fiogf49gjkf0d

في محاولة فرنسية للحصول علي تفويض دولي لعملياتها العسكرية ضد المسلحين الإسلاميين في مالي منذ خمسة أيام‏,‏ يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا خلال ساعات بناء علي طلب من باريس لبحث تطورات الأوضاع في البلاد‏ ، فيما توعد المسلحون بالانتقام من فرنسا بضربها في عقر دارها.

وأكد المتحدث باسم البعثة الفرنسية في الأمم المتحدة أن المبادرة الفرنسية بدعوة مجلس الأمن للانعقاد جاءت للتباحث وتبادل وجهات النظر بين الدول الأعضاء. وتطالب حكومة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند المجلس بتسريع نشر حوالي3300 من القوة الأفريقية لدعم العملية العسكرية واستعادة السيطرة علي شمال البلاد.

وفي السياق ذاته, عقد أولاند اجتماعا لحكومته لمناقشة أزمة مالي, ووصف مساعدو الرئيس الفرنسي المسلحين بأنهم مدربون بشكل جيد ومستوي تسلحيهم أكثر من المتوقع.

وأشار أولاند إلي أن التدخل الفرنسي أتاح وقف تقدم الإسلاميين, وأن الجيش انتقل الي مرحلة جديدة من عملياته من خلال الضرب في عمق مواقع ومعاقل الاسلاميين في شمال مالي.

وأكد جان يفيس لودريان وزير الدفاع الفرنسي أن الإسلاميين انسحبوا في شرق مالي, لكن القوات الفرنسية تواجه وضعا صعبا في غرب البلاد حيث أنهم مسلحون بشكل جيد.

ومن جانبه, أشار لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي إلي أن العملية العسكرية في مالي ستتواصل لعدة أيام قادمة نظرا للمقاومة الشرسة التي تبديها الجماعات المسلحة هناك, موضحا امتلاكهم لمعدات حربية متطورة. وأضاف أن الجزائر سمحت للطائرات الفرنسية بعبور مجالها الجوي بدون مقابل.

وأكد أن عدة دول أوروبية خاصة بريطانيا والدانمارك والعديد من البلدان الكبري التي توفر وسائل النقل تدعم بشكل عملي القوات الفرنسية في العملية العسكرية الجارية في مالي.

وأشار فابيوس إلي أهمية الدعم الأمريكي فيما يتعلق بالاتصالات والنقل, مشيرا إلي أن هناك أشكالا أخري من الدعم تقدمها دول أخري دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وفي المقابل, حذر أبو الدرادار زعيم جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا من أن فرنسا هاجمت الإسلام وسوف نضرب قلبها, مشيرا إلي أن المسلحين سوف يقومون بعملية انتقامية ربما في باماكو أو أفريقيا أو أوروبا. وأوضح أنهم سوف يلقون بيانا حول الرهائن الفرنسيين في منطقة الساحل.

عسكريا, ذكرت مصادر أمنية أن60 مقاتلا إسلاميا لقوا مصرعهم بالقرب من قواعدهم في مدينة جاو بسبب القصف العنيف للطائرات الفرنسية. وذكر شهود عيان أن المسلحين تحصنوا داخل منازل المدنيين وخرجوا لجمع جثث زملائهم.

وذكرت مصادر أمنية أن الإسلاميين هاجموا مدينة ديابالي شمال العاصمة, وأنهم جاءوا عبر الحدود مع موريتانيا.

وفي هذه الأثناء, كشفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية كواليس وأهداف ودوافع العملية العسكرية الفرنسية في مالي, موضحة أنه منذ الانقلاب ضد الرئيس المالي السابق أمادو توماني توري, في مارس الماضي, والاستيلاء علي شمال مالي من قبل الجماعات الجهادية والإرهابيين, حاولت باريس, دون جدوي, تعبئة المجتمع الدولي لصالح التدخل العسكري بقيادة البلدان الأفريقية في المنطقة, وذلك بدعم من الغرب.

وأضافت أن ما يدفع باريس لذلك هو استهداف عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومنذ عدة سنوات للمصالح والرعايا الفرنسيين في منطقة الساحل الأفريقي, كما تخشي فرنسا من تحول هذه الأرض الصحراوية الشاسعة إلي ملاذ للتنظيم وحلفائه قد يستخدم في إعداد هجمات معادية لفرنسا في غرب أفريقيا, ولكن أيضا داخل الأراضي الفرنسية.

وأوضحت الصحيفة في تحليلها أن الوجود الفرنسي في المنطقة هو إرث الماضي الاستعماري, فعدة آلاف من الرعايا الفرنسيين يعيشون بها كما أن هناك ثماني رهائن فرنسيين مختطفون منذ عام2010 في منطقة الساحل وذلك بخلاف المصالح الاقتصادية الكبيرة في غرب أفريقيا, مشيرة إلي أن أهم تلك المصالح الاقتصادية يتمثل في استخراج اليورانيوم من النيجر, والذي تديره شركة أريفا الفرنسية والذي يزود به أكثر من ثلث محطات الطاقة النووية لشركة أو دي أف للكهرباء في فرنسا.