وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إلي إسرائيل في أول زيارة له كرئيس للدولة
العبرية. ووسط اجراءات أمنية مشددة, استقبل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس
الوزراء بنيامين نيتانياهو ومعهم نحو ألف مسئول أوباما في مطار بن جوريون بتل أبيب.
ونشرت السلطات الإسرائيلية نحو خمس آلاف من أفراد الجيش والشرطه في القدس المحتلة
طوال فترة زيارة أوباما التي تستمر50 ساعة قبل أن يغادر إلي الأردن. وسترافق طائرات
هليكوبتر تابعة للشرطة الإسرائيلية موكب اوباما خلال تحركاته في القدس المحتلة إلي
جانب إغلاق كافة الطرق الرئيسية والكتل السكانية المحيطة بفندق الملك داود الشهير الذي
سيقيم فيه الرئيس الأمريكي والوفد المرافق له.
وفور وصوله لمطار بن جوريون, أكد أوباما ان إلتزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل
ثابت. وأضاف أعتبر هذه الزيارة فرصة لإعادة تأكيد الصلة التي لا تنفصم بين دولتينا
وإعادة تأكيد التزام امريكا الذي لا يتزعزع بأمن اسرائيل والتحدث مباشرة الي شعب اسرائيل
والي جيرانكم. ومضي يقول انا واثق من قولي إن تحالفنا أبدي. وأضاف أن سبب متانة العلاقات
بين الجانبين هو أننا نتشارك قيم الحرية والديمقراطية, ونعمل لأن نكون دائما في المقدمة.
الولايات المتحدة تقف إلي جانب إسرائيل لأنها واحدة من مصالحنا القومية.
ومن جانبه, أعرب نيتانياهو عن شكره وتقديره للدور الذي تلعبه الولايات المتحدة
بجانب إسرائيل في ظل التغييرات السياسية التي تشهدها الشرق الأوسط, والدفاع عن حق إسرائيل
في وجه أي تهديدات تتعرض لها, وأثني نيتانياهو علي الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات
المتحدة وعلي تقديم برنامج الصواريخ بالإضافة إلي التعاون في المجال الاستخباراتي,
فضلا عن دعم واشنطن حق الشعب اليهودي وحصولهم علي دولة يهودية وتعزيز التحالف بين الجانبين
في ظل رئاسة أوباما لمواجهة المخاطر التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وأشاد بيريز بدوره بالعلاقة العميقة بين إسرائيل والولايات المتحدة, مشددا علي
التزام واشنطن بأمن الدولة العبرية باعتباره الطريث الأفضل لتقوية السلام. وأكد الرئيس
الإسرائيلي رغبة تل أبيب في انهاء الصراع مع الفلسطينيين ورؤيتهم ينعمون بالسلام والرخاء
في دولتهم.
وفي تأكيد علي التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل, بدأ أوباما جولته بزيارة
قاعدة القبة الحديدة للنظام الإسرائيلي المضاد للصواريخ الذي تموله الولايات المتحدة.
وبعدها توجه إلي القدس المحتلة للقاء بيريز ونيتانياهو, الذي من المقرر أن يجتمع معه3
مرات خلال الزيارة في محاولة لإنهاء حالة الفتور بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء
الإسرائيلي علي خلفية الخلافات بشأن وضع خط أحمر للبرنامج النووي الإيراني وتجميد بناء
المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.. وعقد الرئيس الأمريكي مباحثات مطولة مساء أمس
مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بحضور وزير خارجيته الجديد جون كيري, وأشارت الصحف الإسرائيلية
إلي أن جولة الرئيس الأمريكي تحمل رسائل رمزية متعددة من خلال زيارة المتحف الوطني
الذي يضم مخططات البحر الميت التي استولت عليها إسرائيل في حرب1967 وتزعم أنها تؤكد
أحقية اليهود في أرض فلسطين التاريخية, بجانب وضع أكليل من الزهور علي ضريحي كل من
ثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية وأسحق رابين رئيس الوزراء السابق, وأخيرا زيارة
نصب محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية الذي يطلق عليه بالعبرية ياد فاشيم.
وعلي الرغم من قيام السلطات الإسرائيلية بتزيين الشوارع استقبالا للرئيس الأمريكي
ـ الذي اصر علي جعل الدولة العبرية أول مقاصده في ولايته الثانية ـ فإن الإسرائيليين
استقبلوا الزيارة بفتور. واتهمت قيادات يمينية متشددة اليسار بمحاولة تحويل زيارة عادية
إلي احتفال بسياسي يؤيد الأعداء, في إشارة للفلسطينيين. وعلقت بلدية القدس في الشوارع
لافتات تحمل شعار اتحاد لا ينكسر ـ في إشارة للعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة,
إلا أن جيدي جرينشتاين رئيس معهد رويت الإسرائيلي قال: تبدو لي هذه زيارة غير معدة
جيدا ولم يتم التفكير فيها جيدا..فبالنسبة للوضع الإيراني يبدو أن إسرائيل والولايات
المتحدة ليس لديهما أي شيء جديد يخبران بعضهما البعض به. وبالنسبة لسوريا فإن الأمريكيين
ليس لديهم رؤية واضحة وفيما يتعلق بالفلسطينيين فإنهم يتراجعون ويفضون أيديهم.
وفي واشنطن, كشف استطلاع للرأي نشرته شبكة سي إن إن الإخبارية عن أن66% من الأمريكيين
يرون استحالة تحقيق السلام في الشرق الأوسط ويرونه مجرد حلم. وأظهر الاستطلاع أن نحو
نصف الأمريكيين يعتبرون إسرائيل حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة.
والتزم أوباما في تصريحاته خلال اليوم الأول من الزيارة بعدم طرح مبادرة واضحة
لاستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين, إلي جانب محاولة تخفيف حدة الخلاف
بين واشنطن وتل أبيب بشأن التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. وأشار مسئولون أمريكيون
إلي أن أوباما سيسعي إلي دفع القيادة الإسرائيلية والفلسطينية إلي العودة لمباحثات
السلام بالإضافة إلي طمأنة نيتانياهو بشأن التزامه بمنع إيرام من أمتلاك قنبلة نووية
وبحث سبل احتواء مخاطر النزاع في سوريا.
وعلي الصعيد الفلسطيني, يصل أوباما إلي رام الله صباح اليوم علي متن طائرة هليكوبتر,
حيث سيقوم بإجراء مباحثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبوامازن وعدد من القيادات
الفلسطينية إلي جانب عقد لقاء مع عدد من الطلاب الفلسطينيين. قبل أن يعود الجمعة لزيارة
كنيسة المهد في بيت لحم, وقال النائب الفلسطيني المستقل مصطفي البرغوثي: نحن في وضع
طاريء. ليس لدينا وقت: إما أن يتم ايقاف الاستيطان فورا وهذا قد يفتح الباب أمام أي
احتمال آخر أو نستطيع أن نودع حل الدولتين.