fiogf49gjkf0d
مع تصاعد آمال الإيطاليين في أن تحمل لهم المعركة الانتخابية الراهنة مخرجا اقتصاديا يحميهم من إجراءات التقشف‏,‏ تدفق نحو47 مليون ناخب إيطالي علي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة التي تستمر يومين لاختيار برلمان جديد من بين أربع قوي سياسية تصدرت استطلاعات الرأي العام خلال الفترة الماضية.

وينظر المراقبون الي هذه الانتخابات علي أنها بمثابة استفتاء شعبي علي برنامج الاصلاحات الاقتصادية وخطة التقشف التي تبنتها حكومة التكنوقراط بقيادة رئيس الوزراء المستقيل ماريو مونتي خلال13 شهرا تقلدت فيهم السلطة.

وصرحت وزيرة الداخلية الايطالية آنا ماريا كانشيلليري بأن تكلفة الانتخابات ستصل إلي نحو390 مليون يورو مع اخذ في الاعتبار الانتخابات المحلية المتزامنة في أقاليم لومبارديا ولاتسيو وموليزي.

و خلال مؤتمر صحفي قبل ساعات من بدء الاقتراع, رفضت الوزيرة تحذيرات بعض الساسة من التلاعب في الانتخابات, ونقلت وكالة أنباء آكي الإيطالية عن كانشيلليري قولها نحن بيت من زجاج ونريد أن يتم عملنا بكل شفافية, ونأت بنفسها عن أي اتهامات بالتزوير.

وتتنافس في الانتخابات4 قوي رئيسية يتصدرها تكتل اليسار بقيادة الحزب الديمقرطي بزعامة بيير لويجي بيرساني, إلا أن المراقبين يحذرون من احتمال عجز بيرساني عن حصد الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل الحكومة الإيطالية الجديدة. وهو ما سيدفعه إلي التحالف مع إحدي القوي السياسية الأخري لتشكيل إئتلاف حاكم ربما يكون غير متماسك.

وقد تعهد بيرساني خلال الفترة الماضية بالتمسك بالميزانية التي طرحها مونتي, متعهدا ببذل المزيد من الجهد من أجل تحقيق معدلات نمو مرتفعة وتوفير المزيد من فرص العمل, في محاولة للتصدي لأطول فترة ركود تعاني منها إيطاليا منذ نحو20 عاما, مع ارتفاع غير مسبوق في معدلات البطالة. إلا أن أي تحالف بين بيرساني ومونتي سيواجه الكثير من الأزمات.

وفي الوقت ذاته, شن الملياردير الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء السابق الذي يواجه سلسلة من قضايا الفساد, و الذي يقود ائتلاف اليمين في الانتخابات, هجوما جديدا ضد منافسه مونتي, مؤكدا أنه سمح بما وصفه قدما ممدودة لكثير من الساسة المان في السياسة الايطالية. وكان بيرلسكوني قد تغيب عن المؤتمر الانتخابي الكبير في مدينة نابولي مساء الجمعة الماضية بسبب إصابته بالتهاب في ملتحمة العين يزداد سوءا, بحسب ما نقلته وكالة أنباء آكي الإيطالية عن مصادر مقربة منه.

وفي سياق متصل, فتحت نيابة العاصمة روما تحقيقا في رسائل بعث بها بيرلسكوني إلي جانب كبير من الناخبين عبر البريد, يتعهد فيها برد الضرائب التي دفعوها علي العقارات, ووصلت هذه الرسائل في صورة خطابات رسمية حكومية وموقعة باسمه.

وقد شهدت فترة الدعاية الانتخابية سلسلة من المفاجآت, استهلها مونتي بإعلان ميلاد ائتلاف وسطي جديد يخوض الانتخابات متبنيا برنامجه الإصلاحي. وفي الوقت نفسه أعلن بيرلسكوني رئيس حزب شعب الحريات عدوله عن قرار اعتزال الحياة السياسية والعودة إلي حلبة المنافسة.

وعلي مدي اسابيع الماضية, تمكن بيرلسكوني من الصعود بائتلافه اليميني إلي المركز الثاني علي الساحة السياسية بعد أن كان يعاني من تدني شعبيته علي مدي العام الماضي تقريبا.

وفي الوقت ذاته, يتذبذب ائتلاف مونتي في استطلاعات الرأي بين المركزين الثالث و الرابع, و ذلك بالتبادل مع حركة خمس نجوم التي أسسها الكوميديان بيبي جريللو عام.2009

وقد تصدرت الصحف الإيطالية أمس عناوين تعكس حالة القلق التي تسيطر علي الشارع, حيث قالت صحيفة لا ستامبا أن ايطاليا تصوت وسط أجواء من عدم اليقين, بينما كتبت صحيفة إيل فاتو اليسارية تحت عنوان المترددون يقررون أن المترددين الذين قدرت أحدث استطلاعات الرأي عددهم بنسبة10%, هم الذين سيحدثون الفرق.

وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلي أن اليسار بزعامة بيرساني سيفوز بحصوله عي34% من الأصوات يليه ائتلاف اليمين بزعامة بيرلوسكوني بنحو30% من نوايا التصويت. أما بيبه جريو وحركته النجوم الخمسة فسيحصل علي حوالي17% من الأصوات, فيما يرجح حصول الائتلاف الوسطي بزعامة مونتي علي ما بين عشرة أو12% من الأصوات.

وتتابع أسواق المال الانتخابات التي تجري وسط ركود حاد وقلق متزايد من أنها قد تفشل في الإفراز عن فائز واضح قادر علي مواصلة مسار ضبط الميزانية والإصلاح الاقتصادي الذي بدأه مونتي ويدعمه شركاء إيطاليا الأوروبيون.