في تصعيد لحرب التهديد والوعيد في شبه الجزيرة الكورية‏,‏ هددت كوريا الشمالية أمس بشن هجوم نووي عنيف علي القواعد العسكرية الأمريكية في اليابان وفي جزيرة جوام في المحيط الهادئ وذلك في حال استفزازها. ويأتي هذا التهديد الجديد بعد يوم واحد من حضور الزعيم الشمالي كيم جونج أون تدريبا عسكريا علي محاكاة لضربة جوية ضد كوريا الجنوبية مصدرا أوامره إلي قادته العسكريين بإجراء تدريبات بالصواريخ المتحركة المضادة للطائرات وبطائرات بدون طيار, في خطوة من شأنها ان تصعد حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وذلك في إطار الرد علي المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وسول, حيث تتهم بيونج يانج الجانب الامريكي بإعداد قواته لهجوم عسكري باستخدام قاذفات القنابل علي الشطر الشمالي.

وفي الوقت الذي تختتم فيه واشنطن وسول تدريباتهم المشتركة علي السواحل الكورية, نقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن المتحدث باسم القيادة العليا للجيش الشعبي الكوري قوله إن الولايات المتحدة بدأت اللجوء إلي التهديدات النووية ضد بيونج يانج. ولذلك فإن بلاده ستلجأ إلي عمل عسكري متوافق مع ذلك. وهو ما يتضمن تلميحا إلي مشاركة قاذفة صواريخ بي-52 وغواصة نووية امريكية في المناورات العسكرية المشتركة بين سول وواشنطن.

وأكد المتحدث أنه ينبغي أن تتذكر أمريكا أن قاعدة أندرسون للقوات الجوية في جوام التي تنطلق منها قاذفة الصواريخ بي-52, وقاعدة أوكيناوا للقوات البحرية في اليابان التي تبحر الغواصة النووية فيها, يقعان في مرمي صواريخ كوريا الشمالية.

وكانت قاذفة الصواريخ الأمريكية قد أقلعت من جزيرة جوام في منتصف الشهر الحالي للمشاركة في المناورات العسكرية المشتركة في شبه الجزيرة الكورية قبل عودتها مرة أخري إلي جوام. كما تشارك الغواصة النووية الأمريكية شايان في المناورات العسكرية البحرية التي بدأت في13 الشهر الجاري وتختتم غدا السبت. وفي الوقت ذاته, كشفت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية عن رصد بث من أنظمة التحذير من الغارات الجوية الكورية الشمالية, والتي أصدرت تعليمات لمواطنيها بالاحتماء في ملاجئ. ولم يتضح ما إذا كان ذلك الاستنفار حقيقيا أم انه يأتي ضمن تدريبات.

ويرجح البعض أن يكون التحذير متعلقا بالتدريبات العسكرية التي تجري في شبه الجزيرة الكورية,حيث يجري الجيش الشعبي لكوريا الشمالية تدريبات من ناحية,فيما يجري الجيشان الكوري الجنوبي والأمريكي أيضا تدريبات مشتركة من ناحية أخري.

وعلي الصعيد الإليكتروني, كشفت السلطات الكورية الجنوبية عن أن جانبا من الهجوم الإليكتروني الذي استهدف البنوك الجنوبية وأصابها بالشلل مصدره موقع إنترنت في الصين.

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية( يونهاب) عن لجنة مراقبة الاتصالات الكورية أن خادما إلكترونيا( سيرفر) في بنك نونجهيوب قد تم اختراقه عبر عنوان لموقع صيني, وأدي ذلك إلي نشر ملفات ضارة.

وكان ذلك البنك ضمن ثلاثة بنوك كبري تعرضت لهجوم إليكتروني أمس الأول, مما تسبب في تعطل العمليات المالية, واستهدف أيضا ثلاث محطات بث رئيسية.

ويبلغ عدد أجهزة الكمبيوتر التي تعرضت للقرصنة مئات آلآلاف, حيث تجري عملية معالجة لشبكة أنظمة الكمبيوتر جزئيا مع تشغيل برامج الوقاية, إلا أن استئناف العمل بصورة طبيعية يتطلب صيانة أجهزة الكمبيوتر المتضررة أولا.

كما أن توجيه اللوم للصين لم يمنع الإشارة بإصبع الاتهام إلي الشطر الشمالي, فقد أرجع معظم المعلقين الهجوم الاليكتروني الذي عطل ثلاث قنوات تلفزيونية وبنكين كبيرين في كوريا الجنوبية الي أن بيونجيانج تستعرض عضلاتها مع تصاعد التوترات العسكرية في شبه الجزيرة المقسمة. وأكد المراقبون أنه سبق لمتسللين من كوريا الشمالية استخدام الصين كنقطة إطلاق لهجماتهم إلي كوريا الجنوبية.