شهدت تركيا سلسلة من الانفجارات علي مدار يومين استهدفت المقار الحكومية ومكاتب
حزب العدالة والتنمية الحاكم, وذلك قبل ساعات من إعلان حزب العمال الكردستاني، وقفا
تاريخيا لإطلاق النار في محاولة لإنهاء الصراع المستمر منذ30 عاما أسفر عن سقوط نحو40
ألف قتيل.
واتهم بولنت ارينك نائب رئيس الوزراء التركي جبهة تحرير الشعب الثورية الماركسية
بتنفيذ الهجمات, مؤكدا أنها تهدف لعرقلة المحادثات مع حزب العمال الكردستاني.
وذكرت تقارير وسائل إعلام تركية أن قنبلة صغيرة انفجرت قرب مكاتب حكومية في
الجانب الآسيوي من اسطنبول أمس مما أدي إلي تحطم نوافذ لكنه لم يسفر عن خسائر بشرية.
ومن جانبه, أعلن سعد الله أرجين وزير العدل التركي أن هجومين بالقنابل استهدفا
في وقت متزامن مبني وزارة العدل ومقر الحزب الحاكم في أنقرة ما أسفر عن إصابة شخص بجروح
طفيفة. وانفجرت قنبلتان يدويتان أمام مدخل مبني ملحق بوزارة العدل, وأشار أرجين إلي
أن تركيا تعيش لحظات مهمة, وأن هذه اللحظات مناسبة لمحاولات التخريب.
وقال مصور لرويترز إن الهجوم علي مقر حزب العدالة والتنمية حطم نوافذ الطابق
السابع من مبني الحزب الذي يوجد فيه مكتب لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وانفجرت شحنتان
ناسفتان خارج مبني وزارة العدل الذي يبعد بضعة كيلومترات. وعلقت راية كبيرة لحزب العدالة
والتنمية في واجهة المقر لإخفاء المكان الذي أصابه الصاروخ.
وبعد أشهر من التخطيط الدقيق مع وكالة المخابرات التركية, أعلن نواب أكراد بعد
لقائهم أوجلان أن زعيمهم المسجون سيطلق دعوة تاريخية لوقف إطلاق النار, وستسلم رسالة
أوجلان إلي نواب أكراد يقومون بتلاوتها أمام حشد كبير متوقع في مدينة ديار بكر ذات
الغالبية الكردية في مناسبة عيد النوروز أو رأس السنة الكردية.
وسيتابع ملايين الأتراك النداء الذي سيبث مباشرة عبر محطات التلفزة والإذاعات,
والوثيقة التي أعدها اوجلان من سجنه في جزيرة ايمرالي تم عرضها علي مسئولين أتراك وأكراد
وأوروبيين للتشاور حولها حتي وصلت إلي صيغتها النهائية كخريطة طريق للسلام.
وبعد رسائل الرد التي تلقاها أوجلان, أعلن الزعيم الكردي للوفد الكردي الذي
زاره أنه آن الأوان لحل مسالة الأسلحة بسرعة وبدون أن تهدر المزيد من الأرواح.
وأضاف في الرسالة سيشمل النداء معلومات سارة تتعلق بالشقين العسكري والسياسي
لحل الصراع. وردا علي سؤال حول ما اذا سيكون النداء الجديد ناجحا, قال وزير العدل التركي
ليس هناك ضمانات.
ومن المتوقع أن يدعو أوجلان إلي تشكيل عدة لجان توكل اليها مراقبة وقف اطلاق
النار لتجنب أزمات مماثلة رغم أن أردوغان قدم ضمانات بأنه لن يتم المساس بأي متمرد
كردي إذا غادروا الأراضي.
وفي غضون ذلك, أعلن أردوغان أن تصريحاته خلال حضوره مؤتمرا بالعاصمة النمساوية
فيينا والتي وصف فيها الصهيونية بأنها جريمة ضد الإنسانية أسيء فهمها. وأشار أردوغان
خلال مقابلة مع صحيفة بوليتكين الدانماركية إلي أنه دائما ما ينتقد قضايا معينة مثل
غزة والمستوطنات, وأن هذه الانتقادات توجه إلي السياسات الإسرائيلية. وأضاف زنه من
الطبيعي بشكل كامل مواصلة انتقاد إسرائيل بسبب أنها لن تتوقف عن إنكار حق وجود دولة
فلسطين.