أكد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب سعيد الشهري في بيان صوتي جديد نجاته من الغارة التي شنتها السلطات اليمنية في محافظة شبوة أواخر ديسمبر الماضي، كما تعهد بمواصلة الطريق حتى "النصر أو الشهادة".
وطمأن المعتقل السابق في غوانتانامو "قياداته في أفغانستان" بأن "الجهاد في جزيرة العرب والمجاهدين في خير حال"، مهنئا إياهم بنجاح عملية عمر فاروق النيجيري الذي حاول تفجير طائرة أميركية ليلة عيد الميلاد.
ومضى الشهري (35 عاما) المدرج على قائمة المطلوبين الـ85 للسعودية، يشرح ما قال إنها خطة "العدوان الصليبي"، معتبرا المؤتمرات الدولية التي تعقد من أجل اليمن في لندن أو الرياض بأنها مؤتمرات "صليبية تآمرية" وأنها تسعى لمنع "المجاهدين" من السيطرة على المضائق البحرية، خصوصا باب المندب الذي اعتبره شريان الأمن الإسرائيلي.
ووفقا لرؤية الشهري السعودي الجنسية فإنه بعد مؤتمري لندن والرياض فإن المؤتمرين سيسعون إلى تطبيق ما أسماها "خطة بترايوس"، التي قال إنها تعتمد على تفكيك الحاضنة الاجتماعية والسكانية للقاعدة.
وحسب الرجل الملقب بأبي سفيان الأزدي فإن الخطة التي وصفها بالماكرة تقوم على ثلاثة محاور، وهي تجييش المسلمين ضد بعضهم، "وهو ما يسمى بالصحوات"، وتشويه سمعة المجاهدين بالأعمال التخريبية كتفجير المساجد والأسواق واغتيال بعض الشخصيات الإسلامية ثم إلصاق التهمة بالمجاهدين، أما المحور الثالث -حسب القيادي بالقاعدة- فهو بث الجواسيس والإغراء المالي لعوام المسلمين عن طريق استخبارات الدولة.
وأكد الشهري في البيان الصوتي الذي بثته مؤسسة الملاحم في وقت مبكر من اليوم الاثنين، أن تنظيم القاعدة لن يمس دم أي مسلم، محذرا من الانسياق وراء الإعلام الذي يبث أخبارا "غير صحيحة" عن مجاهدي القاعدة.
واتهم حكام المنطقة في السعودية ومصر بالسعي إلى حماية إسرائيل "بمنع تنامي قوة المجاهدين في جزيرة العرب"، ووجه الشكر لحركة الشباب المجاهدين الصومالية التي قال إنها سترسل مقاتلين إلى اليمن لمساندة "إخوانهم المسلمين ضد الهجمة الصليبية عليهم".
وكان الشهري قد تمكن من الانتقال إلى اليمن بعد أن أفرجت عنه السلطات الأميركية من معتقل غوانتانامو مطلع عام 2008، وخضع لفترة لبرنامج المناصحة الذي يتولاه الأمير محمد نايف الذي تعرض لمحاولة اغتيال أواخر أغسطس الماضي.
وكان آخر ظهور متلفز للشهري في الفيلم الذي أصدرته المؤسسة الإعلامية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والذي وثق محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف، وظهر الشهري فيه وهو يتوعد حكام الرياض بمزيد من العمليات التي وصفها بالنوعية.
وكانت تقارير السلطات الأمنية اليمنية قد رجحت مقتل الشهري في الغارة التي استهدفت منطقة رفض بمحافظة شبوة أواخر ديسمبر الماضي.