أثني المسؤولون الإسرائيليون على مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض بمؤتمر هرتسليا، وهي زيارة أثارت استنكارا واسعا من مختلف القوى الفلسطينية، في حين عدّها بعض مسؤولى حركة التحرير الوطني (فتح) "شخصية".

فقد وصف الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في خطاب أمام المؤتمر فياض بأنه "البن غوريوني الأول للفلسطينيين"، في إشارة إلى مؤسس إسرائيل رئيس وزرائها الأول ديفد بن غوريون، الذي كان بيريز سكرتيره ومساعده.

وأشاد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بجرأة فياض بحضوره المؤتمر "رغم التهديدات التي وجهت له من قبل فصائل وأوساط فلسطينية مختلفة". كما امتدح زعيم حزب العمل الإسرائيلي رئيس الوزراء الأسبق ما وصفه بالتفكير "العملي الملموس" لفياض، وقال إن هناك "أشياء هامة تحدث"، وأشار إلى التحسن الأمني في الضفة الغربية، الذي يشيد به المستوطنون هناك وفقا لباراك.

وحمل باراك على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعدّها واحدة من التحديات القائمة اليوم، وقال إن سلطتها في قطاع غزة لا بد من تغييرها.

من ناحيته طالب فياض إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية "لتقنع الفلسطينيين بأنها تريد سلاما يضمن لهم قيام دولتهم"، كما طالب بإنهاء توغلات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.

وجدد رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطيني تأكيده أن الفلسطينيين سيكونون جاهزين لإقامة دولة فلسطينية بحلول العام 2011.

استنكار عارم

وقد أثارت مشاركة فياض في مؤتمر هرتسليا استنكارا فلسطينيا واسعا، ودانت حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشدة تلك الخطوة، بوصفها "مشاركة" في صناعة سياسات الاحتلال الإسرائيلي.

كما انتقد مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر مشاركة فياض في المؤتمر.

وقال عبد القادر في تصريح صحفي إن حركته تشعر بغضب شديد إزاء هذه المشاركة في مؤتمر خصصت أبحاثه هذا العام لبحث السيناريوهات المتعلقة بإضعاف الشعب الفلسطيني وإجهاض حقوقه، وعلى رأسها تعزيز السيطرة اليهودية على القدس.

ووصف عبد القادر المؤتمر بأنه مؤتمر عدواني بكل المقاييس، وطالب منظمة التحرير الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها إزاء ما وصفه بالانفلات السياسي لبعض المسؤولين الفلسطينيين.

في المقابل رفض مدير الإعلام الحكومي في السلطة الفلسطينية غسان الخطيب التعليق على المشاركة في مؤتمر هرتسليا، واعتبر أن المعيار هو مضمون ما سيقوله في المؤتمر وليس مبدأ المشاركة، وقال "ليس لديّ تعليق".

أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد فقد رفض إدانة مشاركة فياض بالمؤتمر أو مباركتها ونعتها بأنها "شخصية" ولا علاقة لها بحركة فتح.

وينعقد مؤتمر هرتسليا سنويا داخل إسرائيل، وتسهم توصياته كثيرا في تحديد معالم السياسات الأمنية والإستراتيجية لإسرائيل، وتعد مشاركة مسؤولي السلطة فيه سابقة.