fiogf49gjkf0d

أمر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بعد ظهر أمس ببدء التدخل عسكريا في شمال مالي استجابة لطلب المساعدة الذي تقدمت به حكومة باماكو لباريس لوقف زحف الإسلاميين‏.

وقال أولاند أمام حفل لقاء السلك الدبلوماسي: نحن أمام هجمة قد تهدد وجود دولة مالي نفسها, مشيرا إلي أن هذه العملية ستستمر ما تطلب الأمر ذلك, وقال أولاند: إن قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تعني أن فرنسا تعمل بموجب القوانين الدولية.

كان رئيس مالي بالنيابة, دياكوندا تراوري, قد طلب رسميا الخميس من فرنسا تقديم مساعدة عسكرية لمواجهة تقدم الإسلاميين نحو باماكو.

ميدانيا كشفت صحيفة لوفيجارو الفرنسية عن أن قوات فرنسية وألمانية موجودة علي الأرض في مالي في منطقة سفاري قرب منطقة موبتي التي يدور فيها القتال بين الجهاديين وقوات الجيش المالي.

وقال مقيمون في البلدة إن طائرات هليكوبتر عسكرية وتعزيزات من الجيش وصلت وشاركت في العملية التي بدأت في وقت متأخر الخميس, وقال شهود إن جنودا أجانب وصلوا إلي مطار البلدة, بينما أكدت مصادر عسكرية أن جيش مالي بدأ حملة مضادة لاستعادة بلدة كونا الرئيسية التي سيطر عليها المتمردون الإسلاميون الخميس.

وقال عمر داو, رئيس العمليات بوزارة الدفاع في مالي, أمس إن فرنسا ونيجيريا والسنغال تقدم المساعدات للقوات الحكومة علي الأرض في مواجهة الإسلاميين.

وفي غضون ذلك, عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة في نيويورك لبحث التطورات التي تشهدها مالي, وأصدر في ختامها بيانا أعرب فيه عن قلقه البالغ حول التحركات العسكرية والهجمات التي تنفذها الجماعات المسلحة في شمال البلاد واستيلائهم علي مدينة كونا.

ودعا البيان إلي ارسال بعثة الدعم الدولية بقيادة إفريقية إلي مالي بصفة عاجلة وتقديم المساعدة إلي القوات المالية للحد من خطر المنظمات الإرهابية والجماعات المرتبطة بها, وإلي وضع خريطة طريق سياسية متفق عليها تتضمن إجراء مفاوضات جادة مع الاطراف المالية غير المتطرفة في الشمال.

ومن المقرر أن يصل رئيس وزراء مالي ديانجو سيسيكا إلي العاصمة الجزائرية غدا علي رأس وفد وزاري رفيع المستوي لإجراء مباحثات مع نظيره الجزائري عبدالمالك سلال حول الوضع في شمال مالي والجهود الحالية لتسوية الأزمة بعد سيطرة الجماعات المسلحة علي المنطقة منذ شهر إبريل الماضي.

وتعد مدينة كونا آخر منطقة عازلة بين المسلحين وبلدة موبتي التي تبعد نحو50 كيلو مترا جنوبا وهي البلدة الرئيسية التي تعتبر المدخل إلي شمال البلاد. ومن المتوقع أن يعوق تجدد القتال تحقيق تقدم في محادثات السلام التي كان مقررا ان تبدأ أمس الأول في بوركينا فاسو بين الحكومة والمسلحين الانفصاليين الطوارق, إلا أنه تم تأجيلها إلي21 يناير المقبل.