fiogf49gjkf0d
خلال استضافته في الصالون الإعلامي

أبو الفتوح: الإخوان خرجوا عن منهج البنا بالدخول في المعترك السياسي

يجب على المصريين في الخارج أن لا يتدخلوا في الشؤون الداخلية للأقطار التي يعيشون فيها ويحترمون خياراتهم السياسية

المادة الثانية في دستور 71 لا تحتاج إلى تعديل والمصريون عاشوا في وجودها سنوات طوال

استضاف الصالون الإعلامي في ندوته أول أمس (دور العمل التطوعي في تنمية المجتمع) د/ عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية والمرشح الأسبق لانتخابات الرئاسة في جمهورية مصر العربية في إطار زيارته للكويت التي وقع من خلالها بروتوكول تعاون بين مؤسسة مصر المحروسة للعمل التطوعي ونظيرتها في الكويت، وقد أدار الندوة الأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي ماضي عبد الله الخميس الذي رحب بالدكتور عبد المنعم في الكويت والصالون الإعلامي.

وقال د/ عبد المنعم أبو الفتوح في بداية حديثه أنه مدين للمصرين في الكويت باعتذار لأنه لم يلتقيهم اثناء حملته الانتخابية موجها الشكر لكل الذين أعطوه أصواتهم والذين لم يعطوه أيضا، مشيرا إلى أن المصريين في الخارج قد عانوا اهمالا شديدا من قبل النظام السابق رغم أنهم يعتبرون من نخبة المصريين الذين يحب على الوطن أن لا يفرط فيهم ولا في امكانياتهم.

وأكد أبو الفتوح على أن الشباب المصري الذين ضحوا بأرواحهم في ثورة الخامس والعشرين من يناير لم يكونوا أبدا يطمعون إلى مناصب أو يسعون وراء تحقيق أي مكاسب " فهؤلاء شباب نفتخر بهم لأنهم أبوا إلا ن يغيروا تاريخ مصر إلى الأفضل"

 

 

وأضاف أبو الفتوح قوله بأن الثورة المصرية نجحت لأنها اعتمدت على الشباب ولأن الشعب هو من كان قائدها ولأنها ثورة سلمية عبرت عن معاناة شعب كامل، "ولا يجوز أبدا بكل هذه التضحيات أن يكون هناك أي تقصير في حق الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن تنعم مصر بالتقدم والديمقراطية والحرية"

وحول العمل التطوعي والمشاركة الشعبية أكد أبو الفتوح أنه مازال الكثيرون في مصر ينتمون إلى ما يسمى "حزب الكنبة" ولا يشاركون بجدية في صناعة مستقبل مصر، مشددا على أن بناء المستقبل وتحقيق اهداف الثورة يتطلب عملا مجتمعيا يشارك فيه الجميع، أون فلسفتنا في مشروع مصر القوية ترتكز على عدة مرتكزات أساسية منها الرؤية الاسلامية الوسطية فالشعب المصري يعتز بكونه جزء من الحضارة الاسلامية ، إضافة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وأن الدولة واجب عليها أن تنحاز إلى الفقراء، كذلك الحرية وعدم اهانة كرامة الانسان فالإنسان قيمة وليس رقما في سجلات الدولة ولا ينبغي أبدا لأي إنسان يحترم نفسه أن ينتمي إلى كيان أو دولة تعامله معاملة القطيع، مشيرا غلى وثيقة الأزهر للحريات التي أكد على ضرورة تفعيلها وأنها تعتبر إحدى مرتكزات مشروع مصر القوية.

واستطر بالتأكيد على ضرورة استقلالية الوطن والخروج من تحت عباءة التبعية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والاعتماد على سياسة خارجية تقوم على تحقيق المصالح المتبادلة لأن السياسة الخارجية ليست جمعية خيرية ولا يجب ابدا أن تكون على حساب كرامة مصر والمصريين.

وشدد أبو الفتوح على أن المصريين في الخارج يحترمون الخيارات السياسية للمجتمعات والدول التي يقيمون فيها ولا يتدخلون ابدا في شؤونها الداخلية ولا نقبل ابدا أن يتدخل مصري في سياسة دولة يقيم فيها.

وقد شهدت الندوة العديد من المداخلات التي تناولت موضوعات مختلفة متعلقة بالدستور وغيره من الموضوعات والقضايا التي تشغل الساحة المصرية في الوقت الحالي، فحول العمل التطوعي من منظوره السياسي اكد أبو الفتوح أن أهم تجليات العمل السياسي هي المشاركة الحزبية ولكنها ليست الوحيدة فهناك  نشر الوعي والحث على المشاركة ومتابعة كل هموم الوطن المختلفة.

أما فيما يتعلق بالاستقطاب السياسي والديني الذي تشهده مصر حاليا فقد أشار أبو الفتوح إلى أن الاستقطاب يعتبر شكلا من أشكال التعصب وهذا ليس في مصلحة الوطن إطلاقا، فالتحدي في السياسة ليس بالأمر الحميد إنما المنافسة الشريفة أمر حميد ومفيد، وأن كثرة الأحزاب السياسية في مصر الآن تأتي نتيجة لسنوات من الكبت السياسي التي عاشتها مصر، وأن التجربة الحزبية في مصر كانت تجربة سيئة.

وفيما يتعلق بالدستور ومسودته الأخير فقد أكد أبو الفتوح على نه قد أعلن رفضه لهذه المسودة وكذلك أعلن الأسباب التي تم الرفض بناء عليها، مشيرا إلى أن المادة الثانية من الدستور وهي مثار الجدل الآن " لا تحتاج إلى تعديل عن ما كانت عليه في دستور 71 وقد عاش المصريون في وجودها سنوات طوال، مشددا على عدم المتاجرة بهذه المادة ولا دغدغة مشاعر الناس بها فهذا أمر مرفوض.

وشدد أبو الفتوح على أن الاخوان المسلمين قد خرجوا عن منهج حسن البنا عندما دخلوا في المعترك السياسي لأن الإسلام يحتاج إلى الدعوة كثر من أي شيء آخر وهذه هو دور الجماعة لنشر الفكر والتسامح وهذا هو المطلوب من المؤسسات الدينية كلها.