fiogf49gjkf0d

أن يتأخر موظف عن عمله أو حتى يغيب عنه بلا عذر، فهذا تسيب وإهمال يستدعيان الحساب. ولكن أن يخلو أحد منافذ البلاد الحدودية من العاملين تماماً، ويتحول إلى «سداح مداح» بلا حراس أو موظفين، فإن الأمر يتجاوز الفوضى والتسيب والإهمال إلى ما يدخل تحت بند الخيانة الوطنية. هذا ما حدث في منفذ ميناء الشويخ وتحديداً في إدارة منفذ الشويخ التابعة للإدارة العامة للمنافذ في وزارة الداخلية، فقد جالت القبس في المنفذ الذي يعد واجهة من واجهات الكويت، حيث لا يوجد موظف واحد من العاملين في المنفذ كان على رأس عمله، رغم أن الساعة كانت تشير الى التاسعة والنصف صباحاً، حتى موظفو السكرتارية لم يكن منهم أحد، فيما بدت ملفات وأجهزة المنفذ غنيمة أمام من يحب. ماذا يجري؟ هل وصلت الفوضى الى حدود الاساءة الى الكويت بترك حدودها بلا حراسة؟ وتفسر مصادر القبس جانبا من هذا «اللغز غير الوطني»، فتكشف ان اغلب العاملين في المنفذ، نقلوا اليه بــ «الواسطة» من منافذ اخرى، لما يتميز به من راحة في العمل نظرا لقلة عدد المسافرين الذين يعبرون من هذا المنفذ، خاصة في فصل الشتاء. وحسب هذه المصادر فإن المنفذ يستقبل 4 عبارات اسبوعيا، تقل الواحدة من 200 الى 250 مسافرا، حيث تخرج عبارتان وتدخل عبارتان الى المنفذ، الذي يستقبل يوميا كذلك من 6 الى 10 بواخر شحن، تحمل كل واحدة 20 شخصا. وكشفت المصادر ان الادارة العامة للمنافذ فرزت موظفين بــ «الواسطة» بعضهم منذ سنوات وبعضهم منذ اشهر للعمل لتسجيلهم كعاملين في المنفذ، لكنهم لا يداومون. واشارت المصادر الى ان هؤلاء الموظفين يتمتعون بمزايا النوبات فقط لانهم محسوبون على نواب سابقين او حاليين. ويؤكد موظف في إدارة قريبة من إدارة منفذ ميناء الشويخ لـ القبس أن هناك تسيباً من بعض موظفي النوبات في المنفذ، حيث لا يدركون الخطر الذي يسببه هذا التسيب، خصوصاً عندما يأتي بعض المسافرين ولا يجدون أحداً في الكاونترات، وينتظرون فترة طويلة، حتى يأتي موظف ويقوم بإنجاز معاملات سفرهم. وحسب الموظف الذي رفض ذكر اسمه، فإن سجل دفتر الأحوال يؤكد أن كل نوبة تضم في حدود سبعة موظفين بينهم مسؤول النوبة، ولكن في كل مرة نأتي إلى العمل لا نشاهد غير موظف واحد أو اثنين على الأقل. أما باقي الموظفين، فلا نعرفهم. وكشف الموظف قائلاً: من حديثي مع بعض موظفي المنفذ، وجدت هناك 15 موظفاً يعملون في المنفذ تقدموا بطلبات نقل بسبب المحسوبية لبعض الموظفين وإحساسهم بالظلم وعدم الإنصاف، مشيراً إلى أن هناك عدداً كبيراً من موظفي المنفذ أرسلوا أسماءهم لديوان الخدمة على أساس أنهم يعملون في المنفذ ضمن موظفي النوبات ليحصلوا على بدلات مالية تتعدى 350 ديناراً شهرياً، بينما هم في الواقع مفروزون في قسم السكرتارية، ويعملون في الفترة الصباحية، وبعضهم لا يأتي إلى المنفذ إلا في الشهر مرة أو مرتين. وأضاف الموظف: أصبح كثير من الموظفين لا يبالون بالعمل بسبب محسوبية بعض الموظفين، وتميز موظف الفترة الصباحية من ناحية المزايا المالية. أين الحراسة؟ شددت مصادر القبس على خطورة الوضع في منفذ ميناء الشويخ، بسبب عدم وجود الحراسة الأمنية بصفة دائمة، مشيرة إلى أن هذا المنفذ الحيوي أوضاعه مزرية ويحتاج إلى خطة عاجلة لتأمينه والعمل على تكريس الانضباط بين الموظفين، فمن أمن العقوبة عرض منافذ البلاد للخطر.