في تصعيد خطير للتوتر في شبه الجزيرة الكورية‏,‏ أعلنت كوريا الشمالية أمس وضع صواريخها ووحدات مدفعيتها طويلة المدي في حالة تأهب قتالي لاستهداف الأراضي الأمريكية والقواعد العسكرية الأمريكية في جوام وهاواي, وذلك ردا علي قيام طائرات قاذفة أمريكية بطلعات جوية استفزت بيونج يانج.

وذكرت القيادة العليا العسكرية الكورية الشمالية في بيان من هذه اللحظة ستضع القيادة العليا لجيش الشعب الكوري كل وحدات المدفعية الميدانية بما في ذلك وحدات المدفعية طويلة المدي في حالة تأهب قتالي رقم1 بما يستهدف كل أهداف العدو في قواعد الغزو الأمريكية بالأراضي الأمريكية وهاواي وجوام, وذلك في أحدث تصريحات نارية تصدر عن بيونج يانج منذ بدء المناورات العسكرية المشتركة بين القوات الامريكية والكورية الجنوبية في بداية مارس الحالي.

وأضاف البيان الذي بثته وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن هذه الوحدات يجب أن تكون مستعدة لمهاجمة كل القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة آسيا ـ المحيط الهاديء بما يشمل في أمريكا الشمالية, هاواي وجوام, وكذلك في كوريا الجنوبية.

وكانت كوريا الشمالية قد هددت سابقا بشن هجوم نووي علي الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية رغم أنه لا يعتقد أنها تملك القدرة علي ضرب أراضي الولايات المتحدة بسلاح ذري. ولكن القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة المحيط الهاديء تقع في مرمي نيران الصواريخ الكورية الشمالية المتوسطة المدي.

وفي سول, ردت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية علي إعلان بيونج يانج, قائلة إنها لم ترصد ما يشير إلي قرب قيام الجارة الشمالية بعمل عسكري. وأشارت إلي أنها لم تكتشف أي علامة تشير إلي قيام القوات المسلحة الكورية الشمالية بنشاط غير معتاد ولكنها ستراقب الوضع. وفي غضون ذلك, حذرت بارك كون-هيه رئيسة كوريا الجنوبية بيونج يانج من أن الطريق الوحيد نحو استمراريتها يكمن في تخليها عن برامجها النووية والبالستية ودعت بيونج يانج إلي التغيير. وأضافت في خطاب ألقته بمناسبة الذكري الثالثة لغرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية التي تتهم سيول بيونج يانج بنسفها أن كوريا الشمالية لا تزال تهدد أمننا القومي حتي الآن.

وأكدت بارك أنه يجب أن تتوقف كوريا الشمالية علي الفور عن الأعمال الاستفزازية وتختار طريقا يؤدي إلي تحقيق السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية.ونددت بارك بكوريا الشمالية لقيامها بإجراء التجربة النووية وإطلاق الصاروخ وزعمها بإنهاء اتفاقية الهدنة بين الكوريتين, مما يشكل تهديدا للأمن والسلام للبلاد.

ومن جانبه, دعا كيم كوان جين وزير الدفاع الكوري الجنوبي الجيش للبقاء في حالة تأهب قصوي, وأن يكون علي أهبة استعداد للرد في حال قيام كوريا الشمالية بشن هجوم, مؤكدا أن القدرة علي الرد بقوة هو أفضل ردع ضد الدولة الشيوعية. وجدد كيم, المعروف بموقفه المتشدد تجاه كوريا الشمالية, التزامه بالتعامل بقوة مع الأمة الشيوعية الفقيرة, وأمر الجيش بالتدمير الفوري لمنشأ الهجوم, وقواته الداعمة وقيادته في حال قيام كوريا الشمالية بأية استفزازات.

وفي بكين, أكدت الصين أنها تأمل بأن تتحلي كل الأطراف في شبه الجزيرة الكورية بضبط النفس.

وقال هونج لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إنه يبقي الوضع في شبه الجزيرة الكورية في الوقت الحالي معقدا وحساسا. نأمل أن تلتزم كل الأطراف المعنية بضبط النفس حتي يتحسن الوضع تدريجيا.