أجمع المشاركون في الندوة الشهرية التي نظمها مركز الجزيرة للدراسات مساء أمس الاثنين بالعاصمة القطرية الدوحة أن تنظيم القاعدة هو أخطر ما يهدد استقرار وأمن اليمن في الفترة الراهنة، رغم إقرارهم بأن البلاد تعاني من عدة أزمات ومشاكل مركبة ومعقدة.
وقال أستاذ العلوم السياسية عبد الله الفقيه إن القاعدة "استفادت من الفوضى التي عمت في الشمال"، حيث انشغلت الدولة منذ نحو ست سنوات بالحرب مع جماعة الحوثيين في محافظة صعدة.
خطر الغزو
وأضاف أن تنظيم القاعدة استثمر أيضا المشاكل التي عرفها جنوب اليمن حيث الاحتجاجات على ما تعتبره القوى الجنوبية تهميشا من أجهزة الدولة للمنطقة، مؤكدا أن هناك مناطق كاملة في جنوب البلاد تسيطر عليها القاعدة.
وأكد الفقيه أن اليمن لم يبق له في موضوع تدويل أزماته إلا أن يخضع للغزو العسكري، وأكد أنه إذا قامت القاعدة مستقبلا بعملية مثل المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أميركية أواخر الشهر الماضي كانت متجهة إلى مطار ديترويت، فإن اليمن قد يتعرض للغزو، مشيرا إلى أن صنعاء بحاجة إلى دور خارجي وإقليمي ولن تستطيع مواجهة القاعدة لوحدها.
وكانت تنظيم القاعدة في اليمن قد تبنى محاولة الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير الطائرة المذكورة، وقالت تقارير أمنية أميركية إنه تم تجنيده في العاصمة اليمنية.
أما أستاذ العلوم السياسية سمير العبدلي فقال إن القاعدة انتقلت بشكل ملفت ومفاجئ إلى اليمن بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، وصاحب ذلك "تضخيم إعلامي".
واعتبر أن المؤتمر الدولي المزمع عقده في العاصمة البريطانية لندن لبحث دعم الحكومة اليمنية في مواجهة القاعدة "لا ينتظر منه الكثير ولن يقدم الدعم اللازم لليمن".
وأضاف العبدلي أن هذا المؤتمر سيبحث الدعم العسكري لليمن، وسيعطي الحكومة اليمنية "فرصة أخيرة" للقضاء على القاعدة، وإذا عجزت "فستكون للدول الغربية الكبرى كلمة أخرى".
أمن الخليج
وبدوره اعتبر الصحفي والناشط الحقوقي عبد الكريم الخيواني أن النظام اليمني "أحسن استثمار موضوع القاعدة ليشن الحرب على خصومه السياسيين" معتبرا أن "حجم الاعتقالات والقمع زاد في الفترة الأخيرة".
وقال إن جوهر الأزمة في اليمن يكمن "في الاستبداد والفساد واحتكار السلطة والثروة واختزال أهداف البلد في مشروع فردي عائلي".
واعتبر أن النظام اليمني "استثمر" القاعدة من قبل في صراعه مع الحزب الاشتراكي و"استغلها" أيضا في حربه مع الحوثيين، وهو اليوم "يستثمر" ما يسمى "الحرب على الإرهاب" في صراعه مع القوى السياسية في الجنوب.
ومن جهته اعتبر الكاتب وعضو مجلس الشورى السعودي زهير الحارثي أن القاعدة في اليمن "أكثر ازدهارا وقوة" مما هي عليه في أفغانستان، وقال إنها "وجدت أرضية خصبة" في نظام القبيلة وفي التضاريس الجبلية والحدود البحرية لليمن.
وأضاف أن "القاعدة حالة خطيرة وهي العدو الحقيقي لليمن"، الذي رأى أنه "هو العمق التاريخي للجزيرة العربية" ولذلك فإن "أمن اليمن هو أمن دول الخليج. وأكد أن هذه الدول يهمها أن تسيطر السلطات اليمنية على القاعدة".
ونبه الحارثي إلى "خطورة التنسيق بين القاعدة في اليمن ونظيرتها في الصومال" مشيرا إلى أن "الوضع مقلق ومزعج" وأنه "لا أحد يستطيع أن يتكهن بما يمكن أن يقع في المستقبل القريب".