قضية الازدحام المروري في الكويت ليست قضية جديدة، وانما قديمة وتم اثارتها كثيرا، وفتح ملفها أكثر من مرة، ليس في صحيفة «الوطن» فقط وانما في جميع الصحف، كما كانت محل نقاشات متعددة على القنوات التلفزيونية، والنتيجة ان الازدحام يزداد يوما بعد يوم نتيجة لعجز الجهات المعنية مثل وزارة الداخلية ممثلة في ادارة المرور، ووزارات الأشغال والمواصلات والبلدية.«الوطن» تفتح ملف الازدحام المروري مرة أخرى، لعل وعسى ان يعمل المسؤولون لايجاد حل لهذه المشكلة التي باتت تؤرق الجميع وتعطل مصالح المواطنين والمقيمين نتيجة لتأخرهم عن أعمالهم.وقالت مصادر مطلعة لـ «الوطن» للأسف اصبحت شوارع الكويت اشبه بشوارع الصين بسبب زحمة المركبات الصغيرة والكبيرة وكثافة مركبات النقل وسيارات الاجرة التي تسير في شوارع الكويت ذهاباً واياباً في ظل اغلاق معظم الطرق وتحويل مسارها الى طرق اخرى هي وحدها مغلقة وتغص بالمركبات.واضافت المصادر الى متى يستمر مسلسل زحمة شوارع الكويت دون ايجاد الحل الجذري للقضاء على الزحمة سواء تغيير اوقات دوامات الموظفين ودوامات الطلبة وتحديد ساعات للشاحنات الكبيرة في اوقات محددة.وبينت المصادر ان هناك دراسة حديثة قامت بها وزارة الداخلية حول زحمة المرور واستضافت فيها مؤسسات بحثية عالمية لنقاش المشكلة اشارت الى ان الكويت احتلت المركز الرابع عالميا من حيث الازدحام وان كلفة الازدحام المروري في الكويت تفوق 4 مليارات دولار سنويا.وبينت الدراسة ان اغلب الطرق في الكويت تجاوزت %85 من طاقتها الاستيعابية مبينة انخفاض نسبة عملية بناء الطرق الحديثة في الدولة منذ بداية التسعينات وانها لا تتناسب حاليا مع النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده الدولة خصوصا ان عدد سكان الكويت بلغ 3 ملايين و600 الف مواطن ومقيم مقابلها 2 مليون مركبة تسير في الشارع وصار لزاما على ادارة المرور فتح ملفات الحاصلين على رخص القيادة وتحديد سيارة لكل فرد والا يحق له امتلاك اكثر من مركبة في الوقت الحالي للمساهمة في حل الازمة.وبينت المصادر ان معظم شوارع الكويت هي تحت الصيانة ومغلقة لتطوير بنيتها التحتية وبناء جسور في وقت واحد دون وجود بدائل لهذه الطرق المغلقة او توفير بدائل اخرى خصوصا ان شوارع الكويت بات من المستحيل على قائد المركبة السير في طريق واحد بل عليه التوجه لعدة طرق والمكوث في الشارع لعدة ساعات دون وجود دوريات مرور لتسهيل وتسيير المركبات والحد من الزحمة بالاضافة الى الحوادث التي بدأت تحصد ارواح قائدي المركبات بسبب الزحمة من خلال تجاوزات بعض قائدي المركبات للسرعة او الدخول عكس السير او صعود الارصفة او سلك طريق حارة الامان التي تستخدمها مركبات الاطفاء والداخلية والاسعاف.وذكرت المصادر ان الزحمة في البلاد مستمرة لعدة سنوات فضلا عن نزول آلاف السيارات الحديثة لشوارع الكويت التي «تغص وتبلع» بالسيارات وقالت المصادر انه وللاسف لا يوجد قيادي او مسؤول يرى هذه الزحمة في البلاد التي باتت حديث اهل الكويت ومعاناتهم اليومية بسبب الاعمال التي تقوم بها وزارة الاشغال وغياب رجال المرور وعدم ايجاد الحلول سواء للموظفين او الطلبة او الشاحنات التي تتنافس في الشوارع مع المركبات الصغيرة.من جانبه اكد مصدر امني لـ«الوطن» ان عدم التزام الكثيرين من قائدي المركبات ومرتادي الطرق بالاضافة الى غياب التنسيق بين اجهزة الدولة فيما يتعلق بوقت دخول الموظفين وخروجهم يلعب دورا كبيرا في التأثير في سير الحركة المرورية علاوة على ذلك المشاريع القائمة في بعض الطرقات والشوارع الرئيسية قد تؤدي في الوقت الآني الى تعطيل حركة السير نظرا الى فتح طرق جديدة مفاجئة واغلاق اخرى دون ان يكون هناك تنبيه مسبق من بعض الجهات.واشار المصدر الى ان هناك الكثير من المشاكل التي تواجهنا في اول ايام الاسبوع ومن ابرزها غياب التنسيق بين اجهزة الدولة خاصة وقت دخول الموظفين وخروجهم من مقار اعمالهم اذ ان الكثافة العديدة للمركبات لا تستوعبها الطرقات الحالية نظرا لوجود مشاريع توسعة قائمة حاليا وقد يؤثر الامر في حركة السير المرورية علاوة على غياب الدور الاعلامي لبعض الجهات فيما يتعلق بالتنبيه المسبق عن بدء تنفيذ مشاريع توسعية قد يتطلب الامر فيها اغلاق شوارع وفتح اخرى لتكون بديلة عنها.وبيّن ان من احد اسباب الاختناقات المرورية عدم التزام الكثير من سائقي المركبات بالنظم واللوائح المرورية المتعلقة باتباع الخطوط الارضية، لافتا الى ان الكثير من هؤلاء نجدهم ينتقلون من حارة الى اخرى اثناء سيرهم في الشارع وعدم احترامهم لانظمة ولوائح القوانين المرورية بالاضافة الى تجاوزهم الاشارة الضوئية الحمراء وغير ذلك مما يؤدي ذلك الى اختناقات مرورية.واضاف المصدر هناك نقص في بعض دوريات المرور لتغطية الشوارع والطرقات بيد ان الامر لا يمنع من ايجاد البدائل لتغطية هذا النقص من خلال التنسيق مع بعض القطاعات الامنية مثل النجدة والامن العام.