fiogf49gjkf0d
المثل المحلي الشعبي الذي يقول «الله لا يغيّر علينا» يبدو متجليا في الدوائر
الحكومية التي أسس فيها الموظفون مواقعهم رافضين أي تغيير.. فما أن ينتشر خبر عزم أي
وزارة إجراء تدوير أو نقل، حتى تبدأ الهواجس وتحركات الموظفين لإبعاد شبح التغيير عنهم
تحقسقا للمثل السابق. أما عندما ينتقل الحديث عن وزارة التربية فالأمر سيتشعب وسيأخذ
أبعادا كثيرة ولاسيما فيما يتعلق بتغييرات في بنى الأقسام العلمية والإدارات المدرسية
وحتى التوجيه الفني، لأن الأمر، وفق بعض المعنيين بالقضية، لا يتعلق بتغيير كرسي من
مكتب إلى آخر ولا الانتقال من إدارة إلى أختها، بل يتعلق بطبيعة عمل تمتد إلى ميدان
واسع وكبير في المدارس. وهو ما جعل ردة الفعل على قرار تدوير الموجهين والمعلمين واسعا
في أوساط التربويين. ولئن عاشت الوزارة، التي تأبى أن تعيش إلا تحت الأضواء، حالة من
الهدوء والوئام خلال الأشهر الفائتة وبعد سلسلة تغييرات أجراها الوزير الحجرف في جميع
القطاعات والإدارات، جاء قرار التدوير الشهير المتعلق بالموجهين ورؤساء الأقسام والمعلمين،
ليكون بمثابة الصاعقة التي أثارت غبار المكاتب وحركت الرماد المتبقي في موقد النار
وبددت إرث الصراع المتراكم في قلوب التربويين منذ عشرات السنين. «الراي» استطلعت آراء
موظفي وزارة التربية وقيادييها حول أبرز القرارات التربوية الــــتـــي أصــــدرهــــا
الوزير الحجرف لإزالة حالة الاحتقان السائدة بين الموظفين وتخفيف حدة الصراع والتناحر
بين الكوادر التربوية على اختلاف وظائفها واختصاصاتها. المصلحة العامة بداية وفيما
أكد وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور نايف الحجرف أن تدوير الموظفين والوكلاء
ومديري المناطق تم بناء على مصلحة العمل وأن الوزارة تسعى من خلاله إلى نقل الخبرات
وتبادلها تحت مظلة المنظومة التربوية تباينت آراء موظفي الوزارة في هذا الملف وانقسمت
ردود الأفعال بين الرفض والتأييد، إذ أوضح الوكيل المساعد للتعليم العام محمد الكندري
أن أي تدوير تصدره الوزارة في أي قطاع هو إجراء تربوي مشروع الهدف منه المصلحة العامة
وتطعيم الميدان التربوي بالأفكار والخبرات ومنح الطاقات الكامنة فرصة الإبداع في مختلف
المجالات التربوية. واستبعد الكندري أن يتم إلغاء قرار تدوير الموجهات الذي اتخذه قبل
عطلة الأعياد الوطنية، بعد أن كثر حوله الجدل والخلاف من قبل بعض موجهات منطقة العاصمة
التعليمية وأشار إلى تأجيل البت في الموضوع إلى أن يصدر وزير التربية وزير التعليم
العالي الدكتور نايف الحجرف توصياته بشأنه. تلافي المثالب من جانبها قالت مديرة منطقة
الفروانية التعليمية بدرية الخالدي أن الهدف من أي من قرارات التدوير التي صدرت هو
تلافي بعض المثالب الموجودة في العملية التعليمية حتى الوصول إلى النظام الأكمل والأمثل
الذي يتناسب مع واقع التعليم المعاصر. وبينت الخالدي أن قرار التدوير تضمن بعض الايجابيات
التي أهمها منح الطاقات الشبابية فرصة الظهور والمشاركة في بناء المنظومة التعليمية
سواء في جانبها التربوي أو الإداري من خلال استعراض الأفكار الجديدة وتبادل الخبرات
وتطبيق بعض التجارب التي لاقت صدى جيداً في حقل التعليم مبينة في الوقت نفسه بعض سلبيات
القرار وأهمها أنه جاء مفاجئاً لجميع القيادات التربوية خاصة وأن معظم مديري المناطق
أعدوا خططهم وتصوراتهم وبرامجهم وفق إمكانات مناطقهم واحتياجاتها. سلاح ذو حدين ووصفت
الموجهة العامة للاقتصاد المنزلي أماني صالح قرار التدوير بأنه سلاح ذو حدين إذ أن
هناك مناطق متدنية الأداء ومناطق مرتفعة الأداء وهنا يكون التدوير ايجابيا حين يتم
نقل الكفاءات والخبرات إلى المناطق المتدنية للارتقاء والاستفادة من الطاقات التي تم
تدويرها. وتطرقت صالح إلى قرار تدوير الموجهات الأوائل في المناطق التعليمية وبينت
أن مكتب الوكيل المساعد للتعليم العام محمد الكندري طلب من جميع الموجهين العموم إبداء
آراهم في القرار فكان أن معظم الموجهين أبدوا موافقتهم على قرار التدوير خاصة وأن هناك
قرارا يقضي بأن يتم تدوير الموجه الأول بعد 10 سنوات من العمل. نفتقر للشفافية وأيدت
الموجهة العامة للغة العربية هدى العميري تدوير رؤساء الأقسام ومديري المدارس وقالت
أنا مع التدوير مئة بالمئة لأنني جربته في السابق واعرف ايجابياته جيداً وأهمها التعرف
على العديد من الشخصيات التربوية وبناء علاقات واسعة مع أهل الميدان. وأضافت العميري
«من المؤسف أننا نفتقر إلى الشفافية في العمل وليس لدينا مصداقية والبعض منا تسيره
الأهواء فعندما يعمل رئيس القسم والمدير في مدرسة واحدة منذ فترة طويلة من الطبيعي
أن تنشأ بينهما علاقة يتخللها شيء من المحاباة وغض النظر عن الأخطاء وهذه الأمور رأيتها
بعيني على مدى خبرتي البالغة 30 عاماً في هذا الحقل». وبينت أن الوزارة لا تعمل بتفعيل
المحاسبة والمتابعة وتطبيق مبدأ العقاب والثواب الأمر الذي يجعل الأمور عائمة دون رقيب
خاصة وأن معظم الأعمال تقوم وفق العلاقات الشخصية وأكدت أن التدوير يعطي فرصة للتجديد
والالتزام في العمل بعيداً عن الأهواء والمحسوبية. وطالبت العميري بأن يتم تدوير رؤساء
الأقسام كل 5 سنوات إضافة إلى الموجهين الأوائل واستعرضت تجربتها الشخصية في هذا الأمر
قائلة «تم تدويري كموجهة أولى مع موجهة في منطقة العاصمة قبل أن تبلغ خبرتي عامها الثامن
ورغم تذمري في البدء من القرار إلا أنني أعترف بأني استفدت كثيراً منه وتكشفت لي أمور
أخرى في العمل مشيرة في الوقت نفسه إلى أن بعض مديرات المدارس اللاتي تم تدويرهن نقلن
خبرتهن إلى المدارس الجديدة وحصلن على التميز ومنهن من اعتذر عن تنفيذ القرار وتقدمن
بالاستقالة وفي كل الأحوال التدوير مطلوب لأن العمل وفق قولها - تكاملي في الوزارة.
ودعت العميري إلى تدوير بعض المعلمين المتميزين إلى المدارس الجديدة التي يتم افتتاحها
لتطعيمها بالخبرة والكفاءة وخلق حالة من التوازن بين هيئتيها التعليمية والإدارية مستغربة
أن يتم تعيين المعلمين حديثي التخرج جميعهم في هذه المدارس الأمر الذي يؤدي وفق قولها
إلى حدوث كثير من السلبيات. تقرير الموجه كما طالبت الموجهة العامة للغة الإنكليزية
سكينة علي بأن يتم التدوير للمعلمين ورؤساء الأقسام الذين أمضوا 5 سنوات في وظائفهم
الحالية وأن يتم الاستناد إلى تقرير الموجه الأول بخصوص رئيس القسم أو المعلم الذي
سيتم تدويره. وشددت على أن يكون التقرير متضمناً تفعيل الخطط الاستراتيجية الموضوعة
من قبل التوجيه الفني ومتابعتها من قبل رئيس القسم وتعقب أوجه القصور في تنفيذ الخطة
الاستراتيجية لمحاور العملية التعليمية وبناء على توصيات الموجه الأول يتم تفعيل التدوير
لرؤساء الأقسام أو المعلمين الذين ليس لديهم إنجاز يذكر على أن يكون التدوير بين مدارس
المنطقة التعليمية الواحدة. كسر الاحتكار وبينت مراقبة الخدمة النفسية حصة الغانم أن
قرار التدوير ايجابي وفيه كثير من الفوائد التي أهمها عدم احتكار العمل للمدير وبطانته
وظلم الكفاءات وتهميشها بسبب العلاقات الاجتماعية والأمور الأخرى التي بنيت على مدى
عقود من الزمن. وقالت الغانم ان الموظف المهمش والمظلوم قد يأخذ حقه ويمنح فرصته في
الابداع والعطاء حين يتم تدويره إلى مكان جديد غير المكان الذي كان فيه خاصة وأن العمل
في قطاع الخدمة النفسية والاجتماعية فني بحت يتطلب ذوي خبرة حقيقيين لا يقحمون العلاقات
في العمل ولا يخضعون للمجاملات في هذا المجال الحيوي والمهم. ظاهرة صحية كما بين مدير
إدارة تطوير المناهج الدكتور سعود الحربي أن التدوير ظاهرة صحية في الغالب يتم خلالها
نقل الخبرات الموجودة من مكان إلى آخر ويكسر حاجز الملل عند الموظف. وقال الحربي «حين
أتحدث عن نفسي فإن قرار التدوير لا يمثل أي قلق بالنسبة لي لأنني عملت في أكثر من مجال
تربوي ورغم أن الخبرة تراكمية في قطاع المناهج الذي يعتمد على العمل الفني البحت إلا
أن للوزارة رؤية قد تكون صائبة» مبيناً أن التدوير ربما يكون سلبياً في مجالات العمل
الفنية كقطاع الصيانة والخدمات النفسية التي تقوم على التخصص والخبرات التراكمية. وبينت
مديرة إدارة الأنشطة المدرسية منى الفريح أن التدوير يعني التطوير ولكن شريطة إجراء
دورات تدريبية للذين تم تدريبهم في مراكز عملهم الجديدة إذ انه من غير المعقول وفق
قولها أن يتم تدوير موظف أو وكيل إلى قطاع يجهل طبيعته تماماً فيكون منفذاً لا أكثر
لتوصيات مجموعة من موظفي قطاعه الذين كونوا مع مرور الزمن «شلة» يصعب العمل معها. وأضافت
الفريح متهكمة « السعالوه وايد في الوزارة» ولا بد أن يكون المدير هو من يدير العمل
وحتى منصب الوزير رغم أنه منصب سياسي إلا أنه يجب أن يدرك العمل في وزارته ويكشف تفاصيل
أدق الأمور بما فيها مجالات العمل الفني مستغربة أن يتم الاعتماد على الموظف الوافد
في كل صغيرة وكبيرة في العمل فإذا ما انتقل ضعفت الإدارة بأكملها. وطالبت الفريح بأن
يكون الموظف شاملاً في الوزارة وأن تتم إعادة تأهيل حقيقية للموظفين بدءاً برؤساء الأقسام
مستغربة التفاوت في لجان العمل التي تتركز في قسم دون آخر دون سبب واضح. وفي موازاة
ذلك انتقدت موظفة رفضت الكشف عن شخصيتها قرار التدوير وقالت ان جاء مفاجئاً وشابه كثير
من الظلم خاصة وأنه لم يشمل جميع المديرين والمراقبين. واستغربت الموظفة تطبيق هذا
القرار بصورة انتقائية لم تشمل مديرتها التي وصفتها بأحادية القرارات ولا تستشير أحداً
في عملها رغم عدم تخصصها في الأمور الفنية وقالت انها كثيرة التخبط في عملها ولديها
الاختصاصات متشابكة وتقوم بتمرير الكتب والقرارات وفق أهوائها ودون استنادها على خطط
مدروسة لا سيما وأن تعمل بشخصانية فيها ظلم وتحييد للكفاءات التي لا تخضع لآرائها غير
الصحيحة. نفتقر إلى المصداقية وصفت موجهه عامة الوضع التربوي السائد قائلة « للأسف
نحن تفتقر إلى الشفافية في العمل وليس لدينا مصداقية والبعض منا تسيره الأهواء والعلاقات
الاجتماعية والمحاباة وغض النظر عن الأخطاء وهذه الأمور رأيتها بعيني على مدى خبرتي
البالغة 30 عاماً في هذا الحقل. بطانة فاسدة أيدت مراقبة خدمة نفسية في الوزارة قرار
التدوير ووصفته بالايجابي ويتضمن كثيرا من الفوائد أهمها عدم احتكار العمل للمدير وبطانته
الفاسدة وظلم الكفاءات وتهميشها بسبب العلاقات الاجتماعية والأمور الأخرى التي بنيت
على مدى عقود من الزمن «سعالوه التربية» وقالت موظفة أخرى بتهكم « السعالوه وايد في
الوزارة» ولا بد أن يكون المدير هو المدير الحقيقي للعمل وحتى منصب الوزير رغم أنه
منصب سياسي إلا أنه يجب أن يدرك العمل في وزارته ويكشف تفاصيل أدق الأمور بما فيها
مجالات العمل الفني مستغربة أن يتم الاعتماد على الموظف الوافد في كل صغيرة وكبيرة
فإذا ما انتقل ضعفت الإدارة بأكملها. ظاهرة صحية أكد مدير عام المركز الوطني لتطوير
التعليم الدكتور رضا الخياط أن التدوير ظاهرة صحية في العمل إن تم تطبيقه بالشكل الصحيح
وابتعد عن العلاقات الاجتماعية والضغوط وأبدى تحفظه في الحديث عن الأوضاع السائدة في
وزارة التربية وأحوال كوادرها العاملة ومدى استقرارها في جميع القطاعات