fiogf49gjkf0d
في تتويج للشراكة التنموية بين جهات الدولة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني
افتتحت مبرة الدعم الإيجابي لمرضى السرطان مؤتمرها الأول تحت شعار «مريض السرطان أمانة
اجتماعية» والذي تم افتتاحه صباح أمس في فندق «الراية» بحضور النائب فلاح الصواغ وعدد
من الشخصيات والفعاليات المجتمعية، والوكيل المساعد لشؤون التنمية الاجتماعية بوزارة
الشؤون الاجتماعية والعمل منيرة الفضلي نائبة عن وزير الشؤون الاجتماعية والعمل د.محمد
العفاسي، قد ألقت كلمة افتتاحية أكدت فيها على ان المؤشرات العلمية والتجارب الميدانية
أكدت تماثل أكثر من ثلثي المصابين لعوارض المرض للشفاء أو التعايش معه، كما بينت انهم
يعودون كذلك لحياتهم الطبيعية بعد فترة من التزام العلاج وهذا مبعث أمل وارتياح يساهم
في إزاحة الهواجس التي رسخت عن مرض السرطان.
وقالت: «ان المؤتمر يعد ترجمة عملية لتوجهات خطة التنمية التي تتبناها
وزارة الشؤون لتغطي متطلبات المجتمع واحتياجاته، مضيفة «ان هناك تزايدا في أعداد الإصابات
بمرض السرطان ما يتطلب جهدا مضاعفا للاستيعاب، حيث لكل مصاب ظروفه وطريقة تعاطيه مع
الإصابة وتداعيات ذلك على مصدر رزقه وحاجات أسرته، ما يعني أن هذه الفئة تحتاج لحماية
خاصة واهتمام نفسي واجتماعي يواكب اخطار المصاب بمرضه حيث تتعرض الحالة النفسية لتحديات
تتطلب الكثير من الدعم والإسناد المعنوي والإيماني وأحيانا أخرى المادي نتيجة لتعرض
أوضاع البعض منهم لظروف معيشية قاهرة نظرا لتوقف أعمالهم.
وبينت الفضلي أهمية دور المبرة ونماذجها في المجتمع الكويتي والخليج العربي
في إعادة الروح لكثير ممن تعرض لهذا المرض أو لأحد أقاربة ويأتي هذا المؤتمر كأحد الروافد
التي تساهم في نقل الخبرات بين دول المنطقة والتبشير بالنجاحات إيمانا بالتكامل الخليجي
المنشود.
وبدوره أوضح مدير مركز حسين مكي الجمعة للجراحات التخصصية د.أحمد العوضي
ان المؤتمر يمثل نظرة جديدة واشراقة في الكويت حيث لا يعتبر خاصا بالطب والمجال الصحي،
وإنما يتعلق بالإنسان والفرد الذي يعتبر أحد عناصر الأسرة التي تعد نواة للمجتمع، ومن
دونها لا يوجد مجتمع وقال «هنا تكمن أهمية الفرد سواء كان زوج أو زوجة أو أما، ابنا،
ابنة، أخا، أختا، جدا أو جدة فهو أحد أركان الأسرة، وبالتالي يوجه المؤتمر عن طريق
مبرة الدعم الايجابي والتي يطلق عليها «الأمل»، لمرضى السرطان ولكن من خلال جدول أعمال
المؤتمر وأهدافه فانه تتجلى النظرة الايجابية التي يحتاجها كل مريض، سواء مرضى السرطان
أو غيرهم فمع ان المؤتمر موجه للدعم الايجابي وزرع الأمل والابتسامة في قلوب مرضى السرطان
بصفة خاصة، إلا أنه ينعكس على كل مريض حيث قد يتعرض أي شخص قريب أو بعيد للمرض فالأهداف
تنصب على كل أفراد المجتمع في النهاية.
وأضاف «من خلال توجيه النظرة الايجابية وما لمسناه من مبرة الدعم الايجابي
بدعم الكثير من المرضى بصفة يومية بالإضافة إلى الدعم النفسي بزيارة المرضى يوميا وزرع
الأمل والابتسامة على شفاههم كما ان هناك الكثير من القصص التي تنتهي بالشفاء والتعافي
وصحيح ان المعجزات انتهت بوفاة الرسل إلا ان رحمة الله سبحانه واسعة في الشفاء في حالات
مستعصية واعتقد انهم كان لهم دور ايجابي على المرضى، ولن نبخس مبرات الدعم الايجابي
الأخرى ذات نفس الدور.
ومن جانبها أشارت رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر هدى الطارش إلى ان المؤتمر
يهدف إلى دعم الفكر والقيم الايجابية ودفع عجلة التنمية البشرية ونقل تجربة المبرة
للاستفادة منها، مشيرة الى ان تبني المؤتمر خمسة محاور رئيسية هي المحور الطبي والديني
والاجتماعي، وأخيرا المحور النفسي الذي يساهم بشكل كبير في شفاء مرضى السرطان، موضحة
ان برنامج المؤتمر يتم على فترتين، صباحية ومسائية، ويضم خمس ندوات وثلاث ورش عمل حول
مهارات الدعم الايجابي للمرضى.
المهندي: التركيز على العوامل النفسية للمرضى
أوضح نائب مدير مركز حسين مكي الجمعة للجراحات التخصصية د.شهاب المهندي
ان هناك عددا من المحاضرات الطبية يلقيها أطباء مختصون في علاج الأمراض السرطانية وإلقاء
الضوء على مرض السرطان بشكل عام وعلى الخدمات الطبية للمريض، كما سيتم التركيز على
العوامل النفسية التي تنتاب المريض ودور الدعم النفسي لاستكمال العلاج الطبي لمريض
السرطان، كذلك مدى الاستجابات الطبية لمريض السرطان للبرنامج الطبي الموضوع له. أما
رئيس مبرة الدعم الإيجابي لمرض السرطان محمد العتيبي فأشار إلى ان افتتاح المؤتمر يعد
نجاحا كتجربة أولى لمكافحة مرض السرطان، مشيرا الى ان المبرة تعد من المبرات الخيرية
وتم إنشاؤها في العام 2009 وذلك لدعم حاجة المرضى الماسة للدعم المالي والاجتماعي والنفسي
للمريض كذلك لتغيير الأفكار عن هذا المرض، مشيرا الى ان الشائع عن المرض أنه قاتل لكن
من خلال العمل لمسنا شفاء حالات كثيرة.
وأضاف ان المؤتمر يعتبر الأول من نوعه في منطقة الخليج كما أننا نهدف لإيصال
الرسالة حيال المرض وأنه غير مخيف، كما ان هناك نسبة كبيرة تتماثل للشفاء، مشيرا الى
ان فكرتنا للدعم الإيجابي لهذا المرض، كما أننا نعمل على نقل الفكرة لهم، مشيرا الى
ان المؤتمر شهد مشاركات خليجية فهو معرض لتجارب جيدة من قبل الأنشطة الخيرية والطبية
في دول المنطقة، مشيرا إلى أننا نتمنى ايصال الرسالة الإيمانية وان تكون نقطة الانطلاق
لنا في دعم مريض السرطان يحتاج لتهيئة الصعوبات لمواجهة مرض السرطان كذلك للاستفادة
من التطورات العلمية لعلاج مرض السرطان كما ان هناك ضيوف وأصحاب تجارب من استشاريين
وأطباء لعلاج المرض، متمنيا الشفاء لجميع المرضى.