أصيبت مظاهر الحياة في العاصمة الإندونيسية بالشلل التام أمس من جراء الفيضانات الناجمة عن هطول أمطار غزيرة‏, مما أجبر العديد من المكاتب الحكومية علي إغلاق أبوابها. وذلك بعد أن أسفرت الفيضانات التي اجتاحت المدينة خلال الأيام الماضية عن مصرع4 أشخاص وتشريد ما لايقل عن20 ألفا آخرين.

وأشار خبراء الأرصاد الجوية إلي أن مستوي المياه في شوارع جاكرتا بلغ نحو100 سنتيمتر في بعض الشوارع ووصل ارتفاعها إلي مترين في شوارع أخري, مما أصاب شوارع وسط المدينة بالشلل التام, وأضطرت السلطات إلي إغلاق العديد من الطرق وعرقلة خدمات القطارات والحافلات وأجبرت السائقين الذين علقوا علي الطرق المغمورة علي التخلي عن سياراتهم. وذلك وسط توقعات بهطول المزيد من الأمطار خلال الايام القليلة المقبلة. ولم يسلم القصر الرئاسي من الفيضانات الغامرة, فقد اضطر الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو إلي تأجيل محادثات مع نظيرته الأرجنتينية كريستينا فرنانديز دي كيرشنر بعدما ارتفع منسوب المياه داخل القصر الرئاسي إلي ما تحت الركبة بقليل, وفقا لتأكيدات جوليان ألدرين باشا المتحدث باسم الرئيس الإندونيسي.

وأظهرت لقطات تليفزيونية يودويونو ووزير خارجيته مارتي ناتاليجاوا يتفقدان مياه الفيضان حول القصر الرئاسي مع طي سراويلهم حتي لا تطولها المياه. كما حاصرت الفيضانات عددا من أفخم الفنادق في المدينة, بالإضافة إلي سفارات كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا.

وأكد جوهان فريدي المسئول بالوكالة الوطنية لإدارة الكوارث أن خريطة هطول الأمطار تشير إلي أن50% تقريبا من جاكرتا تغمرها المياه, بارتفاع يتراوح بين25 سنتيمترا إلي أربعة أمتار.