الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى اله واصحابه اجمعين
 كثيرا ما قرأنا وسمعنا عن الصحابة رضوان الله عليهم ولكنى وجدت ان الكثير منا قد اكتفى بما يسمع ويقرأ بالمصادفة لا يجتهد فى البحث عن المزيد من المعرفة الدقيقة لجميع من صاحب النبى صلوات الله وسلامه عليه من المهاجرين والآنصار والحقيقة اننى اعترف اننى كنت منهم ولكنى كنت فى قرارة نفسى اعلم بالتقصير والخلل فى هذا الآمر فمتى إذن سنعلم إن لم نبحث الآن وقد يسر لنا الله كل السبل لتحصيل العلم وزيادة المعرفة فالآمر لم يعد شاقا كما كان فى الماضى وعلى الرغم من ذلك فعلماء الماضى كانوا اكثر حرصا على التعلم ولا يدخرون جهدا فى تحصيله اما الآن وقد صار بين ايدينا ما يجعلنا على دراية بما يحدث فى العالم كله اصبحنا متكاسلين لا نأخذ إلا ما يفرض علينا من مواد مسموعة ومرئية ومن يقدمها لنا على علم بهذا الخلل الذى اصابنا والحل فى ايدينا بأن نبدأ بالبحث بأنفسنا عن كل ما نجهله ولا ننتظر من يحدثنا عنه بالمصادفة وفى مقالتى هذه سأتحدث عن صحابية نكاد لا نعلم عنها شيئا والبعض منا لا يعلم من الآساس انه كان لآبى لهب ابنة صارت صحابية مسلمة حسن اسلامها وهاجرت الى المدينة وتحملت من الآذى ما لم يتحمله غيرها من الصحابيات لا لشىء إلا لكونها إبنة أبى لهب أشد المعادين والمحاربين والملحقين الآذى برسول الله صلوات الله وسلامه عليه
•هى درة بنت أبى لهب فرت من أبيها وأمها الى الله ورسوله وغنى عن التعريف من هما أبواها وكان أخوها عتيبة يحاول أذية رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بكل الوسائل فدعا عليه النبى صلى الله عليه وسلم بالموت مسلطا عليه كلب من الله ولما سمعت درة بهذا ايقنت ان اخاها لن يفلت من عقاب الله وقد كان
 • وكانت قبل الآسلام متزوجة من الحارث بن نوفل بن عبد المطلب وانجبت له عقبة والوليد وأبامسلم وقتل الحارث مشركا فى بدر وتزوجت بعد إسلامها الصحابى الجليل دحية الكلبى وهو من اجمل الناس طلعة وكان سيدنا جبريل عليه السلام يأتى بصورته فأى شرف أصابها بعد اسلامها ولقد أذاها نسوة من بنى رزيق بقولهم لها أنت ابنة ابى لهب الذى يقول الله فيه (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَد) فما تغنى عنك هجرتك فأتت النبى فذكرت له ذلك فقال لها إجلسى ثم صلى بالناس الظهر وجلس على المنبر ثم قال أيها الناس ما بال أقوام يؤذوننى فى نسبى وفى ذوى رحمى ألا ومن أذى نسبى وذوى رحمى فقد أذانى ومن أذانى فقد أذى الله ثم قال صلوات الله وسلامه عليه لا يؤذى حى بميت وكانت رضوان الله عليها تطعم الطعام وقويت علاقتها بأم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها وتكثر الدخول عليها لتأخذ منها العلم والفقه فى دينها وتوفيت سنة عشرين للهجرة فى خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه . ولنخرج من قصتها بدرس غاية الآهمية فالكثير الآن يحملون الآسلام اسما فقط وكل اقوالهم وافعالهم لا تدل على انهم يدينون الآسلام وهذا ما ادى بنا لهذه الحال فالآمر يستوى بالنسبة لهم ان كانوا ولدوا مسلمين او غير مسلمين لا يحملون على عاتقهم رسالة
 وهم كما جاءوا للدنيا سيرحلون عنها وما خلق الله الإنس والجن إلا ليعبدون نسأل الله ان يثبتنا ونسأله السلامة