fiogf49gjkf0d

مع تجدد المخاوف الغربية والإقليمية من إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية رابعة‏,‏ أعلنت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عن جولة جديدة من المناورات العسكرية المشتركة لمدة شهرين

لاجراء تدريبات بحرية وبرية وجوية, فيما يعتبر إنذارا ضمنيا للشطر الشمالي من شبه الجزيرة الكورية من العواقب المحتملة لتحديها المستمر للمجتمع الدولي. وأعلنت قيادة الجيشين الأمريكي والكوري الجنوبي أن المناورات السنوية المشتركة بينهما ستبدأ في الأول من مارس وحتي30 أبريل المقبلين. كما ستنظم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناوارت وهمية ايضا من11 الي21 مارس.

ويؤكد البلدان الحليفان أن هذه المناورات دفاعية بالأساس, حيث أكدت قيادة الجيشين في بيان لهما أن هذه التدريبات صممت لتعزيز أمن واستعداد سول وهي بالتالي رادعة. ويشارك في المناورات هذا العام نحو10 آلاف جندي أمريكي, بالإضافة إلي عدد كبير من الجنود الكوريين الجنوبيين.

وتأتي هذه الجولة الجديدة من المناورات بعد أسابيع قليلة من إجراء مناورات مشتركة بين البلدين في بداية الشهر الحالي, باستخدام غواصة نووية امريكية قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة أعقبتها تدريبات جوية.

ويتزامن هذا الإعلان الأمريكي- الكوري الجنوبي مع تأكيد الكوريا الشمالية أن التجربة النووية الثالثة كانت بمثابة دعم لدفاعات بيونج يانج للتصدي للعداء الأمريكي. وألمحت في هذا الإطار إلي أن الدول التي تخلت عن طموحاتها وخططها النووية عانت من عواقب مأساوية. وضربت بليبيا مثالا علي ذلك, مشيرة إلي تخلي طرابلس عن برنامجها النووي في2003 علي أمل إصلاح علاقاتها مع الولايات المتحدة وهو ما يعد عليها بأي فوائد تذكر, بل إن زعيمها الراحل معمر القذافي لم يحظ بأي دعم في مواجهة الثورة الدامية التي أطاحت به.

يأتي ذلك في الوقت الذي وردت فيه أنباء عن استئناف بيونج يانج نشاطها في موقع نووي عقب تجربتها الأخيرة, التي أثارت وابلا من الإدانات الدولية.

فقد أكد معهد الشئون الأمريكيةـ الكورية في جامعة جون هوبكنز انه رصد في صور التقطت بالاقمار الصناعية ازديادا في الحركة في موقع بونجيي-ري, إلا أنه حذر من أنه لا يوجد ما يؤكد أن بيونج يانج تعكف حاليا علي الإعداد لتجربة نووية جديدة. وقالت المؤسسة انه لم يتم رصدأي أثر لعربات أو أشخاص يتحركون في الموقع بعد يوم من اجراء كوريا الشمالية تجربتها النووية الثالثة في12 فبراير, إلا أن الأقمار الصناعية رصدت استئناف النشاط في الموقع في15 فبراير.

وهو ما أرجعه المراقبون إلي أن كوريا الشمالية اتخذت اجراءات سلامة احترازية لضمان ان تكون مستويات الاشعاع منخفضة قبل ان تعيد الموظفين الي تلك المنطقة.

ويعتقد ان كوريا الشمالية اغلقت الموقع بشكل محكم, مما يجعل من الصعب علي الولايات المتحدة أو أية دولة أخري أن تعرف عن طريق الهواء ما إذا كانت بيونج يانج قد استخدمت اليورانيوم, وهو ما يمكن ان يثبت ان لديها طرقا نووية أخري بالإضافة إلي برنامج البلوتونيوم.

الا ان المحللين وجدوا نشاطا في مكانين مختلفين في الموقع. وقالوا ان كورياالشمالية فجرت قنبلة في نفق في المنطقة الشمالية بحيث يكون النفق الجنوبي جاهزا لتجربة رابعة.

وفي الوقت ذاته, أكدت مصادر مسئولة في الولايات المتحدة وأوروبا وكوريا الجنوبية أن أجهزة المخابرات الأمريكية وأجهزة المخابرات المتحالفة معها لم تجد أي آثار لجزيئات خاصة بمواد نووية من التجربة التي أجرتها كوريا الشمالية في12 فبراير, مما يترك أسئلة مهمة بلا إجابة بخصوص تصميم الشحنة الناسفة. وهذا الافتقار للأدلة العلمية قد يترك أسئلة رئيسية بلا إجابة بشأن نوع المواد الانشطارية المستخدمة في التجربة والتي رصدتها أجهزة استشعار النشاط الزلزالي وأيضا فيما يتعلق بمدي التقدم الذي أحرزته كوريا الشمالية في تصميم القنبلة.

ومن ناحيته, أعرب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن أمله في أن يؤكد مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما, خلال قمتهما المقررة اليوم الجمعة في واشنطن, علي التنسيق الثنائي فيما يتعلق بتغليظ العقوبات الدولية ضد كوريا الشمالية بعد قيامها بتجربة نووية ثالثة الأسبوع الماضي.

وفي واشنطن, وصف البيت الابيض شريط الفيديو الذي بثته كوريا الشمالية ويظهر الرئيس باراك اوباما يحترق بنار نووية بأنه دعاية استفزازية, مقللا من شأن مثل هذه المشاهد. واعلن جاي كارني المتحدث باسم أوباما ان هذه الدعاية الاستفزازية أقل من دافع للقلق بالنسبة لنا وحلفائنا من الاعمال الاستفزازية التي تشكل انتهاكات لتعهدات كوريا الشمالية امام الامم المتحدة والمجتمع الدولي بشأن برنامجها للاسلحة النووية.