بدأ الحجاج أول أيام عيد الأضحى أمس برمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى قرب مكة المكرمة ونحر الهدي والأضاحي.

وبدا الحجاج فجرا رمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات وسط أجواء هادئة وانسيابية في الطرقات بعد إدارة حركة التفويج نحو الجمرات دون عقبات، كما ينحرون ويذبحون الأضحية والهدي.

وبينما كان قطار المشاعر يسير في الجهة المقابلة لجمرة العقبة الكبرى ناقلا آلاف الحجاج الى الجمرات، دخلت مجموعة من عشرات الحجاج القادمين من بنغلادش مرددين «الله اكبر» وقاموا بالرمي واحدا تلو الآخر ثم توجهوا نحو الحرم المكي رافعين اكفهم بالدعاء ان يتقبل الله نسكهم.

استقبلت منشآت الجمرات في مشعر منى حجاج بيت الله الحرام منذ الصباح الباكر اليوم العاشر من ذى الحجة (يوم النحر) لرمي جمرة العقبة الكبرى، وعلى مدى ثلاثة أيام التشريق (11، و12، و13 ذي الحجة)، ويجوز للمتعجل ان يكتفي بيومين فقط، عملا بقول الحق تبارك وتعالى (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه).

وكانت قوافل ضيوف الرحمن قد تحركت في وقت مبكر من صباح امس من مزدلفة (المشعر الحرام) في اتجاه منى بعد أن باتوا ليلتهم في مزدلفة وقاموا بجمع الحصى التي تكفي 3 أو 4 أيام لرمي الجمرات عنهم وعن من يوكلونهم من النساء أو الضعفاء.

وفي يوم النحر (10 ذي الحجة) يجوز للحاج التحلل من لبس الإحرام بعد ان ينجز اثنين من 3 أعمال وهى: «طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة» و«رمى جمرة العقبة الكبرى» و«القص أو الحلق».

وقد أجاز العلماء السعوديون الرمي طوال يوم النحر وأيام التشريق مما خفف الضغط على الجمرات وخاصة العقبة الكبرى التي كانت تشهد حوادث عديدة بسبب تدفق الحجاج جميعا وفي وقت واحد تقريبا من مزدلفة لرمي جمرة العقبة الكبرى قبل الزوال وفقا لفتوى سابقة. وأجاز العلماء أيضا الجمع بين طواف الإفاضة وطواف الوداع ولذا فان بعض الحجاج يتجه الى مكة لطواف الإفاضة والبعض الآخر يبقى في منى ويؤجل طواف الافاضة ويجمعه مع طواف الوداع في طواف واحد.

وبعد التحلل من الإحرام يلتزم الحاج - خلال مكوثه في منى سواء كان متعجلا (يقضي يومين من أيام التشريق 11 و12 ذي الحجة) أو متأخرا (يقضي 3 ايام 11 و12 و13) - برمي الجمرات الثلاث يوميا (الكبرى والوسطى والصغرى) كل واحدة منهم بـ 7 حصيات عن نفسه ومثلهم عن من يوكله، ولابد من التركيز وذكر الله أكبر مع كل رمية فهذه عبادة وليست نوع من التسلية او الهرج كما يفعل البعض.

وقال مختار خان (29 عاما) المسؤول عن المجموعة ان «رمي الشيطان يمنحك إيمانا ومعنوية. ففي هذه الحظات أشعر انني انتصرت على الشيطان».

وأضاف خان الذي يعمل في مكتب لخدمات الحج والعمرة لفرانس برس «لقد تطور جسر الجمرات، فأنا أحج بشكل مستمر منذ 8 سنوات وألاحظ الفرق، هناك سهولة في الحركة وتنظيم أكبر».

وأظهر مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير جسر الجمرات الذي تجاوزت كلفته مليار دولار، جدوى في تيسير رمي الحجاج للجمرات بطمأنينة دون أي عوائق.

وفور دخول الحجاج باتجاه الجمرات، ينتشر مئات من رجال الأمن بشكل منظم لتقسيم الحجاج الى مجموعات وفصلهم يمينا ويسارا تجنبا للازدحام أو المضايقة.

ويحاول البعض رمي الجمرات في الدور الأرضي اعتقادا منهم انه الأصل في عملية الرمي الأمر الذي يسبب بعض الاختناقات والتدافع.

وبعد الرمي يواصل الحجيج سيرهم بالاتجاه ذاته نحو مواقع بعثاتهم أو خيامهم دون ان يشكلوا عبئا على القادمين الجدد لرمي الجمرات.

وتعتمد السلطات السعودية تنظيما دقيقا لتفويج الحجاج لرمي الجمرات بهدف استيعاب التزاحم الشديد وتواجد الحجاج في وقت واحد بالمكان ذاته، حيث يفوج حجاج كل دولة وفقا لجدول وتوقيت محددين مسبقا.

كما انتشرت سيارات الإسعاف والطائرات العمودية للهلال الأحمر السعودي التي تحلق فوق منطقة الجمرات باستمرار تحسبا لأي طارئ أو حالة صحية تستدعي التدخل.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة مساء أمس الأول ان الطواقم الطبية أنفقت 50 مليون ريال (حوالى 13 مليون دولار) لتحديث وحدات العناية المركزة في المشاعر المقدسة».

واشارت الى انها أجرت حتى عصر السبت «عشرين عملية قلب مفتوح للحجاج و305 عمليات قسطرة وثلاثين قسطرة في مركز القلب في المدينة المنورة».

هذا وأعلنت مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية ان عدد حجاج هذا العام بلغ 2.927.717 حاجا.

وذكرت المصلحة في بيان لها ان 1.828.195 من الحجاج قدموا من خارج المملكة العربية السعودية في حين قدم من داخلها 1.099.522 حاجا غالبيتهم من المقيمين غير السعوديين. ويحج من داخل المملكة حوالي 150 ألفا من السعوديين و63 ألفا من المقيمين في حين إعادة مصلحة الجوازات حوالي 150 ألف شخص من مداخل مكة والمدينة لأنهم لا يحملون تصاريح خاصة بالحج.

وكان أكثر من مليوني حاج انتقلوا عند مغيب السبت الى مشعر مزدلفة نزولا من جبل عرفات بعد الانتهاء من أداء الركن الأعظم من أركان الحج.

وينتشر أكثر من 100 ألف من قوى الأمن والدفاع المدني لضمان أمن وسلامة الحجاج.

ويحتفل الحجاج بعيد الأضحى ويؤدون طواف الإفاضة ويسعون بين الصفا والمروة.

الى ذلك، توقف المصري محمد حسنين (35 عاما) أمام العقبة الكبرى وبيده الحصى لكنه تردد. واوضح لفرانس برس ان «هناك كلمات تقال عند الرمي لا احفظها لذلك انتظر زملائي ليطلعوني عليها».

واضاف حسنين الذي يعمل مراقب جودة «بالتأكيد سأشعر بالراحة التامة عند رمي الشيطان فهو عدوي الأول».

ويتيح الجسر الرمي على خمسة مستويات، ويبلغ طول الجسر 950 مترا وعرضه 80 مترا وصمم على ان تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل.

من جهته، قال السوري عمار محمد (47 عاما) «جئت الى الجمرات عبر قطار المشاعر». وأضاف لفرانس برس «لاشك ان القطار خفف الكثير عن الحجاج خصوصا كبار السن والعائلات فخلال دقائق وصلنا وقد أنهيت من الرمي وانا في طريقي للعودة الى المخيم». ورفع عمار يديه داعيا الله ان «يزيل الكرب الذي تشهده سورية».

شركات عالمية تتنافس على شراء 1.2 مليون قطعة من جلود الأضاحي

دبي ـ العربية .نت: أبرمت شركات عالمية في دول أوروبية مع نظرائها في السعودية عقودا لاستيراد نحو عشرة ملايين جلد من مناطق المملكة كافة، ودبغها وإرسالها للشركات المتعاقدة، وذلك وفقا لما كشفته غرفة جدة التي أشارت إلى أن ما نسبته 40% من جلود الأضاحي في المشاعر المقدسة تعتبر غير صالحة للدباغة. وأكد عضو لجنة الدباغة والصناعات الجلدية في غرفة جدة خالد الدقل أن جلود مسالخ المشاعر المقدسة تفوق 1.2 مليون جلد، ويتم تصدير هذه الجلود عبر بواخر تكون مهيأة لحفظ هذه الجلود في كاونترات خاصة حتى لا تنعدم نتيجة الرطوبة العالية في البحر. وقال الدقل لصحيفة «الاقتصادية» السعودية إن أسعار الجلود تتراوح بين 10 و20 ريالا للجلد الواحد، مبينا أن عوائق الاستثمار في البيع والمتاجرة في دباغة الجلود تأتي لدخول مستثمرين صغار لا علم لهم بمجال الاستثمار في هذا المجال مما يجعلهم يغالون في الأسعار دون مبررات.

وزير الصحة السعودية يؤكد اعتماد برنامج طب الحشود عالمياً لأول مرة

أكد وزير الصحة السعودي د.عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة لـ «العربية.نت» اعتماد برنامج طب الحشود، وذلك لأول مرة كبرنامج عالمي، حيث اعتمدت هيئة التخصصات الصحية البرنامج الجديد، موضحا أن المملكة تتفرد بإدارة الحشود على هذا المستوى في حج كل عام. وأعلن قيام الوزارة بعقد دورات متخصصة في كل عام للمشاركين في الحج من ممارسين صحيين وغيرهم في مختلف المجالات لإكسابهم المزيد من المهارات في مجالات مختلفة، مفيدا بأن الوزارة ركزت هذا العام على إدخال تقنيات حديثة ومتطورة في مجالات العناية المركزة، وأمراض وجراحة القلب والجهاز الهضمي والطب الوقائي وغيرها من التخصصات، كما تم استقطاب كوادر متخصصة في التخصصات النادرة مثل العناية المركزة وأمراض القلب والطب الباطني من داخل المملكة وخارجها، وقد بلغ عددهم حوالي 441 متخصصا في هذه التخصصات.

أسير فلسطيني يلتقي زوجته في مكة المكرمة بعد 29 عاماً

بعد اكثر من 29 عاما من الفراق بسبب الأسر في السجون الاسرائيلية التأم شمل الأسير الفلسطيني المحرر سليم علي الكيال (58 سنة) اخيرا بزوجته في الديار المقدسة في اطار مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأسرى المحررين الفلسطينيين. وكان افرج عن الكيال في 18 من الشهر الماضي في اطار صفقة التبادل التي ابرمتها حركة «حماس» مع اسرائيل في وقت كانت زوجته غادرت غزة الى مكة المكرمة لاداء فريضة الحج.

يقول الكيال لـ «الحياة» انها مناضلة انتظرتني ثلاثة عقود ربت ابنتي الوحيدة، التي سجنت وهي حامل بها، وظلت تساندني وتوقظ الامل في قلبي بالحرية حتى حرمني الاحتلال من رؤيتها هي وابنتي منذ اسر الجندي جلعاد شاليط. وعن خططه المستقبلية بعد عودته من الحج قال أبعد كل هذا العمر الطويل كل ما اتمناه هو تمضية ما تبقى من عمري في هدوء وصفاء.