fiogf49gjkf0d

تحسبا لتبعات التصعيد العسكري الفرنسي في مواجهة التطرف الإسلامي المسلح في مالي‏,‏ أصدر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أوامر عاجلة بتشديد الإجراءات الأمنية الداخلية حول المباني العامة

وفي وسائل النقل العام في أسرع وقت ممكن تحسبا لأي هجمات انتقامية علي الأراضي الفرنسية.كما رفع درجة التأهب في نظام مكافحة الإرهاب في فرنسا المعروف بـفيجيبيرات لتعزيز الأمن في الأماكن العامة ووسائل النقل.

ومن ناحيته, أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جون مارك أيرولت البدء في تنفيذ خطة تعزيز الإجراءات الأمنية الدرجة الحمراء خاصة بالنسبة لوسائل النقل العام البرية والجوية والتجمعات البشرية وكذلك المنشآت العامة المفتوحة للجماهير. وأكدت رئاسة الوزراء أن الحكومة ستبقي في حالة يقظة حيال تطورات الوضع وسيتم اتخاذ جميع القرارات اللازمة لضمان الأمن القومي لفرنسا.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه جان إيف لو دريان وزير الدفاع الفرنسي استمرار القصف الجوي الفرنسي للإسلاميين في مالي لليوم الثالث علي التوالي, وهو ما تزامن مع إعلان مصادر أمنية في مالي مصرع أحد قادة جماعة أنصار الدين الإسلامية المتطرفة. وشدد المصدر نفسه علي أن مقتل- من أشار إليه باسم- عبد الكريم يعتبر ضربة قاصمة للجماعة المسلحة.

وعلي الصعيد الأفريقي, يعقد قادة مجموعة إكواس الإقتصادية لدول غرب أفريقيا اجتماعا طارئا بعد غد الأربعاء لبحث الوضع في مالي وسبل تقديم الدعم العسكري للقوات الحكومية في مواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة. ومن المتوقع أن تصل قوات الدعم العسكري الأفريقية إلي مالي خلال الساعات المقبلة, حيث تعهدت كل من بوركينا فاسو والنيجر والسنغال بتقديم قوة يصل قوامها إلي نحو500 جندي من كل منهم. وقد وصلت بالفعل دفعة أولي من القوات العسكرية إلي مالي مساء أمس الأول قادمة من ساحل العاجل وتشاد.

ويأتي هذا الدعم بعد ساعات من إعلان فرنسا ومالي نجاح عملياتهم المشتركة لوقف تقدم الإسلاميين, الذين يسيطرون علي شمال البلاد, من التقدم نحو الجنوب. في حين أكد الرئيس المالي المؤقت ديونكوندا تراور مصرع11 جنديا وإصابة60 آخرين في عمليات عسكرية أمس الأول, بالإضافة لمقتل طيار فرنسي في مقابل مقتل100 من المتمردين الذين ألحقت بهم العمليات خسائر جسيمة.

وأشار تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش الدولية لحقوق الإنسان إلي أن عشرة مدنيين لقوا حتفهم بينهم ثلاثة أطفال في المعارك الدائرة بين القوات المالية الحكومية ومتمردي شمال مالي.

وعلي صعيد الدعم الأوروبي لحكومة مالي, أكد خوسيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية- خلال لقاء مع الرئيس الفرنسي- دعم الاتحاد الأوروبي للدفاع عن وحدة مالي والعملية العسكرية التي تقوم بها القوات الفرنسية حاليا لدعم الجيش المالي في مواجهة زحف الجماعات الإسلامية المسلحة ناحية الجنوب.

وناقش الرئيس الفرنسي ورئيس المفوضية الأوروبية الوضع الإنساني وأهمية تحقيق التنمية في مالي بالإضافة إلي إمكانية الإسراع في نشر قوات الدعم الأوروبية في البلاد.

وفي لندن- من مراسل الأهرام: أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستقدم مساعدة عسكرية لوجيستية إلي فرنسا في حربها ضد المتمردين الإسلاميين في مالي, حيث ستوفر طائرات لنقل القوات الأجنبية والمعدات إلي مالي وسط جهود لوقف تقدم المتمردين, ولكن القوات البريطانية لن تشارك في العمليات القتالية.

وأوضح متحدث باسم الحكومة البريطانية أنه تم الاتفاق علي المساعدات اللوجيستية في مكالمة هاتفية جمعت بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وأولاند.

وأوضحت صحيفة ديلي تليجراف أن الحكومة البريطانية أكدت سترسل طائرتين من طراز سي-17 في غضون48 ساعة, مشيرة إلي أنها لن ترسل أي فرد بريطاني للمشاركة في الحرب الدائرة هناك.

ونقلت الصحيفة عن كاميرون- في تصريح صحفي بلندن- إن الأحداث الجارية في مالي تبين مدي الحاجة الماسة لتكثيف التعاون الدولي من اجل مكافحة الارهاب في القارة الافريقية.