fiogf49gjkf0d

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الولايات المتحدة صارت تعتمد بشكل كبير على النفط السعودى، موضحة أن الصادرات النفطية التى تتلقاها واشنطن من المملكة قد تزايدت بنسبة 20 بالمائة، فى الوقت الذى تتزايد فيه المخاوف من تصاعد الاحتمالات حول نشوب صراع عسكرى فى منطقة الخليج.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الولايات المتحدة كانت قد قللت من اعتمادها إلى حد كبير على النفط المستورد بشكل عام وخاصة من المملكة العربية السعودية، إلا أنها لجأت لزيادة استيراد النفط بشكل بطئ خلال صيف العام الماضى، إلى أن تفاقم الأمر بشكل ملحوظ خلال العام الحالى.

وأوضحت الصحيفة أن الحصار الدولى المفروض على إيران قد ساهم بشكل كبير فى دفع مسئولى المملكة نحو زيادة إنتاج النفط بهدف الحد من الارتفاع المتوقع فى أسعار النفط، وهو الأمر الذى لاقى ترحيبا كبيرا من جانب الإدارة الأمريكية ومختلف الحكومات الأوروبية، إلا أن التحدى الأكبر ربما يخرج من المجتمع السعودى نفسه خاصة فى ظل وفاة عدد من أفراد العائلة المالكة، بالإضافة إلى تزايد الصراع الطائفى فى المنطقة الشرقية من البلاد، وهو ما يهدد استقرار المملكة على الصعيد السياسى وبالتالى على الصعيد النفطى.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن التحالف الذى جمع بين الولايات المتحدة والقيادة السعودية والذى استمر لعقود طويلة من الزمان كان محوريا إلى حد كبير بالنسبة لواشنطن خاصة خلال الاضطرابات الكبيرة التى عاشتها المنطقة إبان ثورات الربيع العربى، وتزايد الصراع مع إيران حول طموحاتها النووية.

إلا أن المعضلة التى عرضتها الصحيفة فى تقريرها تتمثل فى صعوبة تخلى الولايات المتحدة عن فكرة استيراد النفط من الخارج، حتى بالرغم من تزايد إنتاجها الداخلى، وهو الأمر الذى أثار تحفظات العديد من خبراء السياسة الخارجية سواء من الجانب المحافظ أو الليبرالى، خاصة فى ظل التوتر الحالى الذى تشهده منطقة الشرق الأوسط.

وقال الخبير السياسى الأمريكى مايكل ماكوفيسكى إنه فى ظل الوضع الراهن الذى يتزايد فيه الحديث عن ضربة محتملة من جانب إسرائيل تستهدف المنشآت النووية الإيرانى ينبغى أن تقلل الولايات المتحدة اعتمادها على الصادرات النفطية التى تمر عبر مضيق هرمز، خاصة وأن العديد من المسئولين الإيرانيين قد أطلقوا تهديدات عديدة حول قيامهم بإغلاق المضيق.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن عددا من شركات تكرير النفط الأمريكية قد شددت على ضرورة استيراد النفط من الخارج خاصة من السعودية والكويت وذلك لتعويض الهبوط الكبير فى إنتاج النفط فى المكسيك وفينزويلا.