تؤدي الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين القانونية اليوم أمام الكنيست قبل84 ساعة فقط من بدء زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي إسرائيل.. وتمكن بنيامين نيتانياهو من تقديم تشكيل الحكومة إلي الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز مساء أمس الأول قبل أقل من6 ساعات فقط من انتهاء المهلة القانونية لتشكيل الائتلاف الحاكم الجديد في إسرائيل.
ووصفت الصحف الإسرائيلية نجاح نيتانياهو في تشكيل حكومته الجديدة بأنها' مخاض صعب', حيث احتاج رئيس الوزراء الإسرائيلي إلي أكثر من50 يوما لتشكيل الحكومة الـ33. وقال نيتانياهو ـ خلال اجتماعه مع بيريز:' أنا قادر علي تشكيل الحكومة, لقد عاهدتم إلي بهذه المهمة, وقد قمت بها', مضيفا' نواجه عاما حاسما في مجالات الأمن والاقتصاد ودفع عملية السلام'. وكان بيريز قد منح نيتانياهو مهلة إضافية لتشكيل الحكومة لنحو أسبوعين بعد فشله في تنفيذ مهمته خلال الفترة القانونية التي تستمر لنحو28 يوما.
وبعد مباحثات ماراثونية, اضطر نيتانياهو للخضوع إلي شروط حزبي' هناك مستقبل' و'البيت اليهودي' باستبعاد الأحزاب الدينية المتشددة' الحريديم' من الائتلاف الحاكم للمرة الأولي منذ2003, بالإضافة إلي منح يائير لابيد زعيم' هناك مستقبل' منصب وزير المالية. وشكل نيتانياهو حكومته من4 تكتلات فقط هي' الليكود- بيتنا'(31 مقعدا في الكنيست) و'هناك مستقبل'(19 مقعدا) و'البيت اليهودي'(12 مقعدا) و'الحركة'(6 مقاعد), لتحصل الحكومة علي تأييد68 نائبا في البرلمان من إجمالي120 مقعدا.
وبالنسبة لتوزيع المناصب في الحكومة, فإن الجنرال السابق موشيه يعالون ـ القيادي في الليكود ـ سيتولي منصب وزير الدفاع خلفا لإيهود باراك, فيما حصل يائير لابيد علي وزارة المالية, واحتفظ نيتانياهو بوزارة الخارجية انتظارا لتسليمها إلي أفيجدور ليبرمان ـ زعيم' إسرائيل بيتنا' ـ بعد انتهاء محاكته بتهمة خيانة الأمانة. وستتولي تسيبي ليفني زعيم حزب' الحركة' وزارة العدل إلي جانب ملف المفاوضات مع الفلسطينيين فيما ذهبت وزارة التجارة والصناعة إلي نفتالي بينيت زعيم حزب' البيت اليهودي'.
وتوقعت الصحف الإسرائيلية أن تكون الولاية الثالثة لنيتانياهو صعبة للغاية في ظل تخليه علي حلفائه التقليديين من الأحزاب الحريدية( شاس ويهوديت هتوراه) وجلوسه مع قيادات حزبية لها أجندة وأولويات مغايرة. وعنونت صحيفة' هاآرتس' عددها بـ'تحالف يشكل كابوسا لنيتانياهو'. وبجانب معضلة التعامل مع لابيد وبينيت, أشارت صحيفة' جيروزاليم بوست' إلي أن نيتانياهو يواجه أزمة داخل كتلة' الليكود' في الكنيست بسبب توزيع المناصب الوزارية ورفض العديد من قيادات الحزب التحالف مع' هناك مستقبل' و'البيت اليهودي'. وأوضحت الصحيفة أن نيتانياهو سيمنح وزارة المواصلات للقيادي في' الليكود' إسرائيل كاتس, فيما ستتولي ليمور لينفانت وزارة الثقافة والرياضة وسيمنح جلعاد اردان وزارة الاتصالات ويوفال شتاينتس وزارة الطاقة. وعلي صعيد آخر, كشفت صحيفة' هاآرتس' عن أن حزبي' الليكود' و'البيت اليهودي'يبحثان تقديم مشروع قانون للكنيست بشأن يهودية الدولة وهو القانون الذي ستعارضه علي الأرجح تسيبي ليفني, مما قد يجعله أول' القنابل' التي ستنفجر في الائتلاف الحاكم الجديد.
من جانبه, اعتبر لابيد أن نجاحه في أداء مهام منصبه كوزير للمالية يصب في مصلحة نيتانياهو. ونقل' راديو صوت إسرائيل'عن لابيد قوله' إن عدم تمكن الحكومة من الخروج بالاقتصاد الإسرائيلي من المأزق الذي دخله سيضر برئيس الوزراء وبه بالدرجة نفسها'.