ملحمة بطولية لضابط مصري في حرب تحرير الكويت فقد ساقيه
النقيب مجدي : كرمني أمير الكويت بوسام تحرير الكويت
" دافعنا عن بلد غدر به "
كانت مشاركتنا فى حرب تحرير الكويت حسب رغباتنا فلم نجبر على المشاركة وكلنا وافقنا على المشاركة بلا استثناء
حاورته : مها السعودي
المقدمة
-------
في مثل هذا اليوم منذ عشرين عاما ملحمة بطولية مصرية وبطل هذه الملحمة ضابط مصري سطر في حرب تحرير الكويت في فبراير عام 1991 واحدة من أروع قصص البطولة والتضحية والفداء إنه "النقيب مجدي محمود السيد" الذي تخرج النقيب فى الكلية الحربية في عام 1985. وانضم بعد تخرجه إلى سلاح المشاة بالقوات المسلحة المصرية وشارك ضمن القوة المصرية في حرب تحرير الكويت قبل عشرين عاما , وفقد ساقيه بصاروخ عراقي خلال هذه الحرب , حضر بدعوة من قبل السلطات الكويتية لتكريمه تقديرا علي دوره في حرب التحرير, لافتا إلى أن حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي غمره بها أهل الكويت ليست بغريبة عليهم , حصل علي وسام نجمة الشرف أعلي الأوسمة المصرية تقديرا لما اتصف به من شجاعة وصدق العزم علي مواجهة العدو في ميدان القتال. كرمة الرئيس حسنى مبارك وأمير الكويت , ووزير الدفاع الكويتي و وزير الدفاع والطيران السعودي . حصل على نوط الشرف ( السعودية ), وسام نجمة الشرف (مصر) , ميدالية جرحى الحرب (مصر) , ميدالية تحرير الكويت ( مصر) , ميدالية تحرير الكويت السعودية , نوط المعركة (السعودية) , وسام تحرير الكويت (الكويت )
العناوين
-------
• كنت أتمني أن أرى البلد الشقيق الذي فقدت ودفنت فيه جزء كبير من جسدي .
• لم أتردد لحظة واحدة أنا ومن كان معي سواء قاده أو ضباط أو جنود عن أداء المهمة .
• صاروخ عراقي رصدني و فقدت علي أثره ساقي اليمني واليسري .
• كرمني الرئيس حسنى مبارك وأمير الكويت ووزير الدفاع الكويتي و وزير الدفاع والطيران السعودي .
• عرفنا أن الذي سيحسم المعركة هي القوات البرية .
• واستعانت القوات المصرية ب "الصاروخ الثعباني" وهو من احدث أنواع التكنولوجيا الحديثة.
• قال لى "انا اللى دفنت رجليك" .
الحوار
-------
س : ممكن نتعرف !
ج : مجدي محمود السيد محمد مواليد 8/4/1962 , خريج مدارس السان بول الفرنسية , خريج الكلية الحربية عام 1985 , حاصل على بكاليوس تجارة عام 1997 , وحاليا بالصف الثالث حقوق , زوجتي رحاب يوسف محمد ليسانس آداب وتربية قسم جغرافيا – ماجستير في علوم البيئة وحاليا سجلت مادة الدكتوراه , أولادي أمل وياسين يدرسون بالمدرسة الفرنسية
س: لماذا شاركت فى حرب تحرير الكويت ؟
ج : دافعنا كقوات مصرية مشاركة في حرب تحرير الكويت عن بلد غُدر به وتمت خيانته وشعب بات ليلته واستيقظ فلم يجد وطنه , مشيرا إلى أن تكريم حكومة الكويت لى واعتزاز الحكومة المصرية بى كبطل من أبطال القوات المسلحة المصرية ليس بغريب على بلدين عربيين لا يتجاهلان أبناءهما وأبطالهما ، حمى الله الكويت ومصر وجعل البلدين سندا لبعضهما البعض .
س : احكي لنا عن كيفية فتح ثغرات العدو وإصابتك ؟
ج : بدأنا التحرك من الإسكندرية واتجهنا إلى ميناء ينبع , ثم ركبنا الطيارة ونزلنا في مدينة حفر الباطن السعودية , وأخذنا إستعداتنا لصد اى هجوم عراقي يحدث للمملكة العربية السعودية , المجتمع الدولي ومصر حاولوا مع صدام بشتى الطرق حتى أعلن أن الكويت المحافظة 19 , وأنة سيدخل "بأم المعارك" , وكنا نتوقع أن هناك مفاجئة فلم نصدقه لكن كان احتمال 10% يكون الكلام صحيح , وتوقعنا أنة سيستخدم النووي أو الكيماوي ؟ و بدأت الحرب الجوية , وبدأت القوات الأميركية والتحالف في الضرب ولم نجد ولا طيارة عراقية في الجو ٍ, وهنا أدركنا أن جيشه غير مجهز , وعرفنا أن الذي سيحسم المعركة هي القوات البرية , لان القوات الجوية عمرها ما تحسم معركة مهما عملت , واستمر الضرب من 16 يناير حتى 25 فبراير تدربنا على مهمة التحرير واستخدمنا احدث تكنولوجيا في العالم , وفي ذاك الوقت طوق النجاة لديهم هو استخدام الكيماوي أو النووي, أثناء تدريباتنا على مهمة التحرير كان أمامنا مشكلة فتح الثغرات اللي كان عاملها , لان الجيش العراقي كان واضع ألغام على عمق 200 متر وهذا العمق كبير وبعدها عامل حقل بترول مشتعل , لأنهم عاملين حسابهم إذا تم اقتحام الثغرات سوف يقابلنا حقل بترول مشتعل , فهو كان عامل دفاعات صعبة تقدر تعوق اى قوات وبصعوبة فتحها , واستعانت القوات المصرية ب "الصاروخ الثعباني" وهو من احدث أنواع التكنولوجيا الحديثة , ويطلق من على مركبة ويطلع وينزل مثل الثعبان ويفتح الثغرات وكنا مدربين عليها , وتأكدنا من فتح الثغرات وأنة لا يوجد ألغام , ونجح "الصاروخ الثعباني" 100% , كان المفروض أثناء اقتحامنا الثغرات أن تكون القوات الجوية الأمريكية والمتحالفة تؤمن لنا الجو, وليس من المفروض أن نتحرك والسماء مفتوحة وهذه مسئوليتهم هما , ولم تقم القوات الجوية الأميركية بمعاونة المكان مثل القوات المصرية , وفى هذا اليوم كان الجو سيء ولو القوات الجوية نزلت للأسفل كان سيتم ضربها , وهنا بدأ العدو يضرب علينا وتترصد المفارز وبدأنا نزود السرعات ونقتحم بسرعة , وفى هذا الوقت تم قصف مركبة ذات "الصاروخ الثعباني" من القوات العراقية , ولم نفتح الثغرة المحددة فاتجهنا بمجموعات صغير لفتح ثغرة أخرى , وبلغت اللي حصل وقررت وصدقوا على قراري , لان استشهد حوالي سبع جنود من عندي من السرية من المصريين بواسطة المدفعية العراقية , والحمد لله في ذاك الوقت نجحت السرية في العبور, ونجحنا في تأمين رأس المانع وفتح الثغرة وتدفقت القوات المصرية , وأثناء عبور الثغرة رصدتني المدفعية العراقية والمجموعة اللي معي بصاروخ فأصابني في رجولي الاثنين , وحملوني من ارض المعركة ووقتها لم أدرك ان قدماي الاثنين قطعت وسحبوني , وحملتني سيارة خلف مركز قيادة اللواء , وقال لنا النقيب الأمريكي بأنة لابد من بتر رجلي اليمنى واليسرى , وبالفعل أجرى لى عملية مبدئية ببتر قدمي اليمنى واليسرى , وبعد إجراء عملية بتر ساقي حزنت لكن هذا قضاء ربنا سبحانه وتعالى لاننى كنت أتوقع الشهادة لأنها أفضل من الإصابة .
س : هل إذا عاد الزمان كنت تغير قرارك؟
ج : "قال النقيب مجدي وقد ارتسمت علي وجهه علامات الرضا والفخر" : أنه لو عاد بى الدهر مرة أخري لشاركت في هذه الحرب لأنني أنفذ ما أمرنا به الله سبحانه وتعالي في نصرة بلد شقيق مظلوم وآمن , و أنني لم أتوقع أن يتذكرني أحد بعد عشرين عاما علي الرغم من أنني الأكثر حصولا علي أعلي الأوسمة والنياشين والأنواط والأكثر إصابة ولكنني ها هنا الآن فقد كنت أتمني أن أرى البلد الشقيق الذي فقدت ودفنت فيه جزء كبير من جسدي وأنني لم أتردد لحظة واحدة أنا ومن كان معي سواء قاده أو ضباط أو جنود عن أداء المهمة التي كلفنا بها لاقتناعنا التام بأن دولة عربية شقيقة تعرضت للغدر والاعتداء , واستشهد النقيب مجدي محمود بحديث الرئيس محمد حسني مبارك لأبنائه رجال القوات المسلحة إبان تحرير الكويت وقوله (( مصر سلام لا يخون درع يحمى ويصون , لا تباع في أي زمن تكون , تعاني ولا تفرط وتتطلع إلي عالم عربي جديد , مصر قدوة لا تهتز وإرادة لا تلين , مصر الوفاء , رجالها الإخلاص وشيمتها الحب والعطاء وتقدر بذل أبنائها وتضحيات آبائها وأمهاتها عاشت مصر)).
س : ما الأوسمة والنياشين التي حصلت عليها ؟
ج : كرمني الرئيس حسني مبارك في أعقاب حرب تحرير الكويت أول مارس 1991 بحصولي علي وسام نجمة الشرف أعلي الأوسمة المصرية تقديرا لما اتصفت به من شجاعة وصدق العزم علي مواجهة العدو في ميدان القتال , كما منحنى أيضا الرئيس حسني مبارك ميدالية جرحي الحرب لإصابتي في الميدان بسبب العمليات الحربية في الخامس من أكتوبر عام 1991 , وكرمني وزير الدفاع الكويتي بمنحى وسام تحرير الكويت تقديرا للأعمال الجليلة التي أسهمت في التحرير , كما تم تكريمي من قبل وزير الدفاع والطيران السعودي بمنحى نوط الشرف السعودي لبلائي الحسن أثناء تأدية الواجب في أبريل عام 1991.
- موقف أثر فيك ؟
ج : وأنا داخل المعرض وجدت شخص كويتي يقترب منى وقالي أنت مش فاكرني فقلت له لا ! فقال لي أنا كنت معك في المستشفى وكنت مصاب من الحرب وأنا اللي دفنت رجليك , وكان كلامه مؤثر جدا ودموعي تحركت بداخلي وتأثرت جدا لهذا الموقف وفى نفس الوقت كنت مبسوط
س : هل كان لك حلم أو طموح والإصابة غيرت هذا الحلم ؟
ج : طبعا كان نفسي أتدرج في القوات المسلحة حتى أكون من القادة الكبار وامسك منصب , لكن أنا راضى بقضاء ربنا سبحانه وتعالى , وبالرغم من إصابتي الآن أكمل دراساتي وحاليا خلصت بكالوريوس التجارة وأيضا العلوم العسكرية وحاليا في ثالثة حقوق , وطول ما أنا قاعد سأستمر في القراءة والتعليم , واى شهادة احصل عليها باكون سعيد لانى أحب الثقافة والتثقيف , وكل طموحي في أولادي أنهم يكملوا المسيرة اللي لم أكملها .
- كلمة أخيرة للكويت وشعبها !
- لم ادخل الكويت منذ 20 عاما وعندما وصلت إلى البلاد وشاهدت الأعلام مرفوعة على شوارعها , شعرت بإحساس لا يوصف حتى أن لساني انعقد عن التعبير عن مشاعري , أنا اشكر الناس اللي افتكرتنا بعد 20 سنة بالدعوة الكريمة وحسن الاستقبال , وأنا سعيد جدا لان أولادي حضروا تكريمي لأنهم لم يولدوا أيام الحرب لم يستوعبوا ما أنا فيه لانى تزوجت بعد الإصابة . الشعب الكريم الذي شكرني كثيرا , وأنا باقول لهم لا شكر على واجب فهذه المعركة كان اسمها " عروبة 90 " وهذا واجبنا تجاه بلد غدر بة وكل الدول العربية لها مكانة في قلوبنا , مصر عليها التزامات كثيرة تجاه الدول العربية كلها , كما قال الشاعر ( أنا إن قدر الإلاة مماتي لترى الشرق يرفع الرأس بعدى ما رماني رام وراح سليما عناية الله جندي )
العقيد اشرف يصافح النقيب مجدى
البطل مجدى وزوجتة وابناءة
السفير فرحات ويكرم البطل مجدى السيد
حوار ودى بين النقيب مجدى محمود والسفير المصرى
البطل المكرم مجدى السيد مع الرائد أحمد بر
البطل المكرم مجدى محمود السيد
سمية الخشاب وصورة تذكارية مع النقيب مجدى واسرتة والرائد أحمد ومها السعودى
النقيب مجدى وزوجتة رحاب ونجلية ياسين وأمل
اوسمة ونياشين وانواط
النقيب مجدى على الدبابة اثناء حرب تحرير الكويت
وسام الشرف
براءة وسام تحرير الكويت من أمير الكويت
وسام الشرف من الرئيس مبارك