصوصيات أي حالة تحتاج للمعاونة المالية واللجنة عندما تعتمد صرف أي مبلغ بعد دراسة متأنية من أعضاء اللجنة تحت قيادة سيدة فاضلة تحظي باحترام وتقدير الجميع. نفس الأمر ينطوي علي اللجان الاخري فلا مجال لإظهار عدد أو نوعية المشكلات التي يتم التعامل معها بالآليات المحددة سابقا أو عدد الحالات التي تم مساعدتها ماليا لتجاوز مشكلة ما.

ثالثا:المجلس به لجان عديدة منها الاجتماعية والرياضية والثقافية والإعلامية والمساعدات الإنسانية والمساعدات القانونية والتكافل والمرأة.. ولو نظرنا لأسماء اللجان لسوف نري أن غالبية هذه اللجان تقوم بأنشطة اجتماعية فالحفلات التي ينتقدها البعض هي جزء لا يتجزأ من عمل الجالية للترفيه عن أبناء الجالية وربطهم بالوطن في المناسبات والأعياد وهو نفس الحال للندوات الثقافية وحفلات الموسيقي التي ترقي بالتراث الغنائي المصري ومسابقات الرسوم والدورات الرياضية التي تعتبر بحق واجهة طيبة وبوابة لإبداعات الشباب المصري بالكويت إضافة للحفلات السنوية الثابتة مثل تكريم الأم المثالية والعمال في عيدهم وأوائل الثانوية العامة ويوم اليتيم وغيرها... من شاركوا في هذه الأنشطة يعلمون جيدا دور الجالية فأين المنتقدين من هذه الأنشطة التي تتم من جهد ووقت ومال أعضاء مجلس الجالية.

رابعا: أتذكر تصريح لسعادة القنصل العام السابق الذي قال أن المجلس للعطاء لا للوجاهة وأنا أتشرف بعضويتي في مجلس الجالية الذي يعطي نموذجا يحتذي به للعطاء فلا أنسي في إحدى الجلسات عندما كان اثنين من المصريين العاملين في الكويت في حاجة لتركيب دعامات بالقلب تتكلف في مجملها ثلاثة آلاف دينار وكنا نناقش طرق تدبير المبلغ المطلوب من صندوق المساعدات الإنسانية الذي لم يكن رصيده يكفي لسد هذا المبلغ ووقتها طلب الأمين العام أن يتبرع كل عضو من الحاضرين ولو بمبلغ عشرة دنانير وكان حاضرا وقتها حوالي ثلاثين عضوا وانهمرت التبرعات بالعشرات والمئات من أعضاء المجلس وفي اقل من خمس دقائق تم جمع مبلغ 1050 دينار وأقرت السيدة الفاضلة مقررة لجنة المساعدات الإنسانية 1000 دينار أخري من الصندوق وانتهت مشكلة تدبير نفقات علاج اثنان من أبناء مصر.... مبادئنا تمنعنا من الترويج والإعلان لما تم وتمنعنا من ذكر عشرات المواقف الاخري التي تمثلت في مساعدة الكثير من أبناء مصر ممن يمرون بمواقف صعبة.

أحد المشروعات التي لم تخرج علي السطح حتى الآن مشروع التأمين التكافلي في نسخته الجديدة وأنا لمست عن قرب حجم المجهود الذي بذله مقرر لجنة التكافل في سبيل إعداده للخروج به لخدمة أبناء مصر ولتأمين كرامتهم في الظروف الصعبة ولي أن أسأل فقط .. لماذا فشل التامين التكافلي في المرة الأولي؟... الإجابة بسيطة جدا وهي ضعف المشاركة مما أدي إلي عزوف الشركة عن الاستمرار رغم أن هناك حالات كثيرة استفادت من المشروع سواء نقل جثمان المتوفى أو تعويض العجز ورغم أن الإعلان عن المشروع كان جيدا إلا أن ضعف المشاركة كان سببا في نفور الشركة.

أخي الفاضل

نحن نتفنن في جلد الذات ولدينا دوما شعور بعدم الاقتناع مهما فعلنا ولكننا ويشهد الكثير من أبناء الجاليات الاخري بأن مجلس الجالية المصرية هو من أنشطها وأكثرها رياده. إن الشعور العام في التعليقات الموجودة بأن مجلس الجالية المصرية لا يفعل شيء سوي المصالح لأعضائه فهذا افتراء علي أعضاء هذا المجلس لأن الكثير منهم يتفانون وبكل إخلاص في العمل من أجل أبناء مصر بالكويت ويبذلون في سبيل ذلك الكثير من الجهد والوقت والمال وقد يختلف اثنان من أعضاء المجلس في الرأي ولكن الهدف واحد. وقد نتفق علي أننا نحتاج لتطوير أداء هذا العمل الخيري الذي نأمل أن يصل للجميع بجهد الجميع ولكن الوصول لدرجة الكمال ليس بالأمر السهل في ظل انشغالنا جميعا بأعمالنا وأولادنا في الكويت وأهلنا ومصالحنا في مصر. 

قرأت أحد التعليقات وهو لأحد الإخوة زوار الموقع عندما قال (المجلس بس يحضر حفلات ويسلموا لبعض دروع و كؤؤس من فلوس الشعب المصري ...) وتعليق أخر يقول (إذا كان دور القنصلية أو الجالية يقتضى على عمل جواز السفر أو التصريح أو التوكيلات أو شهادات الميلاد...) ... وطبعا أنا لا ألوم أصحاب التعليقات علي ما ذكر من معلومات مغلوطة تماما بل ألوم أنفسنا لعدم توضيح كيان المجلس وموارده المالية والصحيح يا سيدي أن موارد المجلس من أعضاؤه ولا يوجد فلس واحد يأتي من مصر أو من الكويت من فلوس الشعب المصري كما ذكر بل هي من اشتراكاتنا الشهرية وتبرعاتنا نحن أعضاء المجلس أبناء مصر. أما تبرعات رجال الأعمال (ومنهم أعضاء بالمجلس) بارك الله فيهم جميعا فتذهب مباشرة إلي لجنة المساعدات الإنسانية.. والحفلات غالبا ما تكون من ميزانية الجالية التي أوضحت مواردها وغالبا ما تكون هذه الحفلات دعوة ممولة من رجال الأعمال.

إنني آمل أن يكون موقعكم الموقر وسيلة لتوعية وتقارب أبناء الجالية المصرية من أجل اقامه آمنه ومستقره في وطنهم الثاني بالكويت كما أود أن يأخذ الموقع دور أكثر نشاطا في تبادل الخبرات بين أبناء مصر وتقديم الخدمات الإخبارية والتعليمية والتعريف بالخدمات الالكترونية المتاحة في مصر والكويت واستمراره كبوابة استشارات وإعلانات مجانية لأبناء مصر وأنا أعلم جيدا كم بذلتم فيه من جهد ومال ووقت لإنشاء وصيانة هذا الموقع الذي أصبح في فترة قصيرة واحدا من أكثر المواقع زيارة علي شبكة الانترنت. وأعتقد أن عضويتكم في مجلس الجالية تجعلكم أكثر دراية لتعريف أبناء الجالية بالمجلس ودوره حتى لا يكون هناك أي سوء فهم أو اعتقاد خاطيء عند التصويت علي الاستفتاء المطروح حاليا راجيا أن لا أكون قد أثقلت عليكم برسالتي هذه وأشكركم علي هذه الفرصة للتوضيح.