في الذكري العاشرة لغزو العراق‏,‏ ذكرت صحيفتا جلوبال بوست ولوس أنجلوس تايمز الأمريكيتان في تحليل لهما أن الغزو الأمريكي للعراق أضعف من نفوذ الولايات المتحدة ودورها في منطقة الشرق الأوسط‏.

وقالت جلوبال بوست إنه بعد مرور عشرة أعوام علي عملية الصدمة والرعب التي أطلقت بهدف تحرير العراق للإطاحة بنظام حكم الرئيس صدام حسين, يري معظم المحللين والدبلوماسيين أن الحرب علي العراق لم تقدم شيئا لتعزيز وضع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وأضافت أن الحرب الأمريكية المكلفة علي العراق كشفت عن حدود القوة العسكرية الأمريكية علي نحو أوضح أن الولايات المتحدة لم تعد قوية كما كانت في السابق. ومن جانبها, رأت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن هناك ثلاثة أخطاء فادحة ارتكبها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش خلال تعامله مع أزمة العراق, الأولي منها تمثلت في الغطرسة والاعتقاد بأن الغزو الأمريكي لن يساعد فقط في إسقاط نظام صدام بطريقة سريعة( وهو ما تم بالفعل) لكنه سوف يؤدي أيضا إلي تحقيق فترة انتقالية ديمقراطية سلسة ويسيرة( وهو ما لم يحدث). أما الخطأ الثاني فتمثل في الاعتماد علي أجهزة مخابرات معيبة أعلنت أن صدام حسين يعمل علي تطوير أسلحة دمار شامل, بينما يكمن الخطأ الثالت في إساءة استخدام المخابرات من خلال التصعيد المستمر للقضية ضد صدام من قبل دعاة الحرب. وأكدت الصحيفة أن الرئيس باراك أوباما اتعظ من تجربة العراق, وهو ما تجلي في تردده الحالي وتفكيره العميق حيال قضية دعم أي تدخل عسكري حتي وإن كان غير مباشر في الأزمة السورية.

وعلي صعيد السياسة الداخلية الأمريكية, شهد مؤتمر المحافظين السنوي أو ما يطلق عليه مؤتمر العمل السياسي المحافظ الذي عقد بالقرب من واشنطن, تصعيدا حادا ضد الرئيس الديمقراطي أوباما, حيث أبدي الكثير من المحافظين الأمريكيين, سواء من أعضاء الحزب الجمهوري أو من حزب الشاي المحافظ والنشطاء المحافظين, قناعة تامة بأن الولايات المتحدة تحت قيادة أوباما والديمقراطيين عازمة علي تقليص الحريات الفردية في مجالات العقيدة الدينية والخيارات الاستهلاكية والأسلحة والاقتصاد.