fiogf49gjkf0d
بأقلامهم وأجهزة كومبيوتر نقالة وحس فكاهة يطوع أكثر
الأحداث مأسوية، يروى رسامون من كل أنحاء العالم، وعلى رأسهم الفرنسى بلانتو،
الثورات العربية رواية تكلف بعض العرب منهم غاليًا.
وقال بلانتو، رسام الكاريكاتير فى صحيفة "لوموند"
الفرنسية، أمس الخميس، "كل الرسامين الذين يخاطرون بحياتهم هم نماذج للمقاومة
الحقيقية.. أعمال المقاومة هذه تغذى فكرنا الذى نحاول أن نعبر عنه بالرسوم".
ورسوم "المقاومة" هذه عرضها بلانتو فى لقاء دعا
إليه معهد الاستشراف الاقتصادى للعالم المتوسطى (ايبميد) الذى يتخذ من باريس مقرا،
فى المعهد العالى للأعمال فى بيروت، وهى لرسامين منضوين ضمن جمعية "كارتونينج
فور بيس" (رسوم من أجل السلام) التى أنشئت العام 2006.
أحد هذه الرسوم بقلم بلانتو يصور رسام الكاريكاتير السورى
على فرزات مضمد اليدين ويحمل قلماً فى فمه وهو يقول "لتحيا الحرية".
وتعرض فرزات فى دمشق فى أغسطس الماضى لاعتداء بالضرب
المبرح تسبب له بكسر أصابع يديه، وبجروح مختلفة إثر نشره مجموعة رسوم ينتقد فيها
النظام السورى ورئيسه بشار الأسد، وهو موجود حاليا فى الكويت للمعالجة.
وروى بلانتو، إنه "قبل يوم واحد من تعرض فرزات
للاعتداء، رأيت رسماً له يسخر فيه من بشار الأسد.. فاتصلت به وسألته هل رسمت ذلك
فى دمشق؟ فرد بالإيجاب، وقال إنه لا يزال فى دمشق.. هذه شجاعة نادرة"، شجاعة
استحق عليها فرزات جائزة ساخاروف لحرية الفكر التى يقدمها البرلمان الأوروبى، وقال
فرزات: إنه يتقاسمها مع "شهداء الحرية"، وجائزة "صحافيون بلا حدود"
التى سيتسلمها خلال أيام فى مقر صحيفة "لوموند" فى باريس.
وتضامنا مع فرزات، نشر رسامون فى كل أنحاء العالم رسوماً
تحيى شجاعة الرسام السورى وبينهم ستافرو الرسام اللبنانى الذى قال إن "رؤية
أصابع فرزات المحطمة جعلتنا نثور، كسرت أصابعه، لأنه يعمل بواسطتها.. هذا غير
إنسانى".
وبين الرسوم التى يعرضها بلانتو واحد للرسام الليبى قيس
الهلالى الذى جال برسومه الساخرة للزعيم السابق معمر القذافى على كل جدران بنغازى،
إلى أن تسببت هذه الرسوم بقتله.
ويصور ستافرو الأنظمة العربية رجلا يجلس على كرسى،
والكرسى موضوع على نعش ملىء بالجماجم والجثث، وفى رسم آخر، بشار الأسد يطل من
التلفزيون وتخرج رقبته الطويلة من الشاشة، قائلا "كل شىء هادئ فى سوريا"،
فيجيب شاب جالس قبالة التلفزيون وعلى حضنه جهاز كومبيوتر نقال "لمعرفة المزيد
اذهب إلى فيسبوك أو يوتيوب".
وعلى موقع "كارتونينج فور بيس" الإلكترونى، رسم
للكينى جادو حول مصر يصور ضابطاً مزيناً بالأوسمة على بزته العسكرية مكشوف الرأس
مع عنوان "مصر تحت مبارك"، ثم ضابط آخر بالبزة نفسها والأوسمة نفسها
مغطى الرأس بقبعة عسكرية تصل إلى العينين وعبارة "مصر بعد مبارك"، للدلالة
على استمرار الحكم نفسه مقنعاً.
بينما يسخر التونسى "زد" من تصدر الإسلاميين
نتائج الانتخابات التونسية الأخيرة، فيرسم امرأة أثناء الولادة مع عنوان "أول
ولادة لديمقراطية عربية"، وصحفياً يسأل الطبيب "قل لى دكتور، سيكون
ملتحيا أم محجبة؟".
وقبل سنة من الآن، كان تصوير زعيم عربى بالكاريكاتير ضرباً
من المستحيل، لكن منذ ديسمبر، تاريخ اندلاع الثورة التونسية حتى اليوم، سقطت
محرمات كثيرة، فالرسوم الساخرة التى تنتقد الرئيسين السابقين التونسى زيد العابدين
بن على والمصرى حسنى مبارك والزعيم الليبى الراحل معمر القذافى وبشار الأسد
والرئيس اليمنى على عبد الله صالح.. جالت العالم بواسطة الإنترنت خلال الأشهر
الماضية.