fiogf49gjkf0d
مرحلة جديدة تخوضها مصر في انتخابات الرئاسة بعد إعلان نتائج الجولة الأولي والتي أسفرت عن فوز المرشحين د.محمد مرسي وأحمد شفيق ليخوضا معا جولة الإعادة في 16 و17 يونيو المقبل، وهي النتيجة التي رفضتها بعض القوي الثورية وأنصار بعض المرشحين السابقين الذين خرجوا من السباق ووصفتها بالصادمة، وهو ما دعا البعض إلى النزول الى الشارع للاعتراض على النتيجة.

أما المحللون السياسيون فــيــحــاولون الآن وضــع سيناريوهات للمستقبل ولشكل الدولة وهويتها في حال فوز أي من المرشحين بالرئاسة، والتساؤل الذي يشغل بال كثيرين ويطرح نفسه بقوة على الساحة السياسية هو: كيف سيتعامل الفريق أحمد شفيق مع الإخوان في البرلمان وربما في الحكومة في حال جاء رئيسا للبلاد؟ وكيف سيكون النظام السياسي للبلاد في الدستور إذا جاء شفيق رئيسا؟

ويجيب عن هذا التساؤل الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيـــجية د.عـمرو ربيع قائلا انه يتوقع تراشقا مستمرا وصداما عنيفا بين الإخوان وشفيق في حال فاز في الجولة الأخيرة وأصبح رئيسا للبلاد.

وأضاف ربيع ان الصدام بين الطرفين قد يصل الى حد يصعب معه الحفاظ على استقرار البلاد، وقد تكون المظاهرات متواصلة في الشارع، وهذا أمر من الوارد جدا أن يحدث في ظل الرفض العام لشفيق.

أما النظام السياسي للبلاد في الدستور الجديد، فيرى الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستيراتيجية أن النظام السياسي للدولة سيكون مختلطا بحكم الواقع، وربما يسعى الإخوان الى أن يكون برلمانيا في حال فاز الفريق شفيق، أما إذا فاز مرشح الإخوان د.محمد مرسي فلن يكون لهذا تأثير كبير على النظام السياسي للبلاد في الدستور.

ويرى المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي عصام الشريف أن صراعا على السلطة عاد الآن بين النظام القديم والإخوان المسلمين وربما يصطدم الطرفان ببعضها.

وأضاف أن الإخوان المسلمين لديهم من الذكاء والدهاء السياسي ما يجعلهم يسيطرون على الوضع في حال فاز الفريق شفيق فهم سيعقدون صفقاتهم وتحالفاتهم مثلما كانوا يفعلون مع المجلس العسكري. أما فيما يتعلق بالنظام السياسي للبلاد في الدستور الجديد في حال فاز شفيق، فقد يعمل الإخوان على تهميشه من خلال نظام برلماني يكون فيه الرئيس رمزا وحينها قد يصطدم الطرفان ويستخدم الجنرال حل البرلمان كورقة للضغط، أما في حال فاز د.محمد مرسي فلن يفرق مع الإخوان أن يكون النظام السياسي مختلطا أم برلماناي.

في السياق نفسه، توقع عضو مجلس الشورى عن حزب المصري الديموقراطي الاجتماعي د.إيهاب الخراط حدوث احتكاكات بين الإخوان والمسلمين والفريق أحمد شفيق في حال فاز بالرئاسة، متمنيا ألا تصل حدة هذه الاحتكاكات حينها إلى صدام عنيف بين الطرفين وأكد أن النظام السياسي للدولة في الدستور الجديد سيكون شبه رئاسي أيا كان الرئيس القادم وهويته.

وأوضح الخراط أن المشهد السياسي الحالي له مظهران الأول خارجي وهو ما أفرز الإعادة في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة بين مرشح منتم للتيار الإسلامي وهو د.محمد مرسي والآخر محسوب علي النظام السابق وهو أحمد شفيق، في حين أن المشهد الحقيقي يؤكد أن الأصوات التي ذهبت لمرشحي الثورة تفوق الأصوات التي ذهبت لمرشحي التيار الديني والمنتمين للنظام السابق مجتمعين وهذا يدل على أن الشعب المصري مقتنع بالثورة ويرفض الفلول والتيار الديني.

وشدد عضو مجلس الشورى على أنه يدين بشدة الاعتداء على مقر حملة شفيق في الدقي، مؤكدا أن الثورة كانت سلمية ولابد ان تظل كذلك مهما زادت حدة الغضب.

ولم تقف التوقعات عند الساسة المصريين فقط بل امتدت الى السياسيين في الغرب، حيث توقع الكاتب الأميركي والباحث السياسي ريتشارد أنجيل أن تثور جماعة الإخوان المسلمين وتدعي تزوير الانتخابات في حال فاز شفيق بالرئاسة وأن تنزل الى الشارع مع الثوار وسيحاولون إعادة احتلال ميدان التحرير والدعوة لثورة جديدة.

وأوضح أنه في هذه الحالة قد يحاول شفيق إنهاء المظاهرات بالقوة، وهو ما سيترتب عليه وقوع أحداث عنف، مضيفا أنه ربما تكون هناك «خلايا إسلامية» تقوم بتنفيذ هجمات من شأنها نزع شرعية الثورة الديموقراطية ان التوقعات بشأن مستقبل مصر والوضع السياسي فيها يشغل الكثيرون داخل مصر وخارجها ويجتهد الجميع في التوقعات وكتابة السيناريوهات لما سيحدث خلال شهر واحد، ورغم كل هذه الاجتهادات تظل جميع الاحتمالات مطروحة والأيام المقبلة فقط ستكون القادرة على كتابة القصة الحقيقية.