بدأت مراسم تسلم الجيل الخامس في الحزب الشيوعي الصيني السلطة أمس بانتخاب تشانج ده جيانج رئيسا للبرلمان خلال افتتاح الدورة الأوي للمجلس الوطني‏(‏ البرلمان‏)‏ وتستكمل عملية التسليم والتسلم من الجيل الرابع للجيل الخامس خلال اليومين المقبلين عبر انتخاب وشي جين بينج رئيسا للدولة وزعيما للحزب الشيوعي لنحو خمس سنوات مقبلة خلفا للرئيس الحالي هو جين تاو.

وافتتح رئيس الوزراء الصيني وين جياباو للمرة الأخيرة أعمال البرلمان قبل أن يسلم مهامه إلي لي كيكيانج, واعدا الصين بنمو بنسبة75% خلال2013, وتاركا خلفه حصيلة من الانتصارات الباهرة ولكن هناك أيضا فساد مستشر.

وعرض جياباو علي مندوبي الجمعية الوطنية الشعبية( البرلمان) ـ الذي يبلغ عددهم نحو3000 عضو المجتمعين في قصر الشعب ببكين ـ التقرير التقليدي لعمل حكومته, فقدم في هذه الوثيقة المؤلفة من32 صفحة حصيلة المرحلة الاستثنائية الأخيرة من خمس سنوات ورسم آفاق ثاني اقتصاد في العالم. وستصادق الجمعية الوطنية الشعبية في دورتها السنوية هذا العام علي تعيين القيادة الجديدة التي تم اختيارها خلال المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني المنعقد خلال نوفمبر.

ومن المقرر تثبيت الأمين العام للحزب الشيوعي وشي جين بينج(59 عاما) رسميا رئيسا للجمهورية خلفا لهو جين تاو, ولي كيكيانج(57 عاما) علي رأس الحكومة خلفا لوين جياباو. وهذا الفريق الجديد سيقود الصين مبدئيا للعقد المقبل.

وحدد جياباو في خطابه هدفا للنمو بمستوي75%. وتراجع نمو الاقتصاد الصيني العام الماضي إلي أدني مستوياته منذ13 عاما فبلغ78%. وإن كانت مكافحة الفساد المنتشر داخل الحزب والصين تشكل أولي أولويات القيادة الجديدة, إلا أن وين جياباو لم يتطرق اليها إلا بشكل عابر في إعلان نوايا مقتضب في نهاية خطابه قال فيه سنعزز الكفاح ضد الفساد ومن اجل نزاهة الموظفين. وأضاف سنواصل بناء دولة قانون, مقرا في الوقت نفسه بأنه يترتب علي السلطات توطيد علاقاتها مع الجماهير الشعبية.

وأشاد وين جياباو بالنجاحات التي حققتها الصين في السنوات الاخيرة, ذاكرا من بينها الخروقات الكبري في الرحلات الفضائية الماهولة, واستكشاف القمر, والغطس الماهول إلي عمق البحار, ونظام بيدو للملاحة عبر الاقمار الصناعية, واطلاق كمبيوتر فائق القوة وإطلاق حاملة طائرات وخط قطارات فائقة السرعة, فضلا عن تنظيم دورة بكين للالعاب الاولمبية عام.2008 ثم عدد رئيس الحكومة- المنتهية ولايته- بشكل مفصل التناقضات التي تواجهها الصين ولا سيما التناقض بين النمو الاقتصادي والبيئة والموارد الطبيعية الذي يتفاقمبرأيه. ولم يلمح الي اي تعديل لسياسة الطفل الوحيد بالرغم من ارتفاع معدل الشيخوخة بين السكان وقال سنبقي علي سياسة التخطيط العائلي.

وبالتوازي مع صعود الجيل الخامس إلي السلطة, رفعت الصين ميزانيتها الدفاعية بنسبة107% خلال العام الجاري, في أعقاب زيادات سابقة أثارت قلقا دوليا بشأن تنامي القوة العسكرية لبكين. وأظهر مشروع الميزانية الذي قدم للبرلمان الصيني أنه من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق العسكري إلي7406 مليار يوان(119 مليار دولار) هذا العام, بعد زيادة نسبتها116% في حجم الإنفاق الفعلي العام الماضي. ويقول الحزب الشيوعي الحاكم في الصين إنه يحتاج إلي زيادة النفقات الدفاعية لتحديث الجيش التحرير الشعبي, وقوامه25 مليون جندي.