في
عقب الإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية كاملة بين أنقرة وتل أبيب, أكد
أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي أن اعتذار إسرائيل عن حادث السفينة' مرمرة'
التركية،
والذي
أسفر عن مقتل تسعة أتراك في 2010 يلبي كل مطالب تركيا الأساسية.وكان الرئيس
الأمريكي باراك أوباما قد أعلن في ختام زيارته لإسرائيل عن تفاصيل مكالمة هاتفية
بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان
حيث اعتذر نيتانياهو عن الحادث كما أعلن عن تقديم تعويضات لأسر الضحايا.وفي أعقاب
الإعلان عن الاعتذار الإسرائيلي لأنقرة, توالت ردود الأفعال الدولية حيث أشاد
الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالحكومة التركية, وقال بيان بثته وكالة الأنباء
الفلسطينية الرسمية' وفا' ان عباس أعرب خلال اتصال هاتفي تلقاه من أردوغان عن' تقديره
العميق لمواقف الحكومة التركية الداعمة للقضية الفلسطينية وعملية السلام'.وذكر
البيان أن أردوغان أطلع عباس علي الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الحكومة
الإسرائيلية بشأن أسطول الحرية بعد استجابة الحكومة الإسرائيلية للمطالب التركية
كافة. وثمن عباس مواقف الحكومة التركية بهذه المسألة, مذكرا بأن القتلي الأتراك
لقوا مصرعهم دفاعا عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بالعيش بحرية وكرامة.من
جهته, اعتبر طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في
قطاع غزة في بيان له أن' اعتذار نيتانياهو عن جريمة قتل المتضامنين الأتراك جاء
متأخرا', مطالبا بإنهاء الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة بشكل فوري.وفي طهران, وصف
البريجادير مسعود جزائري مساعد رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة
الإيرانية اعتذار إسرائيل لتركيا بأنه لعبة جديدة من قبل أمريكا وإسرائيل لممارسة
المزيد من التأثير علي المقاومة الإسلامية بالمنطقة. ونقلت وكالة أنباء' فارس' الإيرانية
عن جزائري قوله إن' العدوان علي مرمرة منح تركيا مكانة خاصة في معادلات المنطقة', مضيفا
بأن التحرك الرئيسي للقوي الدولية في الوقت الحاضر هو استبدال موقع إيران في
العالم الإسلامي وصرف الأنظار عنها باتجاه بلد ثالث.وفي واشنطن, اعتبرت صحيفة' نيويورك
تايمز' الأمريكية أن تقديم إسرائيل الاعتذار لتركيا أذاب الجفاف والتوتر في
العلاقات بين البلدين كما ساعد في تحقيق إنجازا متينا لأوباما في وقت اختتام جولته
للشرق الأوسط. وذكرت الصحيفة أنه في ظل ممارسة الضغط المستمر من قبل أوباما أذابت
تركيا وإسرائيل توترا دام ثلاثة أعوام حيث من شأن هذا الإنجاز أن يساعد منطقة هشة
في مواجهة الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.وأشارت إلي أن الرئيس الامريكي حقق
تسوية أو مصالحة بين دولتين من أهم حلفاء الولايات المتحدة حيث تبدي تركيا
وإسرائيل إرادة وعزم جيد مع البيت الأبيض, مشيرة إلي أن هاتين الدولتين فضلا عن
الأردن بمثابة ثلاثة أعمدة الاستقرار في المنطقة لواشنطن بينما تواجه الحرب
الأهلية في سوريا التي تهدد بالخروج من نطاق حدودها وزعزعة استقرار المنطقة بشكل
أوسع. وذكرت الصحيفة أن تل أبيب وأنقرة لديهما مصالح اقتصادية وأمنية متبادلة
وكلاهما يشعران بالقلق حيال الوضع المتدهور في سوريا كما تستطيع تركيا أن تمارس
دورا استراتيجيا في مساعي واشنطن وإسرائيل لوقف إيران من تطوير أسلحتها النووية
فضلا عن حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وأضافت أن القضية الفلسطينية كانت السبب
وراء اندلاع الخلاف بين اسرائيل وتركياحيث شنت إسرائيل غارة علي السفينة التركية
لمنع دخولها وفك الحصار التي فرضته إسرائيل علي قطاع غزة.