fiogf49gjkf0d
وجهت الولايات المتحدة، أمس، اتهاما ضد سليمان أبو غيث زوج ابنة زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل اسامة بن لادن بالتآمر لقتل اميركيين. وبعيد الاعلان عن نقله الى الولايات المتحدة غداة اعتقاله في الاردن، اثارت العملية جدلا داخليا اميركيا كبيرا حيث اتهم اعضاء في الكونغرس الادارة بـ «تهريبه» الى نيويورك لعرضه على محكمة مدنية بدلا من ارساله الى معتقل غوانتانامو بوصفه «مقاتلا من الاعداء»، في الوقت الذي سعى مسؤولو الادارة لتقديمه على انه «وزير اعلام القاعدة».
ونسب تقرير لشبكة «اي بي سي نيوز» التلفزيونية الاميركية لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوى ان ابو غيث قدم بالفعل خلال التحقيقات الاولية معه، بعد اعتقاله في الاردن في طريقه من تركيا الى الكويت، «معلومات استخباراتية اساسية حول وضع واعضاء وتمويل تنظيم القاعدة».
وأعلن وزير العدل الاميركي اريك هولدر قرار الاتهام ضد ابو غيث، قبل ان يتم استدعاؤه امس الى المحكمة الجزئية الاميركية في مانهاتن ليمثل امام القاضي لويس كابلان على بعد أبنية فقط من موقع مركز التجارة العالمي الذي دمر في هجمات 11 سبتمبر.
ودامت جلسة مثول أبوغيث نحو 15 دقيقة وانكر خلالها ان يكون قد تآمر لقتل اميركيين. ولم يطلب محاميه فيليب واينشتاين الافراج عنه بكفالة. وقال القاضي انه سيحدد موعد المحاكمة خلال الظهور المقبل لابو غيث امامه في الثامن من ابريل المقبل.
وذكرت لائحة الاتهام انه «من بين أمور اخرى، حض ابو غيث آخرين على القسم بالولاء لابن لادن وتحدث باسم القاعدة ودعم مهمة القاعدة وحذر من ان هجمات مماثلة لهجمات 11 سبتمبر 2011 ستتواصل».
وبحسب وزارة العدل الاميركية، كان أبو غيث، المتزوج من فاطمة البنت البكر لبن لادن، عضوا في «القاعدة» منذ مايو 2011 على أقل تقدير. وكان حذر في 12 سبتمبر 2001 في مقطع فيديو جلس فيه بجوار بن لادن ونائبه أيمن الظواهري، الزعيم الحالي لـ «القاعدة»، من أن «جيشا عظيما يحتشد ضدكم». ودعا المسلمين إلى محاربة اليهود والمسيحيين والأميركيين. وحذر الولايات المتحدة بعد ذلك من أن «العواصف لن تتوقف وخصوصا عاصفة الطائرات».
كما اظهرته التسجيلات وهو يحتفل بنجاح استهداف مركز التجارة العالمي والبنتاغون، محذراً من ان «القاعدة قادرة على قتل ملايين الأميركيين واستخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية».
ومن الممكن أن يواجه ابو غيث في حال ادانته بالتهم المنسوبة اليه، حكما بالسجن مدى الحياة.
وعارض اعضاء جمهوريون في الكونغرس عرض ابو غيث على محكمة مدنية في نيويورك، وقال السناتور ليندسي غراهام والسناتور كيلي ايوت انه جرى «تهريبه» ضد ارادة الكونغرس. واضافا في مؤتمر صحافي جرى تنظيمه على عجل، ان قرار الادارة بعرضه على محكمة فيديرالية في نيويورك سيمثل سابقة.
واوضح غراهام ان ابو غيث هو بوضوح «من المقاتلين الاعداء» وكان يجب ارساله مباشرة الى معتقل غوانتامو لمواجهة المزيد من الاستجواب.
أما أيوت فرأت ان «المشتبه بهم من امثال ابو غيث لا يستحقون الحماية التي توفرها المحاكم الاميركية».
وقال عضو مجلس النواب الجمهوري البارز بيتر كينغ ان اعتقال ابو غيث هو «انتصار مهم جدا في الحرب المستمرة على تنظيم القاعدة»، مضيفا: «اثق بانه خضع لاستجواب قوي جدا، وسيواجه عدالة سريعة واكيدة»، موضحا: «قطعا اننا نمسك باعضاء المراتب العليا في القاعدة، واحدا واحدا».
وفي المقابل، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية عن مسؤولين في وزارة العدل الاميركية وصفهم ابو غيث بانه شخص كان يقوم بـ «البروباغندا» ولم يكن له دور عملياتي فعلي في تنظيم «القاعدة» خلال السنوات الماضية، كما انه لم يشارك في هجمات 11 سبتمبر ولا في اي مخطط اخر ضد الولايات المتحدة.
وقارن مساعد وزير العدل جورج فينيزيلوس المسؤول عن مكتب التحقيقات الفيديرالي في منطقة نيويورك بين دور ابو غيث في «القاعدة» ودور «المستشار» لدى عائلات المافيا، او «وزراء البروباغندا» في الانظمة الديكتاتورية.
وقال مدعي عام جنوب نيويورك بريت براهارا ان «13 سنة مرت على عمل أبو غيث مع أسامة بن لادن في حملة الإرهاب التي يشنها، و13 سنة مرت على حضه الآخرين على احتضان قضية القاعدة وتحذيره من هجمات إرهابية شبيهة باعتداءات 11 سبتمبر».
وأضاف براهارا ان ما حصل الآن «هو المثال الجديد على التزامنا بالقبض على اعداء الولايات المتحدة ومعاقبتهم مهما استغرق الأمر».
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن مسؤولين اميركيين قولهم ان ابو غيث احتجز في «عملية اعتقال دراماتيكية» في الاردن خلال الايام الماضية وهو موقوف حاليا في سجن في منطقة نيويورك.
واوضح المسؤولون للصحيفة ان ابو غيث كان محتجزا في ايران مع القائد العسكري السابق لتنظيم «القاعدة» سيف العدل وسعد بن اسامة بن لادن بعد ان ارسلهم القائد (بن لادن) اليها على امل ان تعتبرهم «عدو عدوها».
ورغم ان المسؤولين الاميركيين لم يؤكدوا ان مسؤولي «القاعدة» في ايران كانوا سجناء، فان مسؤولين ايرانيين ابلغوا «ان بي سي نيوز» انهم اعتقلوا بعد فترة وجيزة من دخولهم البلاد في 2001 بعد بدء الحرب الاميركية في افغانستان وامضوا وقتا في السجن.
وقالت مصادر حكومية اميركية ان ابو غيث اعتقل في تركيا في بادئ الامر ونقل الى الولايات المتحدة في عملية قادتها السلطات الاردنية ومكتب التحقيقات الفيديرالي.
واوضحت ان الحكومة التركية التي كانت قد رفضت طلبات اميركية بتسليمه قامت بترحيله الى الكويت عبر الاردن حيث تولت السلطات الاردنية ومكتب التحقيقات الفيديرالي احتجازه.
< div>