fiogf49gjkf0d

شهادة للتاريخ
أمجد جلال يكتب: عشنا وشفنا.. أنا ورفيق الكفاح أسامة جلال

لم أتمالك نفسي وأنا أرى هذه الجموع الغفيرة من المصريين أمام السفارة المصرية في الكويت واغرورقت دمعات من قلبي بانت على عيناي، وتذكرت قبل أكثر من ثمان سنوات حين كانت فكرة موقع مصريون في الكويت في عقل زميل الكفاح أسامة جلال.. وتذكرت حين قدمها إلى مجلس الجالية وقتها واستهزأ بها الكثيرين من أعضاء مجلس الجالية وقالوا حينها موقع أيه وانترنت أيه هو المصريين بيدخلوا على النت أصلاً وقال القنصل العام وقتتها السفير هاني شاش أن الفكرة جيدة ولكنها سابقة لأوانها.. وجاء يوم انتخابات الرئاسة في سبتمبر من عام 2005 ليفاجئني رفيق الكفاح بأنه قام بإنشاء موقع على الانترنت أسمه (مصريون في الكويت www.egkw.com) هدفه الرئيسي الاقتراع الرمزي للمصريين في الخارج على من يرشحون لانتخابات الرئاسة بعد ان تم استبعادهم من حقهم الأصيل. أتذكر أنه في ذلك اليوم دخل على هذه الصفحة أكثر من 3000 ألاف شخص لانتخاب الرئيس رغم علمهم أن صوتهم لا قيمة له.. أتذكر أننا وقفنا وقتها مبهورين بهذا العدد الكبير في ذلك الوقت وحملنا مسؤولية استمرار موقع مصريون في الكويت ليكون المنبر الوحيد في العالم يتحدث باسم المصريون في الخارج عامة وباسم مصريون في الكويت بشكل خاص.. أتذكر حين جاء القنصل العام الأسبق السفير أحمد عبداللاه وتحمس حماساً شديداً للموقع فكان دائماً يرد على شكاوي الناس بخط يده وبشكل دوري.. فأنشأنا نسخة جديدة للموقع في عام 2007 افتتحها السفير المصري الأسبق عبدالرحيم شلبي ووزير البحث العلمي الأسبق الدكتور هاني هلال والقنصل العام الأسبق أحمد عبداللاه .. أتذكر كل الفعاليات التي قام بها الموقع للتواصل بين المصريين في الكويت وبعضهم .. أتذكر حين قامت الثورة في 25 يناير قبل عام ونصف وكم كانت تغطية الموقع وقتها للأحداث في ظروف قطع الانترنت في مصر وكنا في غاية القلق ككافة المصريين في الخارج .. أتذكر زيارة أول رئيس وزراء مصري بعد الثورة للكويت وكيف قمنا بتغطية الزيارة عن قرب مع الدكتور عصام شرف وأبلغنا وزير الخارجية الأسبق نبيل العربي بأنه لابد من تدوير السفراء المصريين في العالم لأنهم يمثلون النظام السابق فكان رده قاطعاً بأنه لا تدوير للسفراء فكانت أحداث جامعة الكويت الشهيرة والمعروفة لكل المصريين في الكويت... أتذكرا لتهديدات التي تلقاها الموقع من بعض مرشحي انتخابات مجلس الشعب الأخيرة .. أتذكر القضايا التي رفعت على الموقع لوقوفه أمام بعض الشخصيات التي تتصور نفسها فوق الجميع وفوق النقد وأن لديها حصانة ما.
 هذه ذكريات لاحت في عقلي  وأنا أرى هذه الجموع الغفيرة من المصريين أمام السفارة المصرية في دولة الكويت واغرورقت عيناي .. فعلاً عشنا وشفنا أنا ورفيق الكفاح أسامة جلال هذا اليوم الذي كنا نحلم به قبل أكثر من ثماني سنوات وهذه شهادة للتاريخ.
 فليفرح المصريون في الكويت بأول انتخابات رئاسية في التاريخ المصري يصوت فيها المصريون في الخارج، ولنكون جميعاً على قدر المسؤولية ولنصوت لمصر بعيداً عن أي عصبية وليكن المعيار الوحيد للاختيار مصلحة مصر أولاً وأخيراً.