fiogf49gjkf0d

في تصعيد جديد للتوتر في شبه الجزيرة الكورية‏,‏ انطلقت أمس المناورات العسكرية المشتركة كي ريزولف بين القوات أمريكية والكورية الجنوبية في الوقت الذي نفذت فيه كوريا الشمالية أحد تهديداتها وقطعت خطا ساخنا بالمنطقة منزوعة السلاح علي الحدود مع نظيرتها الجنوبية‏.‏

وعززت القوتان الكورية الجنوبية والأمريكية مستوي الرقابة وحالة التأهب في اليوم الأول للمناورات, تحسبا لأي استفزازات عسكرية من قبل كوريا الشمالية بعد أن أعلنت عن إلغاء اتفاق الهدنة, الذي أنهي الحرب الكورية, مع بدء المناورات العسكرية المشتركة. وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن قوات البلدين نشرتا طائرة استليز الحربية من طراز أف-22 وطائرة القصف الاستراتيجي من طراز بي-52 وحاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية دعما لحالة التأهب. وتجري هذه المناورات تحت قيادة هيئة أركان القوات المسلحة الكورية الجنوبية وليس القوات المشتركة الكورية- الأمريكية وذلك قبل نقل حق قيادة العمليات العسكرية من القوات الأمريكية إلي القوات الكورية الجنوبية في عام.2014

وتستمر مناورات كي ريزولف أو الحل الحاسم لمدة أسبوعين بمشاركة حوالي10 ألاف جندي من كوريا الجنوبية و3500 جندي أمريكي. وتمثل المناورات التي تعتمد علي المحاكاة بواسطة الكمبيوتر, اختبارا لقدرة أمريكا وكوريا الجنوبية علي الرد علي أي هجوم محتمل من الشمال. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية من جانبها إنه من المتوقع أن تجري بيونج يانج خلال ساعات تدريبات عسكرية واسعة النطاق بمشاركة القوات البرية والبحرية والجوية وقوات العمليات العسكرية الخاصة في المناطق الحدودية لمدة يومين بهدف مواجهة مناورات كي ريزولف.

وردت بيونج يانج علي انطلاق المناورات العسكرية بقطع قناة الاتصال المباشر مع سول في القرية الحدودية, بانمونجوم. وأعلنت بيونج يانج عن قطع قناة الاتصال أمس قائلة إنه لم يعد ممكنا أن تؤدي هذه القناة مهمتها نظرا للوضع الخطير السائد. من جهتها, أكدت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية المكلفة بالعلاقات بين الدولتين الجارتين أمس أن الشمال بدأ فعلا بتنفيذ أحد تهديداته وعلق العمل بالخط المباشر الذي يستخدمه الطرفان مرتين في اليوم عادة وأن الشمال لم يرد حتي الآن علي الاتصالات من كوريا الجنوبية. وهددت بيونجيانج أيضا بقطع خط ساخن مع قوات الأمم المتحدة في كوريا الجنوبية علي حدود منطقة الهدنة في بامونجوم.وكانت كوريا الشمالية قد هددت في وقت سابق بقطع الخط مع جارتها الجنوبية إذا لم تتخل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عن مناوراتهما العسكرية المشتركة.وتثير المناورات بين واشنطن وسول دوما غضب بيونج يانج التي تعتبرها تجربة علي غزو محتمل للبلاد. وأكدت صحيفة رودونج سينمون الناطقة باسم الحزب الشيوعي الكوري الشمالي أمس علي النهاية التامة لمعاهدة انتهاء الحرب بين الكوريتين. وحذرت الصحيفة أنه مع انهيار معاهدة الهدنة فلا يمكن أن يتوقع أحد ما قد يحدث علي الأرض اعتبارا من الآن.وعلقت كوريا اشمالية العمل بهذا الخط الذي أقيم في عام1971 خمس مرات حتي الآن كان آخرها في العام.2010

ولغة التهديد واستعراض القوة تعتبر امورا معتادة علي جانبي الخط الفاصل بين الكوريتين منذ انتهاء الحرب, لكن بعض المراقبين يعتبرون أن الوضع حاليا شديد التوتر لدرجة أن أي حادث طفيف يمكن أن يخلف عواقب خطيرة. وتزايدت حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية منذ أن أجرت كوريا الشمالية ثالت تجربة نووية لها في12 فبراير الماضي مما دفع الأمم المتحدة لفرض عقوبات عليها. واتهمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة باستخدام المناورات العسكرية في كوريا الجنوبية كنقطة انطلاق لحرب نووية وهددت بإلغاء الهدنة التي أبرمت مع نظيرتها الجنوبية منذ عام1950 كما هددت أيضا بشن هجوم نووي علي الولايات المتحدة.من جانبها, أعربت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مخاوفها من بدء المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة معتبرة أنها تحمل في طياتها مخاوف من اندلاع صراع في شبه الجزيرة الكورية, خاصة مع امتلاك الجارة الشمالية لصواريخ وأسلحة أخري قادرة علي ضرب جارتها الجنوبية. ومع ذلك, أوضحت الصحيفة أن محلليين في الشأن الكوري رجحوا أن بيونج يانج لاتزال أمامها سنوات للحصول علي أصغر وأخف الرؤوس النووية اللازمة لتفعيل برنامج صواريخ نووي ذي مصداقية حقيقية.

في الوقت نفسه, عقدت رئيسة كوريا الجنوبية بارك تشيون لي اجتماعا أمس لمجلس الوزراء للمرة الأولي منذ بدء ولايتها رسميا بعد تعرضها لاعتراضات كثيرة من قبل البرلمان أعاقت تشكيل هذا المجلس في وقت مبكر. ورغم أن مناصب وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي ومدير المخابرات لا زالت شاغرة بسبب عدم موافقة البرلمان بعد علي ترشيحات بارك لمن سيتولون هذه المناصب, لكن بارك أعلنت أنها تمكنت أخيرا من عقد أول اجتماعاتها مع مجلس الوزراء في قصر الرئاسة. ونددت بارك بإعاقة البرلمان للتشكيل الوزاري واعتبرتها أنها لصالح مكاسب سياسية. وأعربت عن أسفها البالغ لأبناء شعبها إزاء تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد وسط تهديدات كوريا الشمالية بوقف اتفاق الهدنة.